هل تتجاوز التهدئة المصالحة.. أم أن الفشل مزدوج؟

2018-08-30 09:26:51

في وقت شهدت فيه المصالحة الفلسطينية حراكًا مكثفًا خلال الأسابيع الأخيرة من قبل السلطات المصرية، في مسعى إلى عودة الحوارات بين طرفي الانقسام فتح وحماس، تصب المؤشرات والتصريحات التي تظهر للعلن في اتجاه اتساع الهوة بين المتخاصمين، وصولًا إلى حالة انفصال تام أو انعدام فرص تخطي الانقسام. وهو ما قد يعزز من احتمالات ابرام اتفاق تهدئة يبعد غزة عن الضفة كذلك الطرفين الحاكمين في كل جهة. 

آخر التصريحات جاءت على لسان قائد حماس في منطقة غزة يحيى السنوار، قال فيها إن مصر أبدت استعدادها للسير في مباحثات التهدئة بين حماس والاحتلال حتى لو لم تنجز المصالحة. 

لكن الصحفي المصري أشرف ابو الهول، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام قال في حديث لـ"رايـة"، إن "لا احد لا اقليميا أو دوليا قادر على ان يأخذ قرارا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن عدم موافقة فصيل يمكن أن توقف أي اتفاقات قد تتم. 

وأضاف ابو الهول: فرض الحل شيء غير منطقي، لا بد من التوافق الداخلي.

وترى حركة فتح أن مصر تدعم السلطة الفلسطينية في موقفها نحو تحقيق الوحدة الداخلية قبل أية اتفاقات حول التهدئة.

ويقول الناطق باسم الحركة اسامة القواسمي في حديث لـ"رايــة"، "لا نشكك ابدا في ان رؤية مصر تختلف عن الاهداف الامريكية الاسرائيلية الساعية لتمرير صفقة القرن".

وكان عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، صرح قبل أيام أن حركته سلمت ردها على الورقة المصرية للمصالحة.

 وقال السنوار إن رد حركة فتح على الورقة المصرية كان "أسوأ من الرد على الورقة الاولى".

وأضاف السنوار فيما يبدو ردًا على تصريحات الرئيس عباس حول تسلم قطاع غزة كاملًا كشرط للمصالحة، أن "من يستلم غزة فوق الأرض وتحتها فقط مجلس وطني فلسطيني توحيدي نؤمن لديه سلاح المقاومة".

ويقول أبو الهول إنه إذا كان رد حركة فتح إيجابيا فإن القيادة المصرية ستوضح في اسرع وقت، لكن في حال لم يكن كذك فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

وأشار أبو الهول إلى ان استئناف المشاورات في القاهرة لن يأتي من فراغ انما سيكون نتيجة محتوى رد فتح.

وقال: عندما تدرس مصر الرد بشكل كامل سيكون هناك خطوات عملية.

لكن لا يبدو أن الأمور تتجه نحو تقارب بين حركتي فتح وحماس بقدر ما هي تتجه للتباعد اكثر فأكثر على ضوء الاتهامات المتبادلة، والفجوة الكبيرة بين مواقف الطرفين حيال المصالحة.