الكونفدرالية مع الأردن.. فكرة قابلة للتطبيق أم وهم؟

2018-09-03 09:04:01

من جديد تعود فكرة الكونفدرالية بين فلسطين والأردن إلى واجهة الحديث الإعلامي، بعد تصريحات قال فيها الرئيس محمود عباس إن ترامب عرض هذه الفكرة عليه.

يقول محللون وسياسيون في أحاديث منفصلة لـ"رايـة"، إن طرح هذه الأفكار في المرحلة الحالية ليس إلا وهم واستهزاء.

"المنطق الذي يتحدث به ترامب، ينطلق من عدم معرفته بالواقع الحقيقي للقضية الفلسطينية"، قال  نائب رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور ممدوح العبادي.

وأضاف العبادي لـ"رايــة"، إن مثل هذه الأفكار لم تعرض على الأردن، مبينا أن موقف بلاده يرتكز على قيام دولة فلسطينية مستقلة ومن ثم يقرر الشعبان الدخول في كونفدرالية، اما "طرح الفكرة الآن فهو يدل على سطحية في التفكير".

وقال الرئيس محمود عباس خلال لقاء مع نشطاء من اليسار الإسرائيلي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح عليه إنشاء دولة كونفدرالية مع الأردن.

ووفق صحيفة هآرتس، فإن “الرئيس عباس أكد لترامب أنه سيوافق على ذلك في حالة واحدة فقط وهي إذا قبلت إسرائيل بأن تكون جزءا من الكونفدرالية".

وقال العبادي: اؤكد ان رد الرئيس عباس كان استهزائيا وليس جديا. 

ولا يبتعد موقف الرئاسة الفلسطيني عن الموقف الأردني، إذا صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، إن فكرة الكونفدرالية  موجودة على جدول اعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984، وأن موقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن يؤكد أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن.

وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات أن فكرة الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين غير قابلة للبحث والنقاش.

وقالت في تصريح لموقع "عمون" الاردني إن الموقف الاردني يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال العبادي: نحن مستعدين للتفاوض مع الشعب الفلسطيني بعد أخذ حقه كامل. 

وحول طرح مثل هذه الأفكار حاليًا، قال المحلل والكاتب الصحفي داوود كتاب لـ"رايــة"، إنه من "الواضح ان هناك تخبط في الجانب الأمريكي بخصوص تطبيق صفقة القرن، في ظل الرفض الفلسطيني".

وأضاف: الموضوع هو استهزاء بفكرة الكونفدرالية، لأنها تقوم على اتحاد دول مستقلة.

"لا تقبل أي دولة ذات سيادة أن تكون لها علاقة مع منطقة تعتبر محتلة وفق القانون الدولي وفيها مستوطنين وجيش احتلال"، اضاف كتاب.

واعتبر أن طرح مثل هذه الأفكار ما هو إلا محاولة لخلط الاوراق والتهرب من الحق الفلسطيني في تقرير مصيره.