ترامب ينطق لأول مرة بـ"حل الدولتين".. هل هو جاد في ذلك؟

2018-09-27 09:35:15

لأول مرة منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، نطق الرئيس دونالد ترامب بمصطلح "حل الدولتين" في حديثه عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. جاء ذلك خلال تصريحات لوسائل الإعلام خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 

رغم أن ترامب سوق نفسه على أنه الرجل الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط، إلا أنه تجاهل الحل الذي يعترف به العالم أجمع وروج لصفقة تتجاهل حقوق الفلسطينيين، وبدأ خطوات لطمس هذه الحقوق، خاصة فيما يتعلق باللاجئين والقدس والاستيطان. لكنه أطلق تصريحات تناقض الأفعال بحديثه عن "حل الدولتين".

وقال ترامب في تصريحاته، إن إبرام أي اتفاق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلب وقتا. مشيرا إلى أن الإعلان عن خطة سلام في غضون شهرين أو ثلاثة. وأكد أنه يريد حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما يصرح به للمرة الأولى. 

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي تعليقًا على تصريحات ترامب أنها "تصريحات لا يمكن التعويل عليها لأنه ليس فيها اي نوع من الالتزام الفعلي تجاه حل الدولتين او اي التزام بالقانون الدولي والحق الفلسطيني".

واعتبرت عشراوي في حديث للإذاعة الرسمية، ان "هذه التصريحات جاءت لاسترضاء عدد من الزعماء الذين التقاهم واكدوا له على ان الحل الوحيد هو قيام دولة فلسطينية"، وقالت: ترمب يتحدث عن حل الدولتين ولكنه يقوم بالمقابل بالاستمرار في فرض الاملاءات وما زال يصر على أن قضية القدس خارج اطار المفاوضات باستمرار اعلانها عاصمة لإسرائيل.

وفي حديث لـ"رايــة"، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين تصريحات الرئيس الامريكي حول خيار حل الدولتين بأنه محاولة امريكية لاستدراج السلطة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات.

وحذر شاهين من مخاطر فهم هذه التصريحات بأنها تغيير في الموقف الامريكي في الوقت الذي تواصل فيه ادارة ترامب دعم الاستيطان والاعتراف في القدس عاصمة لاسرائيل وتواصل اجراءاتها العقابية الاخرى بحق السلطة.

ولفت شاهين الى وجود حراك بوساطات دولية وعربية للضغط على السلطة الفلسطينية من اجل تغيير موقفها المقاطع للادارة الامريكية والاتصالات معها. 

واضاف ان هذه الضغوط تأتي بالتزامن مع توجه فلسطيني داخلي يدعو الى ضرورة عودة الاتصالات مع الادارة الامريكية في الوقت الراهن من اجل التأثير على صفقة القرن ومحاولة ادخال تعديلات عليها قبيل موعد طرحها الذي من المقرر ان يكون في غضون شهرين أو ثلاثة بحسب ما صرح به ترامب امس. 

وتوقع شاهين ان يحمل خطاب الرئيس امام الجمعية العامة اليوم اجابة فلسطينية واضحة بخصوص المفاوضات، قائلا: إن الرئيس عباس قد يبدي مرونة خلال خطابه بالعودة الى طاولة المفاوضات ولكن وفق صياغة ورعاية دولية وليس كما كانت في السابق حكرا على الولايات المتحدة.

وكانت الرئاسة قد علقت على تصريحات ترامب حول حل الدولتين، وجاء على لسان الناطق باسمها نبيل ابو ردينة "إن الطريق إلى السلام يتطلب حل الدولتين دولة فلسطينية على حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها".

وأضاف أبو ردينة، مساء الأربعاء، أن "هذا هو الموقف العربي والدولي، وحل كافة قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية، خاصة  قرار مجلس الأمن 1515، ومبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، وخصوصا  القمة العربية الأخيرة في الظهران".

ورد نتنياهو على تصريحات ترامب حول حل الدولتين بالقول إنه لن تقوم دولة فلسطينية، في فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية.

وجدير ذكره، أن ترامب أقدم على خطوات تمس صلب حل الدولتين كخيار للسلام، عبر اعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وتجنب إدانة العمليات الاستيطانية في الضفة المحتلة، كذلك شن حملة شرسة على الأونروا بهدف تصفية قضية اللاجئين.