زيتون غزة: تراجع الإنتاج وضعف الإقبال

2018-10-10 13:28:09

غزة – راية: سامح أبو دية

بما يشبه العرس الوطني، بدأ مزارعو قطاع غزة بقطف ثمار الزيتون هذا العام، ومعه نفضت المعاصر الغبار عن الماكينات التي تنتظر المحصول المتراجع نسبيا هذا الموسم، الا أن شجرة الزيتون تبقى صامدة بعراقتها، رغم كل ما تواجهه من مخاطر.

ويفضل المواطنون شراء الزيتون الغزاوي على الأنواع الأخرى باعتباره من أفضل أنواع الزيتون على مستوى العالم، الا انه يواجه عدة مشاكل، أبرزها خطر تجريف الاحتلال، وارتفاع أسعار مُدخلات الإنتاج "الأسمدة والمبيدات"، فضلا عن الوضع الاقتصادي السيء الذي انعكس على سعر بيع الزيت والزيتون.

نصف الانتاج

المزارع محمد يوسف، انطلق نهاية الأسبوع الماضي نحو أرضه الزراعية، واضعا في حساباته التراجع في محصوله هذا الموسم، بعد أن ظل يعتني ويراقب في أشجار الزيتون، ويقارنها بالعام الماضي، والذي سبقه.

يقول يوسف إن أرضه المزروعة فقط بأشجار الزيتون بالكاد قد أخرجت نصف الكمية التي أنتجتها العام الماضي، بسبب ظاهرة "المعاومة"، حيث من المتوقع أن تثمر الأشجار في عام وتشهد تراجعا في العام الذي يليه.

المواطن محمد يوسف يقطف ثمار الزيتون

وأوضح المزارع أن أشهر أنواع الزيتون المعروفة في غزة هي (بالسري، والشملالي، و K18)، حيث تعتبر ثمار السري هي الأجود، والأكثر اقبالا بين المواطنين، مشيرا الى أن التراجع في الانتاج يشمل جميع الأنواع.

المعاصر تنفض الغبار

صاحب احدى معاصر الزيتون في غزة، فارس شومر، استعد مبكرا لاستقبال أي كمية من الزيتون من الزبائن لعصرها، متوقعا هو الآخر؛ أن تتراجع الكميات مقارنة بالموسم الماضي.

وأشار الى أن المعاصر تجهزت منذ أيام، حيث نفضت الغبار عن الماكينات وعملت على صيانتها بعد توقفها عن العمل لعدة أشهر، ثم بدأت بموسم العصير الذي "لا يبشر بموسم جيد"، الا أن المعاصر في غزة متميزة جدا وتستخرج زيت نقي للغاية.

ويفضل المواطنون شراء الزيتون الغزاوي على الأنواع الأخرى باعتباره من أفضل أنواع الزيتون على مستوى العالم، في حين يلجأ البعض لشراء الزيت المستورد سواء من الضفة أو الأردن أو أوروبا.

معاصر الزيون بغزة

اقبال ضعيف جدا

تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في غزة، كان واضحا هذا العام بالنسبة للزيت والزيتون، وذلك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، يقول تيسير أحد المواطنين: "للأسف لن نستطيع شراء كمية تكفي طيلة العام كما كان سابقا".

وأضاف أنه يحتاج الى 3 جالونات من زيت الزيتون الصافي لتكفي طيلة العام، الا أنه بالكاد قد يستطيع شراء جالون واحد "تنكة" والتي يبلغ ثمنها ما لا يقل عن 450 شيقلا.

مدير عام الإرشاد والتوعية في وزارة الزراعة بغزة نزار الوحيدي، اعتبر موسم الزيتون 2018 من المواسم الجيدة وليست الممتازة، مشيرا الى أن مساحة الأراضي التي زرعت بالزيتون هذا العام بلغت 38 ألف دونم، منها 31 ألف مثمرة.

كميات الانتاج

وأوضح الوحيدي ان متوسط الإنتاج لدونم الزيتون الواحد يبلغ 550 كجم، متوقعا أن يصل انتاج الزيتون في نهاية الموسم الى 17 ألف طن، "منها 5 آلاف للتخليل و 12 ألف طن للزيت".

ونوه الى أن قطاع غزة لديه مخزون من العام الماضي يُقدر بحوالي 5 آلاف طن، وهذا يجعل العجز في المنتج ينخفض الى 38%، حيث سيتم استيراد العجز من الضفة الغربية، "استيراد زيتون وعصره في غزة".

زيتون غزة من اجود الانواع في العالم

وتوقع الوحيدي ان يصل انتاج غزة من الزيت الصافي حوالي 2100 طن، في حين يبلغ استهلاك القطاع من الزيت أقل من 4 آلاف طن.

وفيما يتعلق بجودة ثمار الزيتون، أكد الجودة هذا العام عالية، "نسبة الزيت تبلغ 17% بالنسبة للوزن"، حيث أن معظمه من أصناف (السري والنبالي والـ K18) فضلا عن نوع يستخدم للتخليل فقط وهو (الكلاماتا).

ظاهرة المعاومة

وعن تراجع الإنتاج مقارنة بالأعوام السابقة، قال الوحيدي: "الزيتون لا يقارن، عادة ما يكون عام إنتاج وعام للراحة، شجرة الزيتون بها ظاهرة المعاومة"، مشيرا الى أنه بالنسبة للمعاومات الماضية "تعتبر هذا العام أفضل بكثير".

كما تطرق مدير عام الارشاد والتوعية في زراعة غزة، الى الوضع الاقتصادي السيء في غزة، والذي انعكس سلبا على سعر بيع الزيت والزيتون، مشيرا الى أن سعر بيع كيلو الزيتون لا يزيد عن 5 شواقل فقط "رغم أننا في بداية الموسم".

ووفق الوحيدي، فإن سعر زيت الزيتون الصافي في غزة، لن يرتفع هذا العام عن 20 شيقلا للكيلو الواحد، أما سعر "التنكة" فيبلغ سعرها 80 دينارا أردنيا أو أقل.