الثوب الفلسطيني...تراث وجغرافيا

2018-10-23 19:58:24

فداء أسمر

"عرق ديك الحبش" و “الأسد المجنح” و”الجلاية” و”البلتاجي” و”السبعاوي و الأطلسي” جميعها أسماء لأثواب تراثية فلسطينية تمهر نوال بركات من قرية برقا التابعة لمدينة رام الله بحياكتها وتطريزها منذ 35عاما.

أربعون ثوبا اختارتها بركات لتمثل كل منها منطقة فلسطينية، مختلفة الألوان والتعريقات تعكس تاريخ وتراث أجدادنا من خلالها، مشيرة إلى تاريخ كل منطقة من مناطق فلسطين عبر مطرزاتها.

تاريخ وهوية

لم تكن الغاية جمع المال بل الغاية الوحيدة هي إثبات وجود الهوية الفلسطينية على طريقتها الخاصة، قائلة: "حاولت جاهدة إثبات نفسي في المجتمع من خلال ذلك الثوب الذي يحمل اسمى معاني الجمال، حيث كان بالنسبة لي هو الهوية الفلسطينية والرمز الذي نعرف به مجتمعات العالم عن تراثنا ".

واشارت بركات إلى أهمية الثوب الفلسطيني باعتباره" لغة الأجيال القديمة التي من خلالها يتفاهمون بها قديما عند الإنتقال من منطقة لأخرى، اضافة الى ذلك يعد رمزاً لكل منطقة من مناطق فلسطين حيث أن كل ثوب ينتسب لمنطقة ما وبالتالي تعرف كل من ترتدي ثوبب ما من أين هي من خلال الثوب الذي ترتديه".

يستغرق انتاج الثوب الواحد الذي تعده بركات ما يقارب شهر ، حيث تمضي ساعات طويلة من العمل المتواصل بحب وشغف دون ملل.

 وتتابع بركات: "لقد باتت المطرزات مهنتي، وأصبحت عنواناً لي أينما أتواجد، خاصة أن عملي ليس بدافع كسب المال، بقدر انه وسيلة استخدمها للمحافظة على الهوية الفلسطينية وإحياء للتطريز اليدوي الفلسطيني، الذي باتت مهدد بالانقراض".

وتقوم بركات بتأجير الأثواب التي تنتجها للسيدات خلال مناسباتهم الاجتماعية المختلفة، ولقد لاقت فكرتها انتشارا واسعا ورواجا كبيرا بين الفتيات والنساء".

وتكمل بركات حديثها وهي تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على إحدى قطع الثوب" هناك إقبال متزايد على أثوابي خاصة انني أقوم بعملية تأجيرها وليس بيعها، فالأثواب المطرزة يدويا غالية الثمن، والعديد من النساء يقبلن على تأجرها لتفادي دفع أسعارها الباهظة".

حكاية لكل ثوب

تضيف بركات” لكل ثوب حكاية وهدف من ارتدائه، فالثوب المطرز باللون الأزرق على الأرضية السوداء، ترتديه المرأة الأرملة، بينما المتزوجة يحمل تطريزا من اللون الأحمر على أرضية سوداء".

كما ذكرت أن  عروق الثوب الفلسطيني كان لها عدة أنواع منها: سروات، الحجابات، مفتاح الخليل والنجوم، ومن أقدم العروق التي تصعب على النساء نسيجها وهو عرق ديك الحبش والأسد المجنح.

ولا يقتصر أداء بركات على التطريز فقط، بل تعدى ذلك الى قيامها  بتدريب الفتيات اللواتي يرغبن في تعلم الحياكة والتطريزداخل منزلها، اضافة الى غرس حب التراث الفلسطيني من أجل حفظه من الضياع.