حماس واسرائيل أقرب لاتفاق صعب من مواجهة خاسرة

2018-10-30 10:46:37

وصل إلى قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، الوفد الأمني المصري لاستكمال جهوده في ملفي تثبيت التهدئة وانهاء الانقسام، عبر مشاورات مكثفة مع قيادة حركة حماس في غزة.

وتستمر الجهود المصرية رغم التوتر الكبير بعد جريمة استشهاد ثلاثة أطفال التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأحد على حدود القطاع الشرقية، فضلا عن استشهد الشاب محمد عبد الحي ابو عبادة مساء امس (27 عاما) من مخيم الشاطئ، وإصابة 80 أخرين خلال فعالية المسير البحري الرابع عشر؛ للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"راية" إن الضوء الأخضر لعدوان واسع لم يصدر من الادارة الامريكية التي تحاول انجاز "صفقة القرن" لإحداث تسوية شرق أوسطية فشلت في اختبارها كل الإدارات الامريكية السابقة.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن حركة حماس وحكومة الاحتلال أقرب الى اتفاق تهدئة أكثر من مواجهة واسعة لأن الوقائع تفيد أن حكومة الاحتلال لا تريد حرب، وانما تفضل فتح ملف قطاع غزة لإعادة تأهيله في اطار "صفقة القرن" التي تقرر فيها واشنطن أولا.

وأوضح عوكل لـ"رايـة" أن تصريحات التهديد الصادرة عن ليبرمان وبينت تنتمي الى عالم التنافس على الجمهور تحسبا لانتخابات قادمة، وإلا فان التهديدات القديمة الجديدة لو كانت حقيقية لدمرت غزة عن بكرة ابيها منذ زمن طويل.

وأضاف عوكل أن قطاع غزة يشهد مفاوضات ساخنة بين الاحتلال والمقاومة لتحسين شروط كل طرف للتأثير على المفاوضات الجارية دون الوصول للتصعيد الشامل في ضوء محاولة اسرائيل كسر قواعد اللعبة وتجاوز معادلة القصف بالقصف، وارسال رسالة للجمهور الاسرائيلي ان جيش الاحتلال يمتلك أدوات السيطرة وقوة الردع.

ونقلت وسائل الاعلام العبرية عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رغبته في حل المشكلة الإنسانية لتحقيق الهدوء في غزة واستعداده لقبول أي تدخل دولي والعودة لتفاهمات التهدئة التي أعلن عنها بعد عدوان 2014.

ورغم اعلان نتنياهو عن رغبته في استعادة الهدوء رأى وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان أن مواجهة التهديد القادم من قطاع غزة يكون عبر توجيه ضربة قاسية الى حركة حماس دون الدخول في عملية برية، كاشفا أن غالبية الوزراء الاسرائيليين يرفضون القيام بعمل عسكري في غزة.

وتصر هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار على استمرار فعالياتها قرب حدود قطاع غزة البحرية والشرقية رغم تواصل مفاوضات استعادة الهدوء غير المباشرة، ومساعي الوصول لاتفاق تهدئة بجهود مصر والأمم المتحدة التي لم تفض الى نتائج ملموسة حتى الآن جراء الفارق الكبير ما تطالب به الفصائل الفلسطينية وما تعرضه حكومة الاحتلال.

من الواضح أن حركة حماس وحكومة تل أبيب ليس لديهما رغبة في مواجهة عسكرية شاملة تدرك حركة حماس ان فاتورتها ستكون خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير القطاع المنهك، في المقابل لا يريد أن يخسر نتنياهو فرصة أبواب التطبيع المفتوحة وأصوات الناخبين في الانتخابات الاسرائيلية القريبة.