"هبة ونضال" شقيقان يحاربان البطالة بـ "الأنتيكا"

2018-11-21 10:48:37

غزة- راية: سامح أبو دية-

في كوخ خشبي يعج بكافة أنواع الأدوات والأخشاب، يقضيا الشقيقان هبة ونضال النخالة وقتا طويلا فوق منزلهما؛ في صناعة الأشكال الخشبية الأنيقة المتنوعة، والمصنوعة من عبق الطبيعة الخلابة، وبجودة فائقة.

ومن بيتهما الواقع وسط مدينة غزة، قررت هبة (23 عاما) وشقيقها نضال (20 عاما) هزيمة البطالة المتفشية في صفوف الشباب، فكانت أغصان "الزيتون والتين والليمون والصنوبر" بمثابة مصدر النور الذي أضاء لهما الطريق نحو سوق العمل.

مشروع صغير أطلقا عليه "أنتيكا هوم" يكبر شيئا فشيئا، وسط ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الغزيون، يتعاون الشقيقان على صناعة قطع أثاث منزلي يطلبه الزبائن، ويستوحيان أفكارها من الطبيعة.

يقول نضال وهو طالب في جامعة الأزهر، إن الفكرة بدأت عندما قررا مفاجأة والدهما الذي يعمل نجارا؛ بتقديم له هدية لائقة بمناسبة عيد ميلاده، وهي عبارة عن إطار خشبي غريب يحمل صورته.

ويضيف: "أعجب والدي بالفكرة، وقرر تقديم الدعم وتنمية قدراتنا، وقدم لنا الأدوات اللازمة لبدء مشروعنا قبل 9 أشهر"، مشيرا الى أنه سرعان ما نجح المشروع وتطور ثم تحول الى مصدر دخل.

الشقيقان نضال وهبة، يكملان بعضهما البعض في هذا المشروع الفريد، ويؤكد النخالة أن ما اكتسبه من خلال هواية صناعة قطع "الأنتيكا الخشبية" خلال فترة قصيرة، لم يكن يتخيل يوما أن يتعلمه، مشيرا في ذات الوقت؛ الى أن تلك الهواية لم تؤثر على دراسته الجامعية أبدا.

ويستخدم الشقيقان جذوع من خشب الأشجار بعد أن يتم تقطيعها على شكل حلقات دائرية، دون أن يتم إعادة تدويرها، لتظهر بشكل بيضاوي طبيعي، وباستخدام طلاء بني مخفف، يلون الشقيقان الجذوع الخشبية حتى تأخذ لون الخشب الطبيعي البرّاق.

وحول تسويق منتجاتهما، فقد شكل ذلك تحديا آخر للشقيقين، الا أنهما قاما بإنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم "انتيكا هوم"، بعد رفضت عدة محال تجارية عرض منتجاتهما، في حين تتراوح الأسعار بين 5 الى 80 شيقلا تقريبا.

أما هبة التي تخرجت من الجامعة قبل عام، رفضت فكرة احتكار الرجل للعمل في مجالات متعددة منها "النجارة"، وبذوقها الأنيق الذي يثق فيه شقيقها، تصنع قطعا لا مثيل لها، ولا تكل أو تمل من صناعة قطعة خشبية تعجبها، حتى لو استغرق ذلك أيام طويلة.

تقول النخالة: "أشعر بالسعادة وأنا أقوم بالعمل (..) أحببت القيام بشيء جديد، فوجدت نفسي سعيدة بذلك فاستمررت به (..) أشعر بالفخر لأنني تمكنت من انتاج قطع فنية جميلة، أُعجب فيها الكثير من الناس".

وتشير هبة الى أن المشروع انطلق من كونه "هواية" ثم تحوّل الى مصدر دخل، في ظل الظروف الصعبة للشباب وخاصة الخريجين، متمنية أن يظل مشروعهما في تطور دائم، وأن يزداد اقبال الناس على المشغولات الخشبية.

ووفق هبة، فإن عملها رفقة نضال "تكاملي"، وتضيف: "لا يمكننا الاستغناء عن بعضنا، هناك آلات لا يمكنني استخدامها فيستخدمها هو، أما أنا كفتاة لدي عملي الخاص المتعلق بالذوق والاختيار".

 ويواجه نضال رفقة شقيقته هبة، عدة عقبات في مشروعهما، منها عدم مقدرتهما على جلب آلتين كبيرتين للورشة تساعد على سرعة انجاز القطع والاعمال الخشبية، كما تُخرجها بجودة أعلى.

وكغيره من المشاريع، تُشكل أيضا أزمة الكهرباء عائقا أمام سرعة تطور المشروع، خاصة وأن ساعات وصل الكهرباء قليلة، فضلا عن وصلها في أوقات غير مناسبة للعمل، مما يؤخر تسليم الطلبات في موعدها، وفق هبة.

جودة قطع الأنتيكا الخشبية بأيدي هبة ونضال، أعجب الكثير من الأشخاص في الضفة الغربية والخارج، تقول النخالة: "هناك أشخاص طلبوا أعمالنا عبر صفحاتنا في مواقع التواصل، الا أن توصليه صعب في ظل تلك الظروف، ومكلف جدا".