"مراكز رعاية الأطفال" هل هي سجون أم تأهيل وإعادة اندماج؟

2018-12-02 21:05:08

فرض قانون حماية الأحداث الفلسطيني الذي تم اقراره عام 2016، مبدأ التفكير "خارج الصندوق"، حيث جاء بالعديد من القضايا الإيجابية التي فرضت التعامل مع الأطفال في خلاف مع القانون؛ على أنهم أطفال ضحايا "لا مجرمين".

وبعد إقرار القانون، تُطرح التساؤلات حول دور رعاية وتأهيل الأطفال في غزة والضفة، وهل هي مراكز تأهيل وإعادة اندماج ذات بعد مجتمعي، أم هي سجن مخصص للأطفال، أم هي كلاهما معا.

وللوصول الى الإجابة، استعرضت حلقة برنامج "حقك بالقانون" عبر أثير رايـــة، تجربة دار الربيع لرعاية وتأهيل الأطفال في قطاع غزة والرؤية لما بعد قانون حماية الأحداث الفلسطيني، مع التركيز على رؤية وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات قطاع عدالة الأحداث، "وما هي الهوية التي يريدون من دار الأمل".

باسل أبو زايدة مدير دار الأمل لرعاية وتأهيل الأطفال في خلاف مع القانون، اعتبر أن القانون تغيرت فلسفته من قانون "عقابي الى وقائي وحماية للأطفال"، حيث من هذه الفلسفة جاء دور "دار الامل" لاحتواء وتقديم الخدمات للأطفال الذين يكون لديهم خلاف مع القانون.

وقال أبو زايدة: "فكرة القانون جاءت من منطلق حماية إنسانية للطفل، وتوفير كوادر بشرية تتعامل معه حتى لو كان مذنبا، فهو ضحية لظروف معينة ولها عمر معين، وبالتالي لديه الحق أن يتوفر في لدى الدولة مؤسسات تقدم تلك الخدمات له".

ونوه الى أن دار الأمل بعد قانون حماية الاحداث، فتحت أبوابها للجميع، وتتعامل معه الأطفال على أنهم "ليسو عار أو وصمة" وهي مؤسسة مجتمعية مثلها كمثل أي مدرسة "لديها خدمات تعليمية ورياضية وأعمال تطوعية وفيها ابداع ومشاركة مجتمعية".

من جهته، قال اياد أبو حجير مدير المركز الفلسطيني لحل النزاعات ورئيس لجنة عدالة الأحداث في غزة، إن مؤسسة الربيع في القطاع يمر عليها سنويا قرابة 1000 حدث، حيث يكون فيها من 40 الى 50 حدث في آن واحد، وقد يتضاعف العدد مما يسبب ارباكا.

وأكد أبو حجير أن قانون حماية الاحداث غير مُطبق في قطاع غزة، بسبب ظروف الانقسام، مشيرا الى أن القانون المطبق هو "المجرمين الأحداث" للعام 1937، وقانون أصول محاكمات الاحداث لعام 1938.

وعن الخدمات التي تقدمها مؤسسة الربيع، أوضح أن الغذاء متوفر بشكل دائم، بالإضافة الى إعطاء الفرصة للتعليم وتقديم الامتحانات، فيما تتوفر الرعاية الصحية ولكن بشكل غير كافٍ، فضلا عن توفر برامج رياضية وترفيهية وتوعوية ودعم نفسي واجتماعي لهؤلاء الاحداث، وغيرها.

وتناولت الحلقة قصة "جواد الشمس" الذي مر بتجربة وجوده في السجن، ولكن بعد نفاذ قانون حماية الاحداث انتقل الى دار الامل، ويحلم بأن يكون محامي للدفاع عن قضايا الأطفال في خلاف مع القانون.

استمع الى حلقة "حقك بالقانون"...