شاهد- أكبر غابة للصبّار النادر في فلسطين

2018-12-05 10:15:10

غزة – راية: سامح أبو دية

قبل 22 عاما، بدأ المزارع الفلسطيني هشام بدر في جمع أنواع نادرة وغريبة من أشجار الصبار المختلفة، داخل حديقة خاصة تُعتبر فريدة من نوعها في فلسطين والمنطقة.

"حديقة الواحة" الواقعة أقصى شمال غرب قطاع غزة، تبلغ مساحتها 20 دونما، أصبحت الآن تحتوي بداخلها على 3 آلاف نوع من الصبار والعصاريات، فضلا عن أنواع أخرى من النباتات، في حين لا يتوفر في القطاع الا 40 نوعا فقط.

يقول المزارع بدر (45 عاما) الخبير في زراعة الصبار: "نباتات الصبار تلك، تعود أصولها إلى صحاري أمريكا أتينا بها بكميات قليلة، ثم زرعنا بذورها ونمت بكميات كبيرة".

داخل تلك الحديقة الشاسعة، قد يظن الزائر أنه داخل غابة حينما يتجول بين مليون شتلة ونبتة من الصبار وكافة أنواع النباتات، أمام بعض من الحيوانات البرية، في مشهد غير مألوف في غزة.

والصبار أربعة أنواع، يتوفر منها ثلاثة في هذه الحديقة التي يُحب أصحابها أن يطلقوا عليها اسم "مزرعة الواحة"، وهي (ادينيوم والصبار والعصاريات)، ويشتق منها (الهوديا والاسترو وعملة القاضي وكرسي الحماة والمراريا وتاج الملك والسيديوم).

أغرب وأندر أنواع الصبار في العالم موجودة بغزة

علاج للأمراض

ويُشبه المهتمون نبتة الصبار بالشعب الفلسطيني، الذي يتأقلم مع كل الظروف مهما بلغت قساوتها ويفيض عطاءً بأقل الإمكانيات المتاحة.

ويضيف المزارع بدر: "احنا نتعلم من الصبار الصبر(..) شعب غزة في حصار والصبار يتحمل العطش والعيش في كل الأجواء والمناخات"، مؤكدا أن أشجاره تحتاج لرعاية ومتابعة خاصة من الناحية الفنية.

ومما لا يعلمه البعض، فإن الصبار لا يستخدم في تزيين المكان فقط، على غرار منظره الهادي وهو مستلقٍ تحت أشعة الشمس في تلك الحديقة، بل يُمكن أيضا استغلال الصبار كعشبة طبية لعلاج عشرات الأمراض الجلدية وتساقط الشعر وتخفيف الوزن.

في إحدى زوايا هذه الغابة الرائعة، يوجد نوع من الصبار يُسمى "الألوفيرا" الذي سُمي عند الهنود القدماء بـ"عصا الجنة" فيما استغله اليونانيون لعلاج كل شيء بدءًا من الصلع وانتهاءً بالأرق.

ورغم ذلك، إلا أن الصبار غير مستغل بشكلٍ مناسب كطبيب لبعض الأمراض، في ظل عدم الإلمام الكافي بكيفية التعامل مع المواد العلاجية التي يحتويها وتركيبها، بالإضافة إلى ندرة الدراسات والأبحاث العلمية الفلسطينية في هذا المجال.

يقول هشام: "هناك الكثير من الأشخاص يأتون لطلب أنواع من الصبار كي يستخدموها في علاج بعض الامراض مثل (الهوديا) التي تستخدم لتخفيف الوزن"، منوها الى ترحيبهم بذلك وتوفيرها لهم.

يوميا يقضي المزارع هشام ساعات طويلة بين تلك الأشجار حتى باتت تربطه علاقة أُسرية معها، يقول: "أشعر أن الصبار هو أهلي، لأننا عشنا مع بعضنا 22 عاما، في بعض الأحيان أشعر أنه مثل أبنائي ويجب أن أراه يوميا".

الصبار الغريب جلبه المزارعون من صحاري أمريكا الى غزة

هواية

الهواية والاهتمام بجمال البيئة، كانت الدافع الأساسي لاهتمام أصحاب حديقة الصبار بجلّب هذه النبتة من الخارج، إلا أن هذا لم يمنع من فتح نافذتها إلى المواطنين والمهتمين عبر إقامة معارضٍ متخصصة.

ونظم أصحاب الحديقة عدة معارض شهدت إقبالا مميزا، وترحيبا من الحضور سواء من الفلسطينيين أو الزوار الأجانب؛ كونها تضمنت أنواعا نادرة وغريبة عليهم.

وحسب بدر، فإن الصبار يُباع في كثير من المشاتل في غزة بأسعارٍ متفاوتة، تبدأ من 5 شيكل للنبتة الواحدة، وتصل إلى 400، مشيرا الى أن "حديقة الواحة" أوقفت البيع حاليا بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها غزة.

المزارع هشام بدر قضى 22 عاما من عمره في زراعة الصبار