غزة: فنانة تشكيلية تبدع لوحاتها من ألم الحصار

2018-12-18 09:01:26

راية - آيات عبد الله - ترسم منذ الوقت الذي لا تعيه، فالرسم نشئ معها وتطور بشكل كبير من خلال دراستها الجامعية له، وحين أحست أنها لغة مشتركة لكل شعوب الأرض، قررت الفنانة التشكيلية مي مراد من قطاع غزة أن توصل رسائلها بهذه اللغة التي تتقنها.

مي مراد تخرجت من جامعة الأقصى تخصص فنون وإنطلقت تعبرة بأسلوبها عن عن معاناة شعبها المحاصر منذ ما يزيد عن 11 عاماً.

الفنانة التشكيلية مي مراد

تروي مي مراد لبرنامج "أنا من هناك" عبر إذاعة رايـة أن الألم الذي تعيشه ويشاركها فيه كل سكان قطاع غزة، إنما هو شيء ملهم جدا لها، ويحرضها على الإبداع للتغلب على الظروف الموجودة، وتضيف:"أحاول جعل الظروف الصعبة حافز لي وليس عقبة في طريقي".

وتضيف:" انا برسم بالرمادي بشكل دائم لانه غزة رمادية، وانا برسم الأشياء الي يعيشها وبشوفها وبحسها".

تعمل مي حالياً على مشروع توأمة مع الفنانة الاسكتلندية راشيل اشتون، وتقول عنه:" مشروع مهم لي، وجاء عن طريق مؤسسة اسكتلندية، ويعتمد على التواصل عبر الانترنت مع الفنانة راشيل اشتون وتنظيم لقاءات أسبوعية معها، أرسل لها ما أوثقه من حياتي وحياة أصدقائي في غزة من اعياد، وطعام، وتراث، وهي ترسل لي تفاصيل حياتها اليومية في مجتمعها".

من معرض "جواز سفر"

وتضيف:" أنا أرسم مناظر من إسكتلندا وراشيل ترسم مناظر من غزة وسنخرج بمعرض صور مشترك يحمل أفكار مختلفة ورؤية مختلفة بعين كل واحد منا، كيف نرى الأشياء بزوايا ورؤيا مختلفة".

وتعتبر مراد أن هذا المعرض وهذه الشراكة نوع من التبادل الثقافي الجديد والذي ترتب عليه، ترشيحها وراشيل للاكاديمية الصيفية للفنون الجميلة في سالسبورج في النمسا، كي يقدمن فكرة المشروع وكي تلتقي فيها لاول مرة بعيدا عن الانترنت.

ولديها مجموعة من المعارض الفنية الفردية، أولها أطلق عام 2007 تحت عنوان "معرض وجوه"، في عام 2013 أفتتحت معرضاً بإسم "جواز سفر"، وهو عبارة عن لوحات مستوحاة من أشعار محمود درويش بالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان.

وعن آخر معرض لها عام 2014 بعنوان " رسائل الجدار والروح" تقول مراد:" كان من وحي كتابات الشارع الموجودة في كل مكان، وتحمل رسائل سياسية وحزبية تهكمية تجاه قضايا الواقع، وكان هذا المعرض نوع من التساؤل عن سبب لجوء الناس إلى هذا الأسلوب لإيصال رسائلهم، فجمعت بين هذه الفكرة وبين كوني امرأة اعيش في مجتمع لا أستطيع أن أوصل صوتي فيه".

معرض رسائل الجدار بتمويل من مؤسسة عبد المحسن القطان، افتتحته مي مراد في غزة وانتقل إلى القدس ورام الله وسيكون في نابلس، لكنها لن تحضر بسبب منع الاحتلال، وهي بشكل عام لا مع اعمالها في المعارض خارج غزة، وتحرم من مشاهدة ردة فعل الناس على لوحاتها مما ينعكس سلبيا عليها، لكنها تقول:" المهم لوحاتي بتوصل على الاقل".

وفي ختام إستضافتها توجه مي مراد رسالة إلى متابعيها تقول فيها:"رسالتي احنا شعب بنحب السلام وبنحب نعيش بحرية ونوصل رسالتنا لكل العالم واحنا بنحب الحياة ومفتقدين كثير اشياء في حياتنا، وبدعو كل العالم والفنانيين يتمسكوا بالبوصلة الي بتتجه لقضيتنا العادلة وبتمنى ما تنحرف هالبوصلة ابدا".

للإستماع من هنا.