في فلسطين ... الدراجات النارية: حاجة ملحة أم هواية وتسلية؟

2019-01-30 13:41:29

خاص- رايـة:

بين الحاجة والهواية والتسلية، تتفاوت أسباب اقدام الشباب على اقتناء الدارجات النارية واستخدامها يوميا في التنقل بين المدن وداخلها، هذه الأسباب أصبحت محط تساؤلات عديدة على إثر الحوادث القاتلة التي تسبب بها الدراجات النارية والنتائج الكارثية على أصحابها ووصلت في أحيان كثيرة الى الموت، الوقت الذي تصاعدت اتهامات المواطنين لرواد هذا القطاع بالسعي للتسلية فقط في اقتناء الدراجة.

وشهد قطاع الدراجات النارية زيادة ملحوظة في فلسطين خلال الأعوام القليلة الأخيرة، بعد أن سمحت وزارة المواصلات رسميًا باستيرادها عام 2015.

ويصل عدد الدراجات المسجلة في فلسطين حتى أواخر عام 2018 المنصرم، 2500-3000 دراجة، وفقا لأرقام وزارة المواصلات. 

رياضة تتحول لمصدر إزعاج

الشاب وائل حسن ربيع يملك دراجة نارية منذ العام  2013 ويقوم باستبدالها بالاحدث كلما سمحت الفرصة له، ولا يرغب بتاتًا بتركها.

 يقول ربيع لـ"رايـة"، إنه يقتني الدراجة كهواية بشكل أساسي ولاستخدامها في العمل حيث يملك مطعمًا ويشغل عدد من الدراجات في خدمة التوصيل.

"قيادة الدراجة فيها متعة كبيرة جدا، إذا التزمت بالقانون ومتطلبات السلامة والسرعة المحددة، لن يصيبك أي أذى.. لي 5 سنوات أقدود دراجة ولم أصب بأي حادث"، قال ربيع.

لكن هذه الهواية تحولت بالنسبة لكثير من المواطنين إلى مصدر إزعاج، بعدما استغلها البعض في أمور تتعدى نطاق ممارسة الهواية والقيادة الأخلاقية.

خلال حديث عدد من المواطنين الذين التقتهم رايــة، قالوا إن بعض سائقي هذه الدراجات يتعمدون القيام بحركات استعراضية وسط المدن وفي الشوارع العامة، ما يتسبب بمشهد مزعج للسكان.

"يوميًا أشاهد عدد من سائق الدراجات يستعرضون بحركات "تفحيط" في الشارع العام قرب منزلنا"، قال مواطن من رام الله.

ويقول آخرون إن بعض سائقي الدراجات يضعون مضخمات صوت عليها، ما يجعل من صوتها مزعجا للغاية.

حوادث مميتة

ويقول الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات لـ"رايـة"، إن العديد من الحوادث وقعت جراء الدراجات النارية، حيث تسببت خلال العام الأخير بـ8 حالات وفاة جراء الدراجات النارية، و3 حالات وفاة جراء الدراجات الكهربائية ومثلها جراء الدراجات الهوائية.

"نناشد بعدم اقتنائها لما لها من خطورة على حياة المواطنين"، أضاف ارزيقات.

وقال إن "مخالفاتها في الغالب خطرة ويقودها سائقين غير مؤهلين، في حين تحتاج لتدريب خاص"، لافتًا إلى أن غالب الحوادث نتجت، عن دراجات غير قانونية.

وبالمثل يشير ربيع إلى أن غالب الحوادث المميتة التي تحصل بسبب الدراجات النارية، تكون ممن لا يملكون رخصة قيادتها ويقتنون دراجات غير قانونية.

في المقابل يرى خالد قدورة رئيس جمعية الدراجين الفلسطينيين إن استخدام الدراجة النارية هوحاجة ملحة لكافة المستخدمين لمتطلبات العمل والحياة.

وقال قدورة لـ"رايـة"، إن اسبابا اخرى لها علاقة بالازمة المرورية وتوفير مصاريف التنقل، تدفع باتجاه اقتناء الدراجة النارية.

وأضاف: "حوادث الدراجات بالتأكيد خطرة لكن في غالب الحوادث سببها الرئيس الدراجات النارية غير القانونية المستخدمة من قبل شبان صغار السن ومتهورين".

وكانت شركات التأمين قد فرض رسومًا جديدة عالية على تأمين الدراجات لخطورة حوادثها.

ووصل تأمين الدراجة العادية 125cc إلى 2450 شيكل، في حين يزيد تأمين الدراجات التي حجم محركها أكبر عن 5 الاف شيكل.