رجال الأعمال في غزة في مرمى الإفلاس و السجن أو الهجرة

2019-02-05 09:34:00

خاص

انتقل واقع قطاع غزة الاقتصادي من مرحلة الاحتضار والمناشدات والدعوة الى حلول عاجلة لإنقاذ ما تبقي إلى مرحلة التداعيات السلبية والنتائج الخطيرة جراء استمرار الانهيار الاقتصادي التي دفعت الكثيرين للبحث عن الحلول الفردية طلبا للسلامة قبل السقوط.

الهجرة كانت الخيار المتوفر لمن تبقى من رجال الأعمال والتجار والحرفيين نحو دول توفر مساحات اقتصادية مفتوحة ومستقرة تفتح أبوابها للمال والخبرة الفلسطينية.

وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة د. ماهر الطباع تسجيل حالات هجرة الكثير من رجال الأعمال بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في بيئة سياسية وامنية واقتصادية غير مستقرة خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف د. الطباع في حديث مع "رايـــة" أن العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين انتقلوا للاستثمار في الخارج خاصة في مصر وتركيا والسودان والجزائر وعمان ودول أخرى.

ونوه الطباع الى هجرة الكفاءات من كافة التخصصات بشكل عام خلال السنوات الأخيرة بحثا عن فرص عمل أفضل ودول تشهد الاستقرار الاقتصادي والمالي.  

ويرى كثير من المواطنين أن هجرة رجال الأعمال والحرفيين والايدي الماهرة جاءت نتيجة استمرار الازمات الاقتصادية بفعل الحصار والحروب والتدهور المستمر للحركة التجارية والقدرة الشرائية في أسواق القطاع الذي يعيش مأزق بيئة سياسية وامنية بعيدة عن الاستقرار.

ظاهرة هجرة رجال الأعمال لفتت انتباه الباحث الاقتصادي د. باسل وشاح الذي اعتبر أن انهيار الشركات وتوقف المصانع وتراجع الزراعة وانحسار التصدير أدى الى هجرة رجال الاقتصاد نتيجة واقع اقتصادي اضطراري واجباري بلا فرص عمل في مجالاتهم.

وأضاف وشاح عبر "رايـــة" أن هجرة رجال الأعمال والكفاءات والحرفيين تُعد بمثابة تدمير لكنز وطني حقيقي بطريقة او أخرى جراء سياسات الاحتلال الممنهجة لتدمير الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة، فضلا عن نتائج الانقسام الكارثية على مجالات الصناعة والزراعة والتجارة.

وأشار وشاح الى حالات سجن عدد من رجال الأعمال بسبب تراكم الذمم المالية عليهم بسبب خسائرهم المتلاحقة وتدهور الأوضاع الاقتصادي، أمر يدفع زملاءهم الى الهجرة قبل التعرض لنفس المصير.

بعد 12 عام من الحصار والانقسام وثلاثة حروب اضطر التجار والحرفيين المهرة ورجال المال والأعمال للهجرة بحثا عن بلدان جديدة تسمح لهم بالعمل ولأموالهم بدورة اقتصادية طبيعة فضلا عن حياة أسرية أفضل من ركام الحياة في قطاع غزة.