المحتسب يدفع ضريبة رفضه بيع منزله..!

2019-02-05 19:01:15

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

عند حاجز عبد، على مسافة 50 مترا من الحرم الإبراهيمي في الخليل، هناك منزل عبد الرؤوف المحتسب ومحله التجاري الذي يعتاش منه، منذ سنوات طويلة يتعرض لإعتداءات لها أول دون علم بآخرها، غير أن أخيرها زمنيّا قبل يومين؛ بوضع الحواجز الحديدية على بوابات منزله ومحلّه والتي ما زالت قائمة كدعاية انتخابية حسب اعتقاده.

"عندهم إنتخابات وهذا التعكير والتنكيد والمضايقات دعاية انتخابية، فالنكد كلما زاد على العرب ينجحوا بانتخاباتهم، وهم ينجحوا في ظل تفرقتنا" قال عبد الرؤوف المحتسب.

تحت ادعاءات متشابهة بدأت عام 2000 وتضاعفت حتى اليوم يبرر جيش الإحتلال وضع الحواجز الحديدية أمام المحل التجاري الخاص بالمحتسب "قبل أسبوعين وضعوا حواجز حديدية ، سألتهم عن السبب فادّعوا أن طفلا أراد طعن جندي، فقلت لهم أنكم اعتقلتوه.. فلماذا تغلقون محلي؟ فجاءت المستوطنة (عنات كوهين) واعتدت على المواطنين ودفعت بالحديد باتجاه محلي أكثر".

يتابع المحتسب بحسرة وألم شديدين "أنا أعلم أن محاولات الطعن ليست السبب وإنما ضريبة رفضي عدم بيع البيت وخروجي منه، فيريدون ترحيلي، ولن نرحل، ولن يزحزحنا أحد من هنا".

"بيتي عمره 350 سنة، ورثته عن أجدادي، واغلاقهم المحل الذي يطعم 30 انسان جزء من اعتداءاتهم لترحيلنا، فنحن أبناء الوطن ولن نتزحزح عنه، هم الغرباء ليرحلوا عنا" قال المحتسب.

الإعتداءات ليست بالاغلاق فقط، بل إن حصرها بعدد لا يمكن كما عبر المحتسب، ناهيك عن تكسير المحل بشكل كامل ثلاث مرات، وحشو السكاكر عشرات المرات بالبلاستيك والخشب، والضرب والسب وغيرها من الضغوطات النفسية عليه وأفراد أسرته.

لم تجد نفعا التهديدات والاعتداءات مع المحتسب، فخضع لاغراءات بدأت من عشرات الألوف ووصلت لمئات الملايين مقابل خروجه من منزله ومحلّه، ورده واحد "عندما أموت سأقول لسيدنا إبراهيم لم أتخلى عنك، الباب بالباب، وحافظت على ما ورثته".

الحاجز الذي لا يبعد عن بيت المحتسب إلا أمتارًا معدودة، حمل اسمه "حاجز عبد"، وعليه يخضع يوميًا المواطنين لتفتيش ومضايقات خلال الذهاب والإياب، يقول المحتسب :"الحياة غير طبيعية، عندما تكون عايش بين حواجز ومستوطنين، فنحن في مطحنة، وفي قلق وخوف دائمين".

سياسة التضييق والخنق تتضاعف يومًا بعد يوم، من اعتداء واغلاق، وكذلك منع وصول الصحافة والنشطاء لمواطن الاعتداء، ومع ذلك عبد الرؤوف يقول أن الموت الحقيقي خروجه من بيته بأي شكل من الأشكال.