أفضل رسالة دكتوراة في تركيا .. فلسطينية

2019-02-18 10:05:32

خاص – راية: عامر أبو شباب

كشف الباحث الفلسطيني د. محمد حسن خميس السر (31 عام) الحاصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراة على مستوى كافة الجامعات التركية لعامي ٢٠١٧ و٢٠١٨، عن قيمة بحثه العلمية لنيل شهادة الدكتوراة التي صنفت كأحد أفضل ١٤ بحث دكتوراة وما بعد الدكتوراة على مستوى العالم بشهادة مؤسسة علمية كبيرة بالاتحاد الأوروبي.

وقال د. السر في حديث مع "رايـــة" أن البحث العلمي الهام أتاح له فرصة موقع محاضر وباحث في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بمدينة زيورخ بسويسرا الذي يعد من أبرز جامعات العالم المرموقة.

وأوضح د. السر أن رسالته للدكتوراة قدمت حلول متميزة لتسريع تحليل الحمض النووي خلال دقائق معدودة بدلا من أيام، وهي حلول تعد أسرع ما توصل اليه البحث العلمي حتى الآن، مبينا أن خطوة تسريع التحليل تمت بخوارزميات حاسوبية جديدة متطورة مع عدة تصاميم لرقائق الكترونية فائقة الأداء.

وأكد الباحث السر أن تسريع تحليل الحمض النووي يعتبر خطوة هامة في اكتشاف مسببات الامراض، مضيفا أن التحدي الأكبر الذي واجه بحثه العلمي يتمثل في ارتباطه بثلاث مجالات علمية مختلفة، وهي هندسة الحاسوب وهندسة الكهرباء والمعلوماتية الحيوية.

رحلة علمية هامة

وقال السر انه نشر 14 بحثا علميا في مؤتمرات عالمية ومجلات علمية محكمة، كما أنه العربي الفلسطيني الوحيد المشارك في برنامج علمي في جامعة أمريكية خلال عامي 2016/2017 ضمن نخبة من الأكاديميين في العالم لبحث أخر ما توصل له العلم والصناعة في علم الجينات.

وتحدث السر عن رحلته العلمية التي بدأت ببكالوريوس هندسة الحاسوب عام 2010 من الجامعة الإسلامية بغزة، التي عمل بها كمعيد 9 أشهر، قبل حصوله على منحة ماجستير بجامعة ماليزية في قسم الكهرباء والالكترونيات، ليعمل بعدها مستشار للأنظمة فائقة الأداء في شركة (بتروناس)، حتى حصوله على منحة تركية لنيل شهادة الدكتوراة في قسم هندسة الحاسوب.

زوجة وزميلة وسلم النجاح

وقال السر أن زوجته شاركته رحلة العلم والاجتهاد والنجاح بعد سفرهما بأيام قليلة من غزة بعد الزواج، فكانت رفيقته وزوجته وزميلته، وحصلت معه على شهادة الدكتوراة، وشكلت الداعم الأكبر مع أبناءهما، وتعاونت معه لتحقيق أهدافهما، فضلا عن رضا الوالدين ودعاءهما الذي شكل سلم الوصول لأهدافه.

ظروف غزة

وأوضح السر أن الأوضاع الصعبة في قطاع غزة خاصة خلال الحروب أثرت عليه وعلى أسرته بشكل كبير، ورغم ذلك علمته الظروف الصعبة تحمل أعباء المسؤولية والصبر والمثابرة والانجاز والاستفادة من أقل الإمكانيات للوصول لأحلامه، لكنه يشعر بالحزن لعدم زيارة اهله منذ 9 سنوات بسبب اغلاق معبر رفح المتكرر وعدم قدرته مشاركة أسرته الكثير من المناسبات.   

طريق النجاح

وأكد ان الشعوب المتحضرة تقوم على العمل والاجتهاد للتقدم في كل المجالات، لأن لا أحد يبدأ كبيرا لكن مع العمل الجاد والاجتهاد وتحديد الهدف في اطار الرؤية الصحية عبر استثمار الإمكانيات يمكن الوصول الى ما نصبو اليه.

وبيّن ان رحلته العلمية لم تكن سهلة بل واجهته العديد من التحديات والصعوبات التي تغلب عليها بالتوكل على الله والجد والاجتهاد واستغلال الوقت بشكل أمثل والسعي للتطور مكنه من الوصول الى درجته العلمية الرفيعة.

محمد السر قصة نجاح فلسطينية لا تعبر عن نجاح فردي بمقدار ما تؤكد رغبة شعب في الابداع ومشاركة الإنسانية في تطوير العلوم وصناعة الحضارة.