سلوان بعيون جواد

2019-03-21 08:48:29

رايــة-

جواد هو مدير مركز معلومات وادي حلوة في سلوان في القدس حيث يعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وتحسين حياة الناس في المجتمع من خلال العديد من النشاطات الفعّالة، يروي لنا جواد تفاصيل يومه والمعيقات التي يواجهها في مجتمعه وعمله من  خلال الصور أدناه.

يقول جواد: "كل ما تراه هنا هو تابع لمنطقة سلوان. فسلوان كبيرة جداً . في السابق،  كانت تقدّر بحوالي 100.000 دونم، وقد صادرت إسرائيل ما يقرب 94400 دونم بعد الحرب في عام 1948 وعام 1967 ، ولم يتبقَ منها اليوم إلا 5600 دونم. في الواقع، سلوان مزدحمة أكثر بكثير من  قطاع غزة. فهنا يعيش 55.000 فلسطيني وحوالي 400 مستوطن. والمستوطنون يسيطرون على حياة 55.000 فلسطيني ويحاولون جاهدين أن يشعرونا بالغربة في وطننا. يمكنهم إغلاق شارع بأكمله متى أرادوا ... فهنا يحدث الكثير من الاشتباكات بيننا وبينهم".

هنا موقع حفريات إسرائيلية أمام مركز معلومات وادي حلوة. فاستناداً إلى فهمهم التاريخي لسلوان تحت اسم "مدينة داود"، بدأت السلطات الإسرائيلية العديد من المشاريع الأثرية والسياحية، ويقومون بتنفيذ هذه المشاريع على الممتلكات الخاصة بالفلسطينيين في المنطقة.

"هذا هو وادي الحلوة وهو جزء من القدس القديمة. يسيطر المستوطنون اليوم على 35٪ من الوادي، وهناك العديد من المناطق التي لا يُسمح لنا بدخولها. كما أنهم يسيطرون على المواقع الأثرية والسياحية والتاريخية، لذا نحن لا نستفيد من قطاع السياحة، فهم يحاولون الحصول على المزيد من المنازل في سلوان، ويزعمون أنها المكان الذي سار فيه الملك داود والملك سليمان، وهم يريدون هدم المنازل وبناء "حديقة الملوك". كما أن السواح الذين يأتون للمنطقة لا يوجد لديهم أدنى فكرة عما يحدث".

إن العمل المستمر في الحفريات له أثار جانبية سلبية واضحة، فقد تسببت هذه الحفريات بتشققات في جدران وأسس منازل الفلسطينيين في الحيّ السكني.

كتابات  ورسومات موجودة في مركز مدى الثقافي في سلوان

"كانت تُعتبر سلوان سلة غذاء القدس حتى حرب عام 1967. وكان 60٪ من الخضار التي تباع في أسواق القدس مصدرها سلوان".

"بيت الأحلام" الذي صنعه الأطفال في المركز الثقافي كما هو واضح بالصورة.

"في أحد المرات، حضر وزير ألماني إلى سلوان وزار مركزنا الثقافي. بعد أسبوع واحد من زيارته قامت البلدية بتدمير المركز والاستيلاء على كل شيء، حتى على  آلة عمل القهوة. وبعد وقوع الحادثة، شعر الألمان بالسوء وقرروا شراء جزء من المعدات للمركز ".

هنا يظهر سامر من سكان سلوان وهو في منزله.

يقول جواد: "عندما قابلت سامر لأول مرة عام 2004، سمعت من أشخاص آخرين أنه باع منزله للمستوطنين. لذا، قمت بتنظيم اجتماع مجتمعي كبير للحديث عن هذه القضية. أظهر لنا سامر الأوراق التي أثبتت أنه لم يبع المنزل وأن المستوطنين يخدعوننا. أعطينا الجميع فرصة للتحدث. لقد كان السكان معزولين تقريباً ولم يتواصلوا مع بعضهم البعض، لذا كان هذا الاجتماع مهماً جداً لأنهم استمعوا وتحدثوا مع بعضهم. وبعد هذا اللقاء تم اعتقالي، لأنهم يعتبرون تجمع الناس في مكان واحد هو بالأمر الخطر. لقد تم إعتقالي من 42-45 مرة لنفس السبب وهو التحدث إلى الناس وإعطائهم المعلومات. فمثلاً  أنشأت  في أحد المرات صفحة على الفيسبوك لأخبر الناس بكيفية التعامل مع المستوطنين بشكل قانوني. اعتقلوني على إثرها وطالبوني بإغلاق الموقع وصفحة الفيسبوك، لقد كان حقاً هناك الكثير من الضغط علي ".

يعرض سامر هنا فواتير الكهرباء، فبالنسبة لكثير من سكان سلوان، أصبح من المستحيل تحمل تكاليف المعيشة الباهظة. ورغم ذلك، يرفض معظمهم بيع منازلهم ويختارون البقاء في سلوان.

يتلقى جواد بشكل مستمر المكالمات الهاتفية. "إذا قام أي شخص بالقبض أو أرادوا هدم أي منزل في الحي، يتصل الناس بي على الفور. فهم يعرفون أنني على تواصل مع المحامين ". وفي هذه الصورة استقبل جواد مكالمة هاتفية للحضور إلى موقع سيتم هدمه.

عمر يقف أمام متجره الذي تم هدمه.

"قبل 20 يوماً، أرسلوا إلينا أمراً بالهدم، لذا قمنا بتوكيل محامٍ للطعن بالقرار. قدموا لي المال لبيع المنزل، لكنني رفضت وبشدة. قالوا للمحامي أنهم لن يقوموا بهدم المنزل دون إبلاغنا مسبقاً. كذبوا علينا، لأنهم اليوم قاموا بهدم المنزل. أعطونا إشعاراً لمدة ساعة واحدة فقط، جاء كل أصدقائي خلالها  للمساعدة. لقد كان هذا المكان عبارة عن مكتبة ومطبعة".

بعد إتمام عملية الهدم، وضع عمر وأصدقائه كراسي في الشارع للتأمل في مشهد الهدم، وحضرت العائلة والجيران الذين قاموا بتقديم القهوة لإظهار دعمهم. يقول عمر أن المال الذي عرضه أصدقاؤه في الساعات التي أعقبت الهدم، يمكّنه من إعادة بناء المنزل على الفور. "التضامن مهم  جداًهنا، لأن الجميع يعرف أن منزلهم قد يكون التالي على قائمة الهدم. لكننا صامدون هنا، ونحن مستعدون للعيش في خيمة ولا نقوم بمغادرة وطننا".

أطفال يلعبون بأشياء تم إخلاؤها بجانب موقع الهدم.

جواد في منزله في وادي حلوة في سلوان.

"لا أعرف ما إذا كنت أرى نفسي كمناصر لحقوق الإنسان، فأنا لا أعرف التعريف الصحيح لمفهوم" مناصر لحقوق الإنسان ". في الواقع، أنا مناصر للهوية والثقافة. أما المناصر لحقوق الإنسان هو مفهوم عام أينما ذهبت. لكن التركيز بالنسبة لي هو فلسطين، وما أدافع عنه في الوقت الحالي هو بيئة سلوان. أنا حقاً لا أعرف ما إذا كنت من المناصرين لحقوق الإنسان أم لا، لم أفكر في ذلك قط.".

انتقل جواد إلى ألمانيا للدراسة، لكنه عاد عندما حاولت السلطات الاسرائيلية الاستيلاء على منزل والده، وقرر البقاء والكفاح من أجل حماية المنزل ومن أجل الحيّ السكني الذي يقيم فيه.

"في بعض الأحيان، تكون الأسماء أكثر أهمية من العناوين. فبالنسبة لنا، من المهم ألا يختفي "وادي حلوة "، ولهذا السبب نطلق عليه "مركز معلومات وادي حلوة "، لأن اسرائيل لديها النية الدائمة بتغيير أسماء جميع الأحياء. عندما عدت من ألمانيا، رأيت أشخاصاً يستخدمون الأسماء اليهودية الجديدة لبعض الأحياء، ويحاول الإسرائيليون أن يعلمونا الكلمات التي يريدون منا استخدامها، فهم لا يريدون استخدام الأسماء الفلسطينية".

فتاة من سلوان خلال رحلة مع المعسكر الصيفي التابعة للمركز. مكتوب على قميصها "أحبك يا سلوان".

يقول جواد: "أنا مرتبط بهذا المكان ولا أرغب في المغادرة. تهدف جميع الأنشطة مع النساء والأطفال والشباب إلى جعل المكان جذاباً. فالمستوطنون يرغبون في أن نكره سلوان، لكي تصبح حياتنا فظيعة، لذا هدفنا هو جعل الناس يؤمنون "أنه مكان جميل". ويمكننا أن نقدم لهم أشياء جيدة. بالنسبة لي، أعمل مع الأطفال والشباب وأهم شيء هو تعليمهم حول هوية فلسطين."