الطبيب الأشهب.. ألم وأمل وحكاية حياة

2019-04-08 08:06:50

الخليل- رايـة: طه أبو حسين-

ثلاثون عامًا وزيادة في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، لم تمنع الطبيب الفلسطيني حازم الأشهب من اتخاذ قرار العودة إلى مسقط رأسه "الخليل"، لخدمة أبناء بلده بعلمه وكفاءته التي ظهرت جليّة في تطوير قسم الباطني والجهاز الهضمي والتنظير في مستشفى الأهلي بالخليل.

الطبيب حازم عبد الحفيظ الأشهب، رئيس قسم الباطني والجهاز الهضمي في مستشفى الأهلي بالخليل. "بعد إنتهاء دراستي الثانوية في مدرسة الحسين توجهت الى الجامعة الأردنية لدراسة الطب البشري فترة الثمانينيات ثم عدت وعملت سنتين في مستشفى المقاصد فترة إنتفاضة الأقصى الأولى" قال الأشهب.

بعد ذلك توجه الأشهب إلى أمريكا لاستكمال دراسة الطب "درست الطب الباطني ومنه توجهت باتجاه تخصص فرعي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير ، وأثناء التخصص وأخذ البورد الأمريكي  في الجهاز الهضمي كنت أقوم بعمل أبحاث ودراسات في المختبر على أمراض الكبد وحصلت على رسالة ماجستير في أمراض الأنسجة في تخصص الكبد".

"عملت في الولايات المتحدة وتنقلت فيها بين آوهايو ووست فيرجينيا حتى خريف عام 2017 عدت إلى الخليل للعمل فيها وخدمة أهلي ووطني" قال الأشهب.

 عندما انخرط الأشهب بالقسم الباطني والجهاز الهضمي في مستشفى الأهلي كان بإمكانيات متواضعة كما يقول "عملت على تطويره، فقد توجهت برؤية لإدارة المستشفى ليتم توسيع قسم التنظير ونقله من مكانه السابق الى المكان الحديث وتجهيزة بمعدات حديثة وجديدة ومع إضافات نوعية مثل تنظير القناة المرارية المتقدم وعلاج بعض الأمراض التي لم تكن تتم بنفس الطريقة والكم".

"قمنا بتجهيزه واضافه خدمة نوعية متميزة أعتقد أنها الأولى في فلسطين وليست في مستشفى الأهلي فقط وهي "Endoscopic Altrasound" جهاز التصوير التلفزيوني الداخلي من خلال المناظير الذي يستخدم في عدة أمور طبية " قال الأشهب، متابعًا "من أهمها تشخيص الأورام الداخلية مثل البنكرياس، تقييم الورم في الخلايا اللمفاوية، الحصول على التشخيص دون عملية جراحية، التخلص من بعض السوائل دون عمليات جراحية".

الطبيب الأشهب، انسانيته تتلفظ الوجع عند مفاصل حياتية عدة "أكثر ما يؤلمني عندما يأتيني مريض مصاب بمرض عضال متقدم لا يمكن شفاؤه".

الثقافة المجتمعية تلعب دورًا رئيسًا في إشعال التناقض داخل نفس الطبيب الأشهب "أواجه صعوبات في التعامل مع المرضى والأهل، مَن مِن حقه أن يعرف التشخيص ويطّلع عليه ويتصرف بناء عليه؟ فالأهل يمنعوا الطبيب أن يخبر المريض بطبيعه حالته بحجه أنه لا نريد لمعنوياته التأثر، مع أن الأصل المريض بحاجة أن يقرر هل أقوم بعملية أم لا، وهل أتعالج بالكيماوي أو غير ذلك، لكن الواقع أن من يأخذ القرار غالبًا عائلة المريض وليس المريض نفسه".

يقول الأشهب "أنا مدرك أن واجبي إخبار المريض بحالته الصحية، لكن الأهل يقفون حائلا بيني وبين قيامي بهذا الواجب".

وكشف الأشهب عن عرضٍ آخر يعاني منه "بالإضافة لرؤيتي إهدار الوقت والمال الذي يجب تجنبه من البعض وبسبب البيروقراطية وعدم وجود إدارة سليمة لبعض الأمور التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا رغم وجود الطاقة البشرية اللازمة".

للطبيب أمنية واحدة تخص مسيرته الطبية "أتمنى أن أمارس ما مارستة في الولايات المتحدة دون عوائق".