لماذا الاهتمام الاكبر بانتخابات بيرزيت والنجاح؟

2019-04-11 10:12:36

رايـة- حسين ابو عواد 

يولي المستوى السياسي والفصائل الفلسطينية اهمية كبيرة لانتخابات مجالس اتحاد الطلبة في جامعات الضفة التي اجريت في بعضها فيما يُنتظر إجراؤها بباقي الجامعات خلال الايام القليلة المقبلة، فإلى أي مدى يمكن اعتبار تلك الانتخابات مقياس للسياسة العامة ومؤشراً على قدرة الفصائل على الاستحواذ على أصوات الشارع؟.

استاذ الاعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، اعتبر ان الاهتمام الكبير الذي يولى لانتخابات مجالس اتحاد الطلبة في الجامعات نابع من حرص الاحزاب وسعيها على رؤية مدى شعبيتها وتأثيرها في المجتمع مشيرا الى ان اي انتخابات ومهما كانت حجمها تعكس مدى تغلغل الحزب في القواعد الشعبية وانتشاره .

واضاف عوض، ان انتخابات الجامعات تستهدف فئة مهمة وفعالة وهم الشباب الذين يعتبرون مخزون وخزان القيادة الشابة ويعطون الحزب حيويته لافتا بان هذه الانتخابات تعكس مدى قوة وتأثير شعبية الحزب داخل فئة محددة كما وتعكس نتائجها قدرة الفصائل على الضغط والتحالف والتحرك والوجود على الساحة الفلسطينية.

وبشأن الى اي مدى يمكن اعتبار نتائج انتخابات الجامعة مؤشرا على قدرة الفصائل على الاستحواذ على أصوات الشارع، اوضح عوض بان فلسطين حالة استثنائية عن باقي الدول كون شعبنا مستقطب ومتحزب واي ارقام تعكس القوة والاهمية والنسبية لاي حزب في الشارع ولذلك تحظى تلك الانتخابات باهتمام كبير من قبل الفصائل.

واوضح عوض ان انتخابات الجامعات تكون مخصصة بفئة متشابهة ومحددة بعمر معين وهي ليست عينة ممثلة بل عينة فئة تعكس التعددية والتنوع.

وتابع: ما يهم الطالب قد لا يهم المجتمع الكبير وليس شرطا ان من ينجح في الجامعات سينجح في الشارع لان له حسابات آخرى مختلفة.

من جانبه رأى سكرتير عام الشبيبة الفتحاوية حسن فرج، في حديث لـ"رايـة"، انه في حال تم النظر الى نتائج انتخابات الجامعات بشمولية وعدم حصرها في جامعة واحدة فانه يمكن اعتبارها عينة تنفيذية وانعكاس حقيقي لرأي الشارع، لافتا الى ان لكل جامعة مكونات تختلف عن الاخرى يجب اخذها بعين الاعتبار عند قياس مدى انعكاس النتائج على رأي الشارع.

الشبيبة والكتلة الإسلامية

جرت الانتخابات الطلابية لهذا العام حتى اللحظة في جامعتين مركزيتين: جامعة الخليل والقدس حيث حصلت فتح على 30 مقعداً في جامعة الخليل وتلتها الكتلة الإسلامية 11 مقعدا فيما فشلت بقية الكتل الطلابية في تحقيق نسبة الحسم.

وفي انتخابات مجلس طلبة جامعة القدس "ابو ديس" الذي منع فيها ترشح الكتلة الإسلامية لعدم استيفاء الشروط كما صرحت ادارة الجامعة فقد حصلت فتح على 32 مقعداً بينما حصلت الجبهة الديمقراطية على 11 مقعداً وستة مقاعد للجبهة الشعبية، ومقعد للمبادرة الوطنية، ومقعد لتحالف العودة.

من الملاحظ من تلك النتائج حتى اللحظة تراجع اليسار حيث لم يحصل على اي مقعد في جامعة الخليل بينما حصل على 18 مقعد في انتخابات جامعة القدس رغم انه وجه في دعايته الانتخابية انتقادات لاذعة لحركتي فتح وحماس بسبب الانقسام طارحاً نفسه كبديل ثالث إلا ان النتائج جاءت عكس ذلك.

اما حركة الجهاد الاسلامي فبقيت هذا العام على قرارها الذي اتخذته منذ الانقسام حيث تغيب عن الانتخابات الطلابية منذ اعوام الامر الذي يشير الى الحضور الضعيف لها في الضفة.

الانظار تتجه صوب بيرزيت والنجاح

هذا وتتجه الانظار الى جامعتي بيرزيت والنجاح اللتين تحظيان باهتمام اكبر عن غيرهما من الجامعات من قبل المستوى السياسي والفصائل.

وفي هذا السياق يجمع مراقبون ان الجو الديمقراطي والتنوع الديموغرافي للطلبة في جامعتي بيرزيت والنجاح جعلهما في محل هذا الاهتمام.

ويرى احمد رفيق عوض ان الانتخابات في النجاح وبيرزيت تكون ممثلة اكثر من حيث تمثيل "وسط وشمال الضفة"، كما ان المخزون الديمغرافي وعدد الطلبة والتنوع الطائفي والبيئي والاقتصادي داخل الجامعتان جعلهما في محل اهتمام.

اما سكرتير عام الشبيبة الفتحاوية فاعتبر ان لانتخابات بيرزيت خصوصية بحكم المنافسة القوية وتقارب النتيجة بين "الشبيبة الفتحاوية" و"الكتلة الاسلامية" ولذلك تحظى باهتمام اكبر وتخلق حالة من الاستقطاب العالي ما بين الفصائل، موضحا بان ما يميز انتخابات جامعة النجاح بان عدد الطلاب فيها هو الاكبر بين جامعات الضفة.

وحذر حسن من ما اسماه "ماكنة اعلامية" تسعى للتضليل من خلال الاشارة الى ان نتائج بعض الجامعات هي من تمثل انعكاس رأي الشارع، قائلا: حماس تشارك في الانتخابات بشكل انتقائي وتتعامل مع الديمقراطية عندما تخدم مصالحها.

واضاف: الديمقراطية اكبر من ان تكون على مقاس البعض يمارسها عندما تكون لصالحه ويرفضها عندما تكون العكس، مشيرا الى ان حماس تمنع الانتخابات في جامعات القطاع في حين تمارس الديمقراطية في جامعات الضفة.

دعم مادي ولوجستي متفاوت

تحظى الشبيبة الطلابية والكتلة الإسلامية وهما أفرع طلابية لحركتي فتح وحماس، بدعم مادي ولوجستي من حركتيهما، ويتفاوت حجم وقيمة هذا الدعم من جامعة لاخرى.

سكرتير عام الشبيبة حسن فرج يتحدث عن ذلك قائلا: ان كل ما يصرف على انتخابات الجامعات بالنسبة للشبيبة يأتي من موازنة حركة فتح وفي الاغلب يتم اعتماد حسبة واحدة في كل الجامعات ولكن تتفاوت النسب من جامعة لاخرى باختلاف عدد الطلاب والمنافسة وحدة الاستقطاب.

 وقال فرج إن حركة فتح تعمل في كافة الجامعات والكليات والمعاهد بعكس الفصائل الاخرى التي تركز جهدها في جامعات محددة.