لماذا النحيب من فوز اليمين ... وماذا نفعل؟

2019-04-12 17:34:57

وكأننا كنا ننتظر المخلص وصدمنا بالواقع، فما ان خرجت نتائج الانتخابات الإسرائيلية حتى راح العديد من المسؤولين الفلسطينيين يندبون عملية السلام ومفاوضات يبدو انهم كانوا يرجونها في حال خسر اليمين المتطرف وفاز اليمين الوسط.

صوت الناخب الاسرائيلي للمحافظة على الوضع القائم، لقد صوتوا على عدم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، هكذا قال عريقات ومثله آخرون من المسؤولين، فهل كنا نعلق الامال على الجنرال غانتس وصحبه كي ينهوا احتلالهم لارضنا ويوقفوا استباحة دمنا، ويغيروا ما بهم من أطماع ومخططات تقتل الحلم في الدولة والحرية؟

جميعنا، بمن في ذلك مسؤولون، كنا ننظر الى هذه الانتخابات على انها صراع بين قطبين الغيا فكرة حل الدولتين وعملية السلام من برامجهما الانتخابية، وغاصا في التطرف وهما يتفاخران كل على طريقته فيما اوقعاه في الجسد الفلسطيني من الم ودماء.

صفحة الانتخابات الان طويت بالنسبة لإسرائيل، وستصل الخطط السياسية والعدوانية ذرواتها خلال السنتين المقبلتين وتتوالى الواحدة تلو الأخرى، صيف ساخن قد يحمل حربا محتملة على غزة، وقرار بضم المستوطنات في الضفة الغربية ومعها الجزء الأكبر من أراضي الضفة، فيما المشروع الاميركي المعروف بـ "صفقة القرن" فانه سيرى النور قريبا كما تقول الإدارة الاميركية التي يقول رئيسها ترامب ان فوز نتنياهو مؤشر جيد للسلام.

الغريب في الامر ان هذا المخطط ليس مخفيا على احد وفي مقدمتهم القيادة التي يخرج المسؤول فيها يتحدث ويتوقع ويعرب عن اعتقاده بكل ذلك وربما اكثر، دون ان يقدم موقفا او مخططا لمجابهة الامر، فهو يتحدث كمحلل سياسي او مراقب رافعا عن نفسه مسؤولية التصدي لتلك المخططات سوى بالدعوة الى الوحدة والصمود دون ان يعمل لهما.

وهنا أيضا استغرب من تصريحات المسؤولين في الضفة وغزة الذين لا احد منهم او بينهم الا وينادي بالوحدة ويدعو الى رص الصفوف لمواجهة هذه المخططات وكأن الانقسام لدى الشعب ولم يصنعوه هم بايديهم ويحافظوا عليه اكثر من عقد مضى.

اليوم تولد لدينا حكومة جديدة، ولا ندري أي برنامج يمكن ان تنجح فيه مع هذه المعطيات التي نلمسها، وكيف يمكن لها ان تكون سندا للمواطن في ظل الفجوة الواسعة بين الجانبين.

ان ما هو مطلوب اليوم اكثر من أي وقت مضى ليس من الحكومة الجديدة فحسب وانما من جميع اركان الحكم في هذه البلاد ان يعلم المسؤول انه تحت احتلال وبالتالي التخلي عن مظاهر الاستعراض امام شعبه، وان ما يحظى بكثير مما يتمتع به من مظاهر الشخصيات المهمة ما هو الا منّة من الاحتلال، مطلوب تجديد الشرعيات بانتخابات شاملة وشراكة تجمع الكل الفلسطيني وتنهي المحاصصة وفق برنامج وطني يعلا فيه العام على الخاص، مطلوب التخلي عن وهم التسوية مع هذا اليمين المتطرف، ومطلوب ان نبادر لا ان ننتظر، وان تكون افعالنا متقدمة وسابقة لإجراءات الاحتلال وليست قائمة على ردود الأفعال.