قصص حول اصل اغنية الروزنا

2019-04-25 08:03:02

الروزنا في الأساس هي تعريب لكلمة "روجنا" الفارسية، وقد تكون تركية أيضا في الوقت ذاته، وهي فتحة مستديرة في سقف المنزل القديم يدخل منها ضوء الشمس، ويخرج منها دخان موقد الحطب في الشتاء، كما توضع فتحة مماثلة في أعلى الخوابي الطينية التي يخزن فيها القمح

هي الأغنية الأشهر في بلاد الشام و قد اختلفت الروايات حول القصة الاساسية لها لكن أغلبها تدور حول قصة سفينة تدعى "روزانا".

بعض الباحثين في هذا المجال قالوا ان هناك قصصا من الأساطير الشعبية حول أصل الأغنية بعضها لا يقبله العقل والمنطق مثل الرواية التي تقول أن الروزانا سفينة نقلت بقرار عثماني شحنة كبيرة من البضائع إلى لبنان وخاصة السلع الغذائية لتطرحها بأسعار زهيدة بقصد إغراق الأسواق اللبنانية ما كان سيؤدي إلى كساد المنتجات اللبنانية وإلى إفلاس التجار هناك؛ لكن تجار حلب هبوا لنجدة إخوتهم اللبنانيين فاشتروا المنتجات اللبنانية بسعرها الحقيقي وأهمها التفاح وأنقذوا لبنان من كارثة اقتصادية حقيقية.

الرواية التي يرجح الباحثون انها صحيحة-- أن الوضع الغذائي في أوائل الحرب العالمية الأولى في الشام عموماً ولبنان خصوصاً، كان صعبًا، حيث ضربت المجاعة بلاد الشام عام 1915،فلجأ العثمانيون إلى جمع المحاصيل الزراعية، خاصة القمح لصالح الجيش في فترة الحرب، لإمكانية نقله لمسافات طويلة فيما تزامن هذا مع سحب الشباب للجيش، ما تسبب في نقص كبير في اليد العاملة الزراعية.

رواية ثالثة تدور حول قصة تاجر من بيروت اشترى القمح من إيطاليا، لأنها كانت على الحياد في الحرب العالمية الأولى ما يعني أن الروزانا كانت سفينة إيطالية، و كان المفروض أن تحمل القمح إلى لبنان. أبحرت الباخرة وكل الهنا فيها كما تقول الأغنية لكنها لسبب غير معروف، لم تسلم البضاعة (الله يجازيها)،

السبب المرجح، كان دخول إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء في ايار 1915 ما حول الباخرة إلى باخرة للحلفاء وجعلها ملزمة بتنفيذ الحصار المفروض على الشواطئ الشامية، ومنعت من تسليم البضاعة، كان المأمول إن وصلت شحنة القمح، أن تتسرب منها كميات إلى جبل لبنان، مقابل تسرب كميات من التفاح إلى المدن الساحلية عبر التهريب.

- القصة الرابعة:

تقول ان فتاة لبنانية من قرية قرب صنين تدعى روزنا أحبها شاب تطوع في جيش ابراهيم باشا المصري، وعندما عاد إلى البلدة وجدها متزوجة، فغنى لها مطلع أغنية الروزانا.

ع الروزانا ع الروزانا كل الحلا فيها ...شو عملت الروزانا حتى نجافيها

- القصة الخامسة:

يحكى في رواية اخرى ان فتاة عراقية من مدينة الموصل كانت تتبادل أحاديث الحب مع أحد أقاربها عبر فتحة صغيرة في جدار بيتها، وأهل الموصل يسمون هذه الفتحة روزنة وتعرف في بغداد بالرازومة.

فلما علمت أم الفتاة بأمرها أقفلت الروزنة الصغيرة وقالت: ع الروزنا ع الروزنا كل البلى بيها

فردت الفتاة على أمها: شو عملت الروزنا حتى تسديها.

- القصة السادسة:

يرى اصحابها ان أصل الأغنية من التراث الفلسطيني وأغلب الظن أنها من قرى نابلس بالتحديد، حين كان أهل تلك المنطقة يحملون الفواكه من عنب وتين وتفاح وغيرها على البهائم ليبيعوها في حلب وغيرها من مدن الشام.

يقال بأن ثمة كان في فتاة جميلة لأب مسكين وأم قاسية ومسيطرة، أحبت شابا من أقاربها، ولم تكن لديهما وسيلة للقاء والحديث إلا عندما تغيب تلك الأم القوية، وبالطبع يكون الأب في عمله في البستان

فيتسلل الفتى من أسطح المنازل الطينية المسقوفة ، حتى يصل إلى منزل أهل الحبيبة، ويجلس أمام "الروزنا" ناظرا داخل المنزل، فتنظر الفتاة إلى أعلى وتحدثه، وقد تكرر هذا اللقاء إلى أن دخلت الأم ذات مرة وألقت القبض على ابنتها متلبسة بكلام الحب، فكانت النتيجة أن ربطت ابنتها بالحبال وحكمت عليها بالسجن داخل المنزل، وحكم أهل الفتى عليه بتحميل العنب والتفاح والسير إلى حلب خلف الحمولة ماشيا على قدميه، فأطلقت الفتاة تلك الأغنية الشجية ..

(يا رايحين ع حلب حبي معاكم راح، يا محملين العنب تحت العنب تفاح)

القصة السابعة:

تقول أنها من التراث الشامي، وأنها إسم لسفينة كانت ستصل إلى المقاومين في الساحل محملة بالأسلحة مخبئة تحت تلال من العنب، لذا فكان ترميز التفاح رمزاً للأسلحة المخبئة تحت العنب في الروزانا وكان لحنا يردده المقاومون في الجبال ..

نشير الى انه و مع مرور الوقت تحولت الأغنية إلى أغنية فولكلور غناها قسم كبير من الفنانين في بلاد الشام، من لبنان وسورية وفلسطين و ادخلوا منها أبيات إلى أغان مصرية مثلما فعل محمد مني بالاغنية الفلكلورية "آه يا لالالي".