"هواوي" في الطريق إلى أفريقيا لتجاوز الحظر الأميركي

2019-06-11 05:34:50

وجدت مجموعة التكنولوجيا الصينية العملاقة "هواوي"، أن أفريقيا قد تكون هدفها الجديد لترسيخ وجودها والالتفاف على أزمة التضييق الأميركي عليها.

ومع إقصائها في الولايات المتحدة، وخصوصا منع الإدارة الأميركية تطويرها شبكات الهواتف المحمولة من الجيل الخامس (5 جي)، تتولى "هواوي" دوراً قياديًا في تطوير هذه الشبكة في أفريقيا خصوصا والعالم بشكل عام.

لكنها باتت في وضع صعب منذ أعلنت واشنطن أن أجهزتها قد تستخدم للتجسس لصالح الاستخبارات الصينية.

وتنفي ثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم الاتهامات. لكن الولايات المتحدة حثت الدول على تجنبها فيما ابتعدت عنها عدة شركات بينها "جوجل" التي يُستخدم نظامها التشغيلي "آندرويد" في معظم الهواتف الذكية.

وبينما تتبارز واشنطن وبكين في إطار الحرب التجارية المتصاعدة، تواجه دول العالم معضلة الاختيار بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

ودخل الرئيس الروسي فلايديمير بوتين، على خط المواجهة فندد بما اعتبرها محاولات من واشنطن لـ"إخراج هواوي من الأسواق العالمية بشكل غير رسمي". وفي وقت سابق من الأسبوع ذاته، وقّعت مجموعة "إم تي إس" الروسية العملاقة للاتصالات اتفاقًا مع "هواوي" لتطوير شبكة "5 جي" في البلاد.

لكن هل سيجبر النزاع المتصاعد الدول الإفريقية على الاختيار بين الصين، أبرز شريك تجاري للقارة، والولايات المتحدة؟

في هذا السياق قال المحلل الاقتصادي المستقل في نيروبي علي خان ساتشو إنه "بالنسبة للدول الأفريقية قد تؤدي هذه الحرب التجارية إلى خيار مزدوج. سيكون من الصعب للغاية على الدول الإفريقية أن تتجاهل الأمر".

وسعت "هواوي" التي تحولت اليوم إلى عامل رئيسي في التوترات الأميركية الصينية لترسيخ وجودها في أفريقيا. ووقعت اتفاقية الأسبوع الماضي لتعزيز تعاونها مع الاتحاد الأفريقي.

وقال الخبير الاقتصادي ومختص في شؤون أفريقيا جنوب الصحراء لدى شركة "كوفاس" الفرنسية للخدمات المالية، روبين نيزارد، إن "هذه طريقة لإظهار أن هواوي لا تزال حاضرة في أفريقيا وأنهم يريدون البقاء كلاعب أساسي عبر التواجد في قطاع النمو هذا الذي يعد غاية في الأهمية".

ويأتي الاتفاق بعدما ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية عام 2018 أن الصين تجسست على مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، نقلاً عن مصادر داخل المنظمة.

 

وأفاد التقرير أن التجسس بدأ عام 2012 بعدما استكمل بناء مقر الاتحاد الأفريقي الجديد الذي مولته الصين. لكن لم يُلاحظ الأمر إلا عندما اكتشف خبراء تقنيين أن بيانات في خوادم الإنترنت في المبنى تُرسَل إلى شنغهاي.

ورفضت كل من الصين والاتحاد الإفريقي الاتهامات.