مشروع طريق "واد النار" حلم طال انتظاره فهل سيتحقق؟

2019-06-30 10:47:13

محمد مرار- خاص راية

"طريقٌ بديلٌ  لواد النار" قصة طال الحديث عنها على مدار العقدين الماضيين، ولكنها كانت تنتهي كل مرة دون أن يتحقق شيءٌ على أرض الواقع. وقبل ايام أعلن مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية، البدء في إجراءات استملاك الأراضي اللازمة لمشروع الطريق الجديد وفق المخططات المعتمدة.

يبدأ طريق وادي النار من بلدة العبيدية شمال شرق بيت لحم وينتهي ببلدة السواحرة شرق القدس، وكان موجوداً منذ عقود لكن استخدامه بقي محدوداً نظراً لوجود طريق القدس- بيت لحم الذي أغلقه الاحتلال مع دخول السلطة الفلسطينية وبداية فصل الضفة عن القدس، ما أدى إلى جعل طريق وادي النار الرابط الوحيد بين شمال الضفة وجنوبها.

أهمية عالية

أهمية الطريق الجديد تنبع في خطورة استمرار استخدام الطريق الحالي الذي يعرف بمنحدراته الخطرة رغم أعمال التوسعة والتأهيل التي أجريت فيه أكثر من مرة. ويقول رئيس بلدية العبيدية ناجي الردايدة في حديثٍ لراية، إن دراسة أجرتها البلدية بينت أن أكثر من 22 ألف مركبة تمر من الطريق الحالي يومياً، محذراً من خطورته الكبيرة على البلدة والبلدات المجاورة  نظراً لوجود عدة مدارس قربه.

ووفقاً للمخططات المعتمدة من قبل الجهات المختصة فإن الطريق الجديد سيبلغ طوله 5600 متراً، منها 2500 متر قائمة بالفعل، بينما يتبقى 3100 متر بحاجة إلى شق، فيما سيبدأ الطريق من منطقة جسر بيت ساحور ثم يمر من مفترق قريتي الخاص والنعمان مرورا بالمنطقة الشمالية لبلدات العبيدية ودار صلاح  وحتى أخفض منطقة في وادي النار وهناك تواصل  المركبات سيرها على الطريق القديم حتى الوصول لبلدة السواحرة الشرقية.

ميزات الطريق الجديد

ميزات كبيرة للطريق الجديد، حيث سيكون أكثر انسيابية ما سيسهل حركة السير ويجعلها أكثر أمنا نتيجة عدم وجود منحدرات حادة كتلك الموجودة في الطريق الحالي، فيما سيوفر على السائقين الكثير من الجهد والوقت.

وكان مدير عام الطرق في وزارة الأشغال المهندس موسى جاد الله قال في تصريحات صحفية إنه سيجري بناء جسور وأنفاق في بعض مقاطع الطريق وذلك لضمان أفضل مستوى من الانسيابية ، مبيناً ان الشارع سيحتوي على مسربين في كل اتجاه وسيصل حرمه إلى 80 مترا في بعض المناطق.

كما سيكون للطريق الجديد انعكاسات اقتصادية على أصحاب المركبات، حيث يقول المواطن محمد حامد وهو سائق شاحنة ثقيلة إن استخدام الطريق الجديد يعني زيادة عمر المركبة وتوفير الوقت والوقود.

وبين حامد في حديثٍ لراية أن أهم ما يشكله الطريق الجديد هو إنهاء المخاطرة الكبيرة التي كان يقوم بها سائقوا الشاحنات يوميا حين يمرون من الطريق الحالي، خاصةُ في الظروف الجوية الصعبة.

وقالت غرفة تجارة وصناعة الخليل في تصريح صحفي قبل أيام إن الطريق الجديد من شأنه أن يوفر عشرات ملايين الدولارات سنوياً على الاقتصاد الوطني من خلال توفير نفقات السفر والصيانة لآلاف المركبات التي تعبر الطريق يومياً.

هل يموله القطاع الخاص؟

وتبلغ التكلفة التقديرية للطريق، 50 مليون دولار، قالت وزارة الأشغال العامة إنه يجري العمل على توفيرها من عدة مصادر بما في ذلك الشراكة مع القطاع الخاص، فيما أكدت مصادر لراية ان القطاع الخاص أبدى استعداداً شفوياً، لتمويل المشروع وفق إطار معين للتعامل وإدارته لعدد من السنوات قبل إعادته للحكومة على غرار عدد من الطرق الدولية في الدول المجاورة أو طريق 6 داخل الخط الاخضر.

حالة إحباط

ورغم الأهمية الكبيرة للمشروع وتوق المواطنين ليروا الطريق الجديد يرى النور، إلا أن حالة من الإحباط تسيطر عليهم نتيجة تكرار الحديث في هذا الأمر خلال السنوات الماضية.

رئيس بلدية العبيدية ناجي الردايدة قال إنه يرى بان مرحلة الاستملاك الحالية ستأخذ العديد من السنوات كون الأمر يحتاج لمبالغ ضخمة في وقت تعاني فيه السلطة الوطنية من أزمة مالية حادة، مشيراً أن حالة من الإحباط وانعدام الثقة تجاه المشروع تسيطر على المواطنين نتيجة للتأجيل السنوي في تنفيذه.