قرية الكوم بين فكي الأمراض واللامبالاة..!

2019-10-13 15:04:50

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

منذ حوالي ٢٠ عامًا يعاني تجمع قرية الكوم في دورا جنوب الخليل، من ظاهرة حرق المخلفات الإسرائيليّة التي تلوّث الجو، وتتسبب بأمراض مختلفة للأهالي لا سيّما الأطفال، الأمر الذي دفع أهالي القرية للإحتجاج ورفع صوتهم بعد استنفاذ وسائل الإستغاثة التي وصلت كلّ المؤسسات ذات العلاقة وصولًا بالمؤسسة الأكبر "مجلس الوزراء الفلسطيني".

"تجمع قرية الكوم المؤلف من (الكوم، المورق، بيت مقدوم، الحمصة) يتضامن مع طلبة مدرسة ذكور الشهيد أبو جهاد الثانوية، بعدما تبين أن اثنين من طلبتها معهما أمراض سببها التلوث البيئي وهما الآن يتعالجان في المستشفيات". قال الناشط المجتمعي إياد رجوب.

ظاهرة حرق مخلفات الإحتلال موجودة منذ حوالي عقدين، خلالهما تقدّم السكان بشكاوى رسمية عدة، بدأت من المؤسسات الصغيرة مرورًا بالمحافظ ووزير البيئة وصولًا لمجلس الوزراء الفلسطيني كما قال إياد رجوب، موضحًا ردّهم "كلها كانت وعودات، والوعودات بين فترة وأخرى تأتي على شكل حملات من موظف أو اثنين، والشرطة لا تتابع بشكل رسمي، والشكاوى التي توجه ضد تجار الخردة معظمها تحفظ في الأدراج وتدوّن على أنها دعوى كاذبة، فإن هناك مماطلة وتواطؤ بمتابعة القضية".

سعدي رجوب، طبيب من قرية الكوم، يقول "الحرق هو مواد كيمائية ناتجة عن حرق مواد بلاستيكية وبقايا مواد مستهلكة من الجانب الإسرائيلي مثل ثلاجات و أجهزة الحواسيب وبقايا الأجهزة الطبية، وهذه الأجهزة فيها مواد خطيرة، مثل الزئبق ومادة أول أكسيد الكربون ومادة الدوكستين التي أثبتت الدراسات أنها تؤدي إلى السرطان، وهي موجودة في كثير من المواد التي يتم حرقها بالقرية".

وتابع الطبيب "هذه المواد إذا تم حرقها تبقى في الجو لمدة 10 سنوات وتؤثر على الإنسان والنبات والحيوان والتربة".

"من الأمراض التي انتشرت في المنطقة أمراض الصدر والربو وبالفترة الأخيرة لاحظنا زيادة أمراض السرطان وعند الأطفال مشاكل في الجهاز التنفسي ومشاكل الجلد ومعظمها من عملية الحرق المستمرة" قال الطبيب سعدي.

طفلان من قرية الكوم أصيبا بورم سرطاني في منطقة الدماغ بسبب حرق المخلفات، وعبد العزيز رجوب والد طفل مصاب (11 عاما) يقول " ابني معه كتلة سرطانية على الدماغ، وقرر الطبيب له عملية، وسببها الهواء الملوث الناتج عن الحرق".

رئيس مجلس قروي الكوم عبد الحميد رجوب يقول "تابعنا مع البلديات الأخرى ظاهرة الحرق، لكن الظاهرة متفشية منذ أكثر من 20 عامًا، فنحن نطالب الجهات المعنية منع إدخالها من المناطق الإسرائيلية للضفة الغربية".

المشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم، والأمراض في ازدياد، وحالات الوفاة لمن هم دون سن الخمسين ارتفعت بالسنوات العشر الأخيرة كما قال السكان، ورئيس مجلس قروي الكوم يتساءل "بالأمس منعوا إدخال اللحوم فكيف لا يستطيعون منع الخردة من المناطق الإسرائيلية؟"

لا سؤال بعد سؤال رئيس مجلس قروي الكوم، غير أن استئنافًا يطرح نفسه، هل حياة الانسان لا تساوي شيئًا حتى لا يكون هناك حل جذري لهذه المشكلة التي تهدد حياة المئات إن لم يكن ألوفًا..!

مرفق رابط الفيديو

https://web.facebook.com/watch/?t=56&v=1185521428315786