انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي في اسطنبول

2019-11-30 08:03:59

انطلقت امس في إسطنبول، فعاليات “المؤتمر العالمي الأول حول الأبارتايد الإسرائيلي: الأبعاد والتداعيات وسبل المواجهة”، بهدف بحث تداعيات وسبل مواجهة التمييز والفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وشهد المؤتمر الذي تقيمه المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصري( أرضي) بالشراكة مع اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، حضورا لافتا لشخصيات رسمية، أبرزها “عدنان تانري فاردي” كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والدكتورة ريما خلف رئيس المنظمة العالمية لمناهضة التمييز و الفصل العنصري، و الاستاذ علي كرت رئيس اتحاد المنظمات الاهلية في العالم الإسلامي، و المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثادوكس، وبمشاركة أكثر من 300 شخصية يمثلون العديد من منظمات المجتمع المدني، وسياسيين وأكاديميين ودبلوماسيين وناشطين من جميع أنحاء العالم.

من جانبه أعرب علي كرت، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، عن أسفه لأن القوى الدولية تسعى اليوم إلى رسم جغرافيا ضعيفة تتأثر بالتغيرات الخارجية، معتبرا أن النجاح الأكبر لهذه القوى تحقق “بإنشاء دولة إسرائيل”.

وعرض كرت للحضور، صورا من ممارسات إسرائيل العنصرية ونتائجها على الشعب الفلسطيني قائلا: “عام 1947 أخرج الفلسطينيون من بلادهم وعاشوا في الدول المجاورة في ظروف غير إنسانية وتم التنصل منهم، كما يتعرض الفلسطينيون في الضفة وغزة إلى جميع أنواع الأفعال العنصرية”.

وأضاف: “البرلمان الإسرائيلي سن قانونا بأن إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي وبالتالي قامت إسرائيل بممارسة نظام التفرقة العنصرية بوضوح بالتمييز بين نوعين من المواطنين”. مستنكرا مواقف القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل.

ورأى كرت بأن “جريمة التفرقة العنصرية هي جريمة تستدعي المساءلة الجنائية بشكل مباشر.. بالنظر إلى الوثائق الدولية”.

ودعا كرت  في ختام كلمته، “جميع الدول وعلى رأسها الدول الإسلامية إلى الإقدام على فعل قوي ومؤثر ضد الخطوات الهجومية الطائشة والمتزايدة التي تقوم بها إسرائيل التي تهدد السلام العالمي بأكمله، فالسائد اليوم في العالم هو قانون القوة”.

بدورها أشارت الدكتورة ريما خلف في كلمتها، إلى أن “القانون الدستوري في إسرائيل لا يساوي بين أفراد المجتمع بل يفرق بينهم على أساس الدين والعرق ولا ينجو منه أي فلسطيني أينما أقام”.

وأضافت: “تميز إسرائيل بين مستوطنيها ومواطني الضفة الغربية، وفي غزة الواقعة تحت حصار خانق يمتد الاستبداد للبحر والجو المفتوحان لإسرائيل والمغلقان على الفلسطينيين، أما الفلسطينيون اللاجئون فلولا دينهم لسمح لهم بالعودة إلى ديارهم”.

واعتبرت خلف أن الظلم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يلاقي دعما عربيا قائلة: “تحالف الظالمون كافة ونسقوا فيما بينهم للحفاظ على نظام الظلم”.

وتابعت: “القانون والضمير يمليان علينا مقاومة الأبارتايد من أجل سلامة الإنسانية ومستقبلها، فتخيلوا عالمنا لو اقتدت جميع الدول فيه بإسرائيل، بالتفريق بين المواطنين على أساس الدين والعرق والأساس الإثني.. ستكون هناك دول كاثوليكية ، ودول لذوي العيون الزرقاء ..”.

ونبهت خلف إلى حساسية المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ودعت الجميع إلى اتخاد القرار وقالت: “القرار اليوم قرارنا هل نناضل ضد الأباتايد وننقذ العالم أم نغمض أعيننا عن هذا الظلم لنفتحها بعد فترة على فجيعة ثلاثية الأبعاد”.

وأشارت إلى ضرورة أن يضع المؤتمر “تصورا للدور الذي يمكن أن يؤدى للمساعدة في تفكيك نظام الأبارتايد الإسرائيلي، وأن يسهم في تشكيل ائتلاف وجبهة لإزالة الظلم على الشعب الفلسطيني”.

واختتمت خلف كلمتها، قائلة: “الظلم على الشعب الفلسطيني سيزول عاجلا أو آجلا.. لا مكان في العالم لأي نظام يعتقد بعلو فئة ما على غيرها من الناس ونلتزم أمام شعب فلسطين ببذل كل جهد من أجل ذلك”.

من جانبه، نقل المطران عطا الله حنا، للحضور تحية أبناء القدس ومؤسساتها، وقال: “أنقل تحية شعب مكافح من أجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة”.

وأكد المطران عطا الله على أهمية أن يخرج المؤتمر ” بقرار يعلن فيه عن تشكيل اتخاد للهيئات المشاركة في مناهضة التمييز العنصري الممارس بحق شعبنا الفلسطيني”.

كما وجه المطران عطا الله خلال كلمته،  نداء إلى كافة الكنائس المسيحية في العالم بضرورة الالتفاف إلى فلسطين وشعبها. ودعاهم إلى الالتفاف إلى بيت لحم وفلسطين ومواجهة ما يعاني أهلها من الاحتلال والعنصرية.

واستنكر المطران عطا الله، المواقف الأمريكية وقراراتها من ” اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بشرعية المستوطنات، ونقول لهم بأن القدس كانت وستبقى عاصمة لفلسطين رغم قرار ترامب والرئيس الأمريكي ليس مخولا بتقديم ما لا يملك لمن لا يستحق”.

ووجه المطران رسالة للمطبعين فقال: “فلسطين موجودة على الخارطة ولن تتمكن أي قوة من شطب وجود فلسطين وشعبها الذي ننتمي اليه جميعا مسيحيين ومسلمين، وجود الاحتلال الغاصب في فلسطين هو وجود على أنقاض شعبنا”.

ودعا المطران في ختام كلمته ، الشرفاء في العالم بأن يكونوا إلى جانب الشعب الفلسطيني،  وقال: “يجب أن تتحركوا من أجل القدس وفلسطين ولا تتركوا أبناء فلسطين لوحدهم الذين يعملون على سرقة كل شيء في مدينتنا وأرضنا المقدسة”.

من جهته قال عدنان تنري فاردي كبير مستشاري الرئيس التركي إن القضية الفلسطينية مستمرة منذ سبعين عاما وهي القضية الرئيسية في الشرق الأوسط وهي قضية عالمية لمنطقتنا.

وأكد فاردي أن” القدس التي تحتوي على تاريخ يعود للديانات الثلاث هي مدينة المقدسة بالنسبة للجميع في كل الأديان السماوية، إلا أن إسرائيل حاولت  بنسف كل المعالم الدينية الأخرى التي تعود للمسلمين والمسحيين لأجل مساعيها”.

وأضاف: “لم تستطع الأمم المتحدة إيقاف  الجرائم الاسرائيلية والتمييز العنصري الذي تقوم به في الأراضي الفلسطينية، والفلسطينيون ليس لديهم القوة العسكرية أما إسرائيل فتمتلك كل الوسائل العسكرية، وتلقي قنابلها تجاه الفلسطينيين”.

وشدد: ” إذا أردنا أن نوقف ظلما ما في هذا العالم فيجب أن يكون هناك قوة توقف هذه القوى المتغطرسة”.

اليهود يقولون بأنهم يريدون انشاء معبد سليمان وقاموا بنسف كل المعالم الدينية الأخرى التي تعود للمسلمين والمسحيين حاولوا أن ينفوا تلك الأماكن تماما لأجل مساعيهم.. وتقف كل القوى مكتوفة الأيدي تجاه تلك الممارسات التي تقوم بها إسرائيل”.

ويسعى المؤتمر بحسب القائمين عليه، للمساهمة في تطوير العمل القانوني والبحثي، وإطلاق المبادرات من قبل مؤسسات المجتمع المدني، لضمان مساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جريمة “الأبارتايد”، والضغط عليه لإنهاء هذا النظام العنصري.

و من المتوقع صدور عدد من التوصيات أبرزها الدعوة لإنشاء تحالف دولي ضد نظام الأبارتايد و التمييز العنصري، وتشكيل مجموعة عمل بحثية وقانونية لمنظمات المجتمع المدني.

يشار إلى أن المنظمة العالمية لمناهضة التمييز والفصل العنصري أنشأت بهدف مكافحة جميع أشكال التمييز والاستغلال والفصل العنصري بكل الوسائل المتاحة قانونيا، بما في ذلك نظام الفصل العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني