من الحرب إلى الدبلوماسية.. خيارات إيران للرد على اغتيال سليماني

2020-01-06 20:20:29

 توعد زعماء إيران بالثأر والانتقام لاغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في هجوم بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فما هي الخيارات أمام طهران؟ فيما يلي بعض منها:

 القوة العسكرية

يدمدم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكلمات قوية غاضبة لكن دون إشارة تشي بالاهتمام بالحرب الشاملة أو الرغبة فيها رغم أن المواجهة العسكرية احتمال لا يمكن استبعاده.

وفيما تندفع مراكب الغيوم في سماء المنطقة بعد الخطوة الأمريكية يجد خامنئي نفسه في موقف إذا دعا فيه إلى ضبط النفس، فقد يبدو ضعيفا أمام شعبه في الداخل وفي أعين وكلاء بلاده في المنطقة. لذلك ربما يختار الثأر ولكن من خلال عمل محدود على نطاق صغير.

وقال كريم سجادبور، وهو زميل بارز بمؤسسة كارنيجي للسلام، إنه يتعين على خامنئي أن يزن رد الفعل بميزان حساس وبتركيز شديد.

ويضيف "رد الفعل الضعيف قد يريق ماء وجهه، ورد الفعل المبالغ فيه قد يريق دمه".

وقال تقرير لوكالة مخابرات الدفاع الأمريكية في كانون الأول إن إيران تعتمد على ثلاث قدرات عسكرية رئيسية وهي برنامج الصواريخ البالستية، والقوات البحرية التي يمكن أن تهدد الملاحة في منطقة الخليج المنتجة للنفط، ووكلائها من الجماعات المسلحة في دول مثل سوريا والعراق ولبنان.

وتقول إيران إنها تمتلك صواريخ موجهة شديدة الدقة وصواريخ كروز وطائرات مسيرة قادرة على ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج والوصول إلى إسرائيل عدوها اللدود.

ويمكن لطهران أو وكلائها مهاجمة ناقلات النفط في الخليج والبحر الأحمر، وممرات الملاحة سواء النفطية أو غير النفطية التي تربط المحيط الهندي بالبحر المتوسط ​​عبر قناة السويس.

 إغلاق مضيق هرمز

من الممكن أن يترتب على اندلاع مواجهة عسكرية أو تصاعد التوترات تعطل حركة الشحن عبر مضيق هرمز، الشريان الذي يمر من خلاله خمس إنتاج النفط العالمي. وأي قطرة تتوقف من النفط لها حساباتها وقد يدفع أي انقطاع للإمدادات أسعار الخام للارتفاع الحاد.

ومن الناحية القانونية لا يجوز لإيران إغلاق الممر المائي من جانب واحد لأن جزءا منه مياه إقليمية عمانية. مع ذلك، تمر السفن عبر المياه الإيرانية الواقعة تحت مسؤولية الحرس الثوري.

ويمكن لطهران استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والألغام والزوارق السريعة في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إغلاق المضيق يمثل تجاوزا "لخط أحمر" وإن واشنطن ستتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتحه.

 خطط غير تقليدية ووكلاء

ربما يكون الخطر محدقا بالقوات الأمريكية في الشرق الأوسط. فإيران تعتمد بشكل أساسي على خطط غير تقليدية وعلى وكلائها في مواجهة الأسلحة الأمريكية الأكثر تطورا.

وقد مررت إيران الأسلحة والخبرات الفنية إلى الحلفاء. واستخدم الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات إيرانية الصنع لقصف مطارات في السعودية.

توقيت

ولكن علي الفونة الباحث الكبير في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، يرى أن من غير المرجح أن تسارع إيران لاتخاذ إجراء.

وقال: "لا خيار أمام إيران سوى الرد والانتقام لاغتيال الميجر جنرال سليماني... لكن إيران تتسم بالصبر وتوقيت وطبيعة هذه الضربة ليس معروفاً بعد".

 ذراع إيران الطولى

يمكن لإيران وحلفائها استعراض قوتهم خارج المنطقة.

ففي عام 1994، فجر عضو في حزب الله اللبناني مبنى جمعية يهودية أرجنتينية (الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية) في بوينس آيرس وقتل 85 شخصا. وأنحت الأرجنتين باللائمة على إيران وحزب الله في الهجوم. وأنكر كل منهما أي مسؤولية.

وأنحت الأرجنتين أيضا باللوم على حزب الله في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992 وسقط فيه 29 قتيلا.

وقال سجادبور من معهد كارنيجي "الاحتمال الأرجح هو استمرار الهجمات بالوكالة على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها على الصعيد الإقليمي وحتى العالمي. لإيران تاريخ طويل في مثل هذه الهجمات في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بدرجات نجاح متباينة".

الدبلوماسية وليس الصدام

للزعماء الإيرانيين تجارب سابقة في إبقاء الباب مواربا أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافهم، خاصة عندما يكون اقتصاد بلادهم يئن تحت ضغط عقوبات أمريكية.

وقال دبلوماسي إقليمي كبير "لقد عملت إيران وأمريكا معا في الماضي في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى. لديهما مصالح مشتركة وأعداء مشتركون. المواجهة العسكرية ستكون باهظة الثمن للجانبين. لكن الدبلوماسية يمكن أن تحل الكثر من المشاكل وهي أحد الخيارات".

وتستبعد إيران أي محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وترفع جميع العقوبات التي فرضتها على طهران منذ انسحابها من الاتفاق عام 2018.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد مقتل سليماني إن واشنطن ملتزمة بتخفيف حدة التوتر.

وقال سجادبور "في الوقت الذي يتكهن كثيرون بحرب عالمية ثالثة، تكشف السنوات الأربعون الأخيرة من تاريخ إيران أن أهم شيء بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها على قيد الحياة. لا يمكن لطهران أن تتحمل تكلفة حرب شاملة مع الولايات المتحدة فيما تواجه عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، خاصة (بعد أن أصبحت) بدون سليماني".

المصدر: رويترز