اكتئاب الشتاء وزيادة الوزن.. كيف نتغلب عليهما؟

2020-01-11 07:54:57

يعتبر الحفاظ على الوزن شتاءً تحديًا كبيرًا لمعظم الأشخاص! وقد يخرج عن سيطرة العديد منهم، فما أسباب زيادة الوزن شتاء على وجه التحديد؟ هذا ما سنفسره لكم في هذا الموضوع.

ما الذي يحدث في الشتاء؟

الشتاء هو الفصل المرتبط بالخمول وقلة الحركة، والجلوس المطول قرب المدفأة ومصادر الدفء، ويترافق عادة مع التجمعات العائلية والوجبات الغنية بالسعرات الحرارية كالسحلب والكاكاو والبطاطس المشوية، ومن هنا تبدأ المشاكل بشكل لا إرادي والتي ستؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الوزن.

وتعتبر قلة الحركة وزيادة السعرات المتناولة المعادلة المثالية لزيادة الوزن، والتي قد يدعمها الاكتئاب الناتج عن تقلبات الطقس، مما يؤثر على الشهية ويزيد الإقبال على بعض الأنواع خاصة دون غيرها. وتشير بعض الدراسات إلى كون جسم الانسان مبرمج وراثياً على تخزين السعرات الحرارية على شكل دهون في فصل الشتاء، فهو الفصل الذي ارتبط ومنذ القدم بنقص توفر الغذاء.

إليكم أسباب زيادة الوزن في الشتاء، بصورة أكثر تفصيلًا:

قلة النشاط البدني

الطقس البارد عادة لا يشجع على الحركة، مما يعني، نشاط بدني أقل، وقلة حرق في السعرات الحرارية المتناولة عادة، والتي أساساً قد تزداد كمياتها خلال فصل الشتاء، وبالتالي فإن ذلك قد يساهم في زيادة الوزن.

كون أجواء فصل الشتاء تمنع الكثير من النشاطات البدنية الخارجية كالجري، والسباحة أو حتى ركوب الدراجات، وفي حال كنت من الأشخاص الذين اعتادوا على ممارسة هذه الأنشطة وعلى مقادير معينة من الغذاء، فمع الشتاء يجب عليك أن تنتبه إلى ما تأكل وتقلل منسوب السعرات الحرارية بما يتماشى مع طاقتك المستهلكة.

إنّ قلة الخروج من المنزل ووجود وقت فراغ كبير قد يقود الإنسان إلى تناول الأغذية وزيادة الإقبال عليها دون أن يكون الجوع هو الدافع.

لذا ننصحك بالتوجه إلى التسجيل في نادٍ رياضي أو في مجموعات تمارس الأنشطة البدنية وتلتزم بها في فصل الشتاء، كما في رياضة التزلج، فهذا قد يجعلك أكثر تشجيعاً وإقبالاً على ممارسة النشاط البدني، وأكثر محافظة على الوزن.

اكتئاب الشتاء

من منا لم يسمع باكتئاب الشتاء من قبل؟! الشتاء هو الفصل المرتبط عادة باضطرابات المزاج الموسمية، التي يعاني فيها بعض الأشخاص من الاكتئاب والحزن. وفي إحصائيات صحية حديثة، تبين أن نصف مليون شخص يعانون من الاكتئاب والحزن في فصل الشتاء، وأعراض مصاحبة له مثل:

التهيج والحزن العميق.

الحاجة إلى النوم.

ضعف القدرة على التركيز.

التعب الشديد.

ازدياد الاهتمام بما يجلب السعادة.

وقد وجد أن الاشخاص الذين يعانون من اكتئاب الشتاء هم عادة من يزيد إقبالهم على استهلاك الكربوهيدرات، مما يساهم في زيادة وزنهم

ويرجح الباحثون أن قلة التعرض لأشعة الشمس في فصل الشتاء هو الذي يقف وراء الإصابة بهذه المشاعر والاضطرابات، فعدم التعرض لها قد يرتبط باضطرابات هرمونية، واضطرابات في الساعة البيولوجية، مما يؤثر سلباً على المزاج والنوم.

ونصيحتنا في حال كنت تعاني أحد تلك الأعراض:

أن تطلب الدعم من المختصين في ذلك.

أن تتأكد من عدم وجود أي مشكلة جسدية أو نفسية.

قد توجد طرق لعلاج الاكتئاب والحزن من خلال العلاج بالضوء أو التغذية السليمة.

زيادة الإقبال على تناول الطعام

إنّ انخفاض درجات الحرارة وبرودة الجو في فصل الشتاء، قد تدفع أجسادنا إلى محاولة الحفاظ على درجة حرارتها الطبيعية (37 درجة مئوية) من خلال استهلاك الطاقة الناتجة عن عمليات أيض الدهون، فيقوم الجسم بحرق كميات من الدهون المخزنة واستغلالها. وهذا أحد الاسباب الرئيسية التي قد تقود الإنسان إلى زيادة الإحساس بالجوع في فصل الشتاء، فتجده يتناول الأغذية التي تعوض ما يتم حرقه.

كما وبسبب قلة الطاقة والحرارة في الجسم فقد نجده أكثر ميلاً لتناول الأغذية السكرية والكربوهيدرات التي تعطي إحساسً سريعًا بالطاقة. فتجد الإقبال على أنواع خاصة دون غيرها من الأغذية، كالحلويات، والمكسرات و"المهلبية" والكاكاو، والشوكولاتة الساخنة.

كما أنّ الإقبال على الأغذية العالية بالسكر وبالملح قد يزداد في فصل الشتاء دون غيره، مما قد يقود إلى الإصابة بمشكلة احتباس السوائل في الجسم، والمعاناة من زيادة الوزن بسببها.

ولوقاية نفسك هذه المشاكل، بالطبع ما عليك سوى إدراكها أولاً لتتجنبها بكامل وعيك، وقد تجد حلول تغذوية سهلة وبسيطة، قد تساعدك وتدعمك، مثل:

- الإقبال على تناول الأغذية العالية بالألياف كالحبوب الكاملة والخضراوات والبقوليات كالعدس.

- الإقبال على تناول المشروبات الساخنة المناسبة للحفاظ على الوزن كالشاي الأخضر والقرفة وشاي الأعشاب أو حتى الشوربات قليلة الدسم، والتي قد تساعدك في زيادة الإحساس بالشبع.

- الالتزام ببرنامج غذائيّ صحي وبسعرات حرارية مناسبة ومن دون حرمان.

التكيف الجيني في فصل الشتاء

تشير العديد من النظريات إلى أن جينات الجسم مبرمجة لتتعامل مع فصل الشتاء ارتبط منذ القدم بعدم توفر الغذاء، ورجح الباحثون أن الناس لديهم ميلًا طبيعيًا لتناول سعرات حرارية إضافية في الطقس البارد.

ولكن على الرغم من هذه النظريات، تبقى بيدك أنت المسؤولية والقدرة على التحكم في كل هذه العوامل، وأن تحاول قدر الإمكان ضبط شهيتك بالحلويات الصحية المتوفرة والتي يطرحها المختصون.