ثماني سنوات على عمل لجنة التواصل مع الاسرائيليين.. والجدل يتعاظم

2020-02-19 11:37:58

خاص- رايـة- حسين ابو عواد

ما يقارب الـ 8 سنوات مضت على قرار الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير تشكيل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي برئاسة  عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني ومنذ  كانون اول 2012،  لا يزال عمل هذه اللجنة يثير جدلًا  واسعا في اوساط الفلسطينيين وسط اتهامات للقائمين عليها بالتطبيع مع الاحتلال.

الجدل حول جدوى تلك اللجنة تجدد خلال الايام الماضية وذلك عقب لقاءات جرت بين شخصيات فلسطينية واسرائيلية، في تل ابيب ورام الله  كان ابرزها ما يطلق عليه "برلمان السلام" الذي عقد في تل ابيب بمشاركة نحو 20 شخصية فلسطينية اضافة الى استضافة  صحفيين ومحللين اسرائيليين في رام الله على مدار يومين متتاليين.

نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي الياس الزنانيري  رفض اتهامات التطبيع الموجهة للجنة واصفا ما يقومون به بهذا الشأن بإشتباك سياسي، وحوار مع أطراف اسرائيلية من وراء حكومة نتنياهو.

وقال الزنانيري لـ"رايـة"، إن اللقاء الذي حصل مؤخرا في تل ابيب قد بادر اليه ما يسمى بـ"برلمان السلام الاسرائيلي"، وهو وفق الزنانيري مجموعة من اعضاء كنيست سابقين وذوي مناصب حكومية وسياسية من انصار حل الدولتين ومعارضي صفقة القرن الامريكية.

واضاف: " هذه اللقاءات لا نصفها بالتطبيع  لان لجنة التواصل لا تعمل بالخفاء وانما امام الجميع والاعلام وهدفها ايصال الصوت الرسمي الفلسطيني الى الجمهور الاسرائيلي".

وتابع: "ندرك حساسية الشارع الفلسطيني من هذه اللقاءات لانه لا يرى الا الاحتلال ووجهه القبيح".

وعن التأثير الذي حققته اللجنة منذ تأسيسها، اشار الزنانيري الى ان عمل اللجنة ليس بالتأثير الفوري وانما عملها اشبه بعمل خلية النحل قائلا: "نحن نحقق انجازات تراكمية خطوة خطوة".

أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي رأى ان اللقاءات الجدلية التي تجريها لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي على مدار ثماني سنوات تستدعي تقييما لعمل هذه اللجنة من قبل منظمة التحرير مؤكدا ان هذه اللقاءات ومن الناحية الموضوعية لم تؤدي الى اي تغيير ايجابي لصالح القضية الفلسطينية.

وشدد البرغوثي لـ"رايـة" على ضرورة العمل على حرمان الجانب الاسرائيلي من اي ادعاءات بالتطبيع والتوقف عن اي علاقات مع اي طرف اسرائيلي لانها لا تحقق الفائدة.

ولفت الى ان حركة المقاطعة تتعامل مع متضامنين إسرائيليين مع شعبنا ولكن حاسمين في مواقفهم ولا يوجد فيها تردد.

ودعا البرغوثي الى استخلاص العبر وعدم خلق سبب آخر للانقسام والخلاف في الساحة الفلسطينية والتوافق على استراتيجية وطنية مشتركة تقوم على التصدي لمحاولات التعاطي مع الحركات الاسرائيلية.

بدوره اعتبر منسق اللجنة الوطنية لمقاطعة اسرائيل “BDS”، محمود نواجعة ان عمل لجنة التواصل هو تطبيع خطير يبرر ويشرعن التطبيع العربي والتطبيع على المستوى المؤسساتي كما انه يؤثر سلبا على عمل حركة المقاطعة.

وقال نواجعة لـ"رايـة"، "إنه لا جدوى من عمل لجنة التواصل سوى شرب القهوة والشاي مع مجموعات اسرائيلية لا تعترف بالحد الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني".

وعن وصف عمل ما تقوم به لجنة التواصل بانه اشتباك سياسي، رأى نواجعة ان ذلك محاولة لتبرير تطبيع هذه اللجنة وعملها ومحاولة استجداء لا تمثل سوى "منظومة عبودية قائمة على ان يرضى العبد بما يقوم به السيد". على حد قوله.

جدالات واتهامات ما زالت تتعاظم حول عمل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي  تطرح تساؤلات لاصحاب القرار هل من جدوى لبقائها ام يجب الاستجابة للاصوات المتعالية الداعية لحلها.