أدغال العشاق تسحر زوجة أردوغان

2020-02-25 11:38:11

كما يفضل البعض أن يسميها "أدغال العشاق"، تستلقي حديقة الحامة على ضفاف خليج الجزائر، تفصلها عشرات الأمتار عن شاطئ البحر المتوسط، فيما تدير ظهرها لقلب العاصمة، متصلة بها بشارع بلوزداد الشعبي.

استطاعت حديقة الحامة أن تسحر بجمالها السيدة الأولى في تركيا، حيث أصرت على زيارتها والتقاط صورة تحت أقدم وأكثر الأشجار شيخوخة والتي يزيد عمرها على مئة سنة.

زارت أمينة أردوغان زوجة الرئيس التركي حديقة الحامة بالجزائر، فانبهرت بتصميمها الفريد الذي مزج بين الطراز الفرنسي الرتيب والإنجليزي الذي أعطى الحديقة صفة الأدغال، مما جعل القائمين على فيلم طرزان العالمي عام 1938 في طبعته الأولى، يختارونها للتصوير فيها.

تحوي الحامة التي سجلت في عامها الأخير ما يقرب من مليوني زائر، أشجارا ونباتات من مختلف أنحاء العالم، منحت هدايا أو استحضرت من قبل إدارة الحديقة لتجريبها، على اعتبار أن الحديقة في الأصل أنشئت للتجارب.

تحوي الحامة -التي تتربع على 32 هكتارا- زهاء 2500 نوع نباتي، من بينها مئات الأصناف النادرة، حيث تعتبر الحديقة من بين ما "تتحسر" عليه فرنسا، فقد عملت خلال استعمارها للجزائر سنة 1832 على استغلال منطقة إستراتيجية قبالة البحر، لتجريب النباتات.

بدأت قصة حديقة الحامة بعد سنتين من دخول فرنسا لاستعمار الجزائر، حيث كانت تحضر نباتات نادرة من مختلف مستعمراتها الأفريقية وتجربها في الحديقة، لتهيئها "مناخيا" من أجل نقلها إلى أوروبا.

وقد تفاجأ الفرنسيون من نجاح عمليات غرس جميع النباتات بلا استثناء في الحامة، مما جعلهم يوسعون الحديقة حتى بلغت تلك المساحة التي تضم اليوم حديقة وبحيرات ونافورات وحيوانات، فيها النادر ومنها ما دخل موسوعة غينيس.

إذ دخل النسر الأميركي "الكوندور" الذي عمر 118 عاما، موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بسبب تعميره أكثر بكثير من الفترة العلمية المتعارف عليها.

كما تضم حديقة الحيوان بالحامة تمساحا محنطا يستقبل الزوار عند المدخل، بعدما عمر 99 عاما، إضافة إلى الدب الذي يقارب عمره 80 سنة.

وتتفرد الحامة بمناخها المختلف عن العاصمة الجزائرية، حيث تحافظ على درجة الحرارة التي لا تقل عن 15 درجة شتاء، ولا تزيد على 25 صيفا، في الوقت الذي تتراوح فيه بالعاصمة ما بين 6 درجات شتاء و38 صيفا.

وتحوز حديقة التجارب الحامة بالجزائر اهتماما دوليا، خاصة بعد انضمامها لشبكة بنوك البذور ومراكز حفظ الموارد الجينية لنباتات الضفة المتوسطية "جانميدا"، التي تجمع خبراء ومختصين ذوي صيت عالمي في مجال حماية النباتات.

وكانت مايتي ديلماس نائبة مدير العلاقات الدولية بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس، قد أبدت اهتماما كبيرا بالحامة وبضرورة المضي في البدء بالبحث في تصنيفها العالمي، باعتبارها تحوز المركز الأول أفريقيا والثالث عالميا من حيث المساحة.