أسعار النفط تسجل ثاني أكبر هبوط عالمي في تاريخها

سجلت أسعار النفط الخام عالميا، ثاني أكبر هبوط في تاريخها، خلال التعاملات الصباحية اليوم الإثنين، قبل أن تستعيد جزءا من خسائرها لاحقا، متأثرة بفشل اتفاق (أوبك+) نتيجة رفض روسيا تمديد الاتفاق الذي قادته رفقة السعودية منذ 2017.

واليوم الإثنين، تراجعت أسعار النفط بنسبة 31.4%، مقارنة بإغلاق جلسة الجمعة الماضية، إلى متوسط 32.5 دولار لبرميل خام برنت، مقارنة بـ45.5 دولار، وفق أسعار إغلاق الجمعة الماضية، بحسب شاشة بلومبرج لأسعار النفط العالمية.

ويعد التراجع المسجل اليوم، هو الثاني في تاريخ صناعة النفط عالميا، إذ كانت نسبة الهبوط الأعلى تاريخيا عام 1991، أي عند اندلاع حرب الخليج في ذلك العام، والخسائر الحادة التي تكبدتها الأسعار في ذلك الوقت.

لكن بدأت الأسعار تسجل تعافيا تدريجيا وصعد سعر برميل برنت في منتصف تعاملات اليوم إلى متوسط 36 دولارا للبرميل، مقارنة بمتوسط 32 دولارا في بداية التعاملات، إذ كانت الأسعار المسجلة في بداية التعاملات الأدنى منذ يناير/كانون الثاني 2016.

وتظهر التطورات الأخيرة، أهمية دول أوبك، خاصة السعودية، في تحقيق الاستقرار لسوق الطاقة التقليدية حول العالم، خاصة مع حفاظ المملكة على مركزها كأكبر مصدّر للنفط الخام في العالم بمتوسط 7.3 مليون برميل يوميا.

ومنذ بدء اتفاق خفض الإنتاج في 2017، كانت المملكة العربية السعودية أكثر دولة تتحمل أكبر حصة في خفض إنتاج النفط، ووصلت في بعض الفترات بتحملها كمية خفض تتجاوز 850 ألف برميل يوميا أي 11% أكثر من حصتها المقررة في الاتفاق.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط يتجه للانكماش في عام 2020، للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات في ظل تعثر النشاط الاقتصادي العالمي بسبب فيروس كورونا.

وأضافت الوكالة أنها تتوقع أن يبلغ الطلب على النفط 99.9 مليون برميل يوميا في 2020 لتخفض بذلك توقعاتها السنوية بقرابة مليون برميل يوميا وتشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يوميا في أول تراجع للطلب منذ عام 2009.

في المقابل، خفض جولدمان ساكس توقعاته لسعر برنت في الربعين الثاني والثالث إلى 30 دولارا للبرميل، مستندا إلى حرب الأسعار بين روسيا والسعودية وانهيار كبير للطلب بسبب فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حول العالم.

وقال جولدمان ساكس في مذكرة بتاريخ الثامن من مارس/آذار الجاري: "الخفض الكبير لسعر البيع الرسمي للخام السعودي وإحجام روسيا عن إبرام صفقة يوم الجمعة يشير إلى ضعف إمكانية التوصل لاتفاق لـ(أوبك+) على الفور".