التلوث في أقل مستوياته.. كورونا يساهم في تحسين البيئة

2020-04-15 16:11:38

معاناة كبيرة وضحايا تخطى عددهم حاجز المليوني مصاب، الأمر الذي شكل كارثة كبيرة لسكان العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، إلا أن الفيروس كان له تأثيرا إيجابيا عى الأرض.

فبرغم الخسائر البشرية الفادحة التي سببها الفيروس التاجي، إلا أن الكرة الأرضية استغلت تفشي الفيروس لتلقط أنفاسها وتبدأ في التعافي من أثار الأنشطة الصناعية للبشر المدمرة، وهو ما يبحث عنه طلاب المرحلة الإعدادية حاليا ضمن مشروع بحثي لدراسة كيفية تغير البيئة.

ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، صورا بالقمر الصناعي أظهرت خلو عدد من مدن العالم من التلوث وانخفاضه بشكل عام من هواء الأرض، بالإضافة إلى التئام ثقب الأوزون، وانخفاض معدل الاحتباس الحراري ، نتيجة لانتشار فيروس كورونا والذي أجبر السكان على التزام منازلهم والحد من الأنشطة الصناعية والتجارية، وفقا لموقع "interestingengineering".

 انخفاض تلوث الهواء 

كان أحد الآثار الرئيسية لتفشي الفيروس التاجي، هو الانخفاض الكبير في تلوث الهواء في أجزاء كثيرة من العالم، ويظهر الانخفاض بشكل ملحوظ في الدول الصناعية المتقدمة أو النامية مثل الصين وأوروبا ، ويوضح الانخفاض مقدار النشاط الصناعي الذي تم إغلاقه مؤخرًا

 

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية مثل القمر الصناعي "Sentinel-5P" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية خلال الأسابيع القليلة الماضية انخفاضًا كبيرًا في الغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد النيتروجين (NO2).

ويتم إنتاج ثاني أكسيد النيتروجين بشكل رئيسي بواسطة محركات السيارات ومحطات الطاقة والعمليات الصناعية الأخرى، ويعتقد أنه السبب في عدد لا يحصى من المشاكل الصحية، وخاصة أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.

وقد شوهدت واحدة من أكبر قطرات الغاز في مدينة ووهان الصينية، والتي خضعت لحظر صارم منذ شهر يناير الماضي، ماأدى لانخفاض نسبة الانبعاثات من 10-30% .

مياه البندقية نظيفة مرة أخرى 

مع توقف حركة السياحة، أصبحت القنوات المائية بمدينة البندقية الإيطالية نظيفة ونقية لأول مرة منذ سنوات طويلة، إذ تسببت الزوارق الآلية والقوارب في ارتفاع نسبة الرواسب وتلوث المياه بشكل كبير، وهو الأمر الذي تسبب فيروس كورونا في انعدامه وعودة الطبيعة للسيطرة مرة أخرى، واستعادة الحركة البحرية للأسماك بحرية.

هواء نيويورك أصبح نظيفا 

مع عزل الكثير من الناس حول العالم طواعية أو بموجب مرسوم رسمي، فإن الأرض شهدت تحسنا كبيرا في نسبة انخفاض تلوث الهواء ومن بينها مدينة نيويورك الأمريكية.

ووجد الباحثون أن هناك انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 5 و10٪ في ملوثات الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون في نيويورك، كما انخفضت انبعاثات غاز الميثان بشكل ملحوظ.

كما انخفضت مستويات حركة المرور بشكل كبير، حيث قدر البعض في المنطقة بنسبة 35٪، كما انخفضت انبعاثات أول أكسيد الكربون بنسبة 50٪ في بعض أماكن المنطقة.

انخفاض معدل ​​تلوث الهواء مع توقف الملاحة الجوية

تسبب توقف حركة الملاحة الجوية تسبب في تحسين جودة الهواء بشكل كبير، وتقليل التلوث في الأجواء فوق العديد من دول العالم، وتراجع  المشكلات المرتبطة بالوقود وانبعاثات العادم.

انخفاض انبعاثات احتراق الفحم في الصين 

تأثير آخر على البيئة نتيجة للفيروس التاجي، تمثل في الانخفاض الملحوظ في استهلاك الفحم، والذي أدى لتقليل عدد الملوثات المحمولة جواً مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروز.

وتعد الصين، في الوقت الحاضر، واحدة من أكبر منتجي ومستهلكي الفحم، وتشير التقديرات إلى أنهم استهلكوا حوالي 59٪ منه لاحتياجاتهم من الطاقة في عام 2018.

وشهدت محطات الطاقة الرئيسية التي تعمل بالفحم في الصين انخفاضًا بنسبة 36٪ في الاستهلاك بين فبراير ومارس من هذا العام .

الحياه البرية

أثر الحجر الصحي على الحياة البرية في جميع أنحاء العالم، حيث ينحصر البشر بشكل متزايد في منازلهم، ما أدى لاستعادة التوازن الطبيعي للحيوانات البرية والتي أصبح عدد كبير منها مهدد بالانقراض.

ففي اليابان، على سبيل المثال، تم رصد الغزلان من نوع "سيكا" التي تعيش في الوجهة السياحية الشهيرة "نارا بارك"، وهي تتجول في المناطق الحضرية للبحث عن الطعام، بعد فرض قيود على الزوار.

كما ظهر في تايلاند ، حشد من القرود يتقاتلون على بقايا الطعام في مدينة لوبوري. 

وقامت مجموعة من الماعز الجبلية بالسيطرة على بلدة "لاندودنو" بشمال مدينة ويلز البريطانية، من خلال التنزه في الشوارع الخالية بعد التزام سكانها المنازل، وفقا لصحيفة "مترو" البريطانية.

وشهدت تشيلي، ظهور أسد في شوارعها، قبل أن تنجح الشرطة التشيلية في الإمساك به بعد 3 ساعات من تجوله بالشوارع الخالية من السكان، بسبب فرض حظر التجوال هناك للحد من انتشار كورونا، بحسب "سبوتنيك" الروسي.