غانتس وحماس.. سياسة جديدة: هل تتغير شروط المنحة القطرية؟

2020-06-16 08:04:57

غزة – خاص: عامر أبو شباب

المنحة القطرية تأخرت هذا الشهر، وعادت تساؤلات المواطنين المستفيدين منها حول موعد تسلمها، في ظل وجود بيني غانتس على رأس وزارة الجيش الاسرائيلي الذي يحاول وضع شروط جديدة على التفاهمات السابقة التي أفضت لدخول المنحة القطرية.

المنحة القطرية تعد أهم انجاز للتفاهمات الشفوية غير المباشرة بين حماس وحكومة الاحتلال، يستفيد منها أكثر من 100 ألف أسرة بقيمة 100 دولار شهريا، فضلا عن توريد سولار لمحطة توليد الكهرباء، ومشاريع تشغيلية أخرى مجموعها 25 مليون دولار.

وتجددت تهديدات غانتس لحركة حماس خلال لقاءه أمس مع المبعوث الأممي لعملية السلام نيكولاي ملادينوف، وقوله: "أبلغت ملادينوف أن تحسين الظروف المعيشية لقطاع غزة سيكون مرهونا بتنفيذ الالتزامات العليا الخاصة بإعادة الأبناء (في إشارة لجنود إسرائيليين أسرى لدى حماس)، ووقف الأعمال الإرهابية والعنف (انطلاقا) من قطاع غزة".

في المقابل أرجع السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، تأخر وصول أموال المنحة القطرية للقطاع للإجراءات المتبعة في مواجهة تفشي فيروس "كورونا"، نافياً بشدة ما يتم ترويجه حول تعمّد دولة قطر تأخير إدخال أموال المنحة إلى القطاع أو منعها من قِبل الجانب الإسرائيلي.

ويرى مخيمر أبو سعدة أستاذ مشارك ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن غانتس يحاول تغيير طريقة توزيع المنحة القطرية كما جرى في عهد وزير الجيش الأسبق أفيغدور ليبرمان الذي تشدد في دخول المنحة القطرية لموظفي حكومة حماس بعد عملية التسلل الأمنية الاسرائيلية الفاشلة شرق خانيونس.

وأوضح د. أبو سعدة لـ "رايـــة" أن غانتس قد يلجأ لوضع معايير جديدة أكثر تشدد على المستفيدين من المنحة القطرية، مع إدراك جميع الأطراف أن تأخر المنحة القطرية سيؤدي الى توتر جديد مع قطاع غزة.

وأضاف أبو سعدة أن ربط غانتس بين تسهيلات غزة ووقف أعمال المقاومة واستعادة الجنود الأسرى أمر تكرر في عهدي وزراء الجيش ليبرمان ونفتالي بينت، رغم علم الجميع أن عدم تقديم تسهيلات للقطاع المحاصر سيؤدي لتوتر الاوضاع خاصة على الحدود من خلال اطلاق البالونات الحارقة، وعمليات الارباك الليلي.

ورأى الخبير السياسي أن غانتس يحاول استعراض عضلاته باعتباره وزير جديد للجيش لكنه سيصطدم بحقيقة أن سياسة التشدد لن تكون في مصالحة اسرائيل وسكانها في محيط قطاع غزة، لأن 2 مليون فلسطيني في غزة ليس لديهم ما يخسروه بعد 13 عام نم الحصار وتفاقم الازمات الاقتصادية.

الباحث في الشؤون الاسرائيلية عاهد فروانة يرى أن المعارض السابق غانتس الذي اتهم نتنياهو سابقا بالتساهل في شروط المنحة القطرية ومساعي الافراج عن الأسرى الاسرائيليين لدى حماس، سيجد نفسه أمام حسابات جديدة في اطار السياسة العامة لدولة الاحتلال.

واعتبر فروانة في حديث مع رأيـــة أن سياسة دولة الاحتلال العامة تربط بين الأموال القطرية واستمرار الانقسام السياسي بين فتح وحماس، وتعزيز جهود الانفصال، كما أعلن في احدى مؤتمرات حزب الليكود.

وأوضح أن غانتس سيلتزم بسياسة نتنياهو القائمة على تبريد جبهة غزة، ومحاولة احتواء أي تصعيد بشكل سريع، والسماح بدخول الاموال القطرية، خاصة مع تركيز حكومة الاحتلال حاليا على ضم اجزاء من الضفة الغربية، وعدم الرغبة بتسخين جبهة غزة في ضوء احتمالات التصعيد الواردة في حال تنفيذ مخططات الضم التي قد تدفع الامور لتصعيد أو مواجهة كبيرة.