قتلت مئات الأفيال وتصيب كبد البشر.. ما هي بكتيريا الزرقاء؟

2020-09-30 17:12:55

أزمة كبيرة تتعرض لها الأفيال في عدد من دول القارة الأفريقية خلال الفترة الحالية، إذ جرى حصد الكثير من الأرواح بسبب تعرضها لعدوى بكتيرية غامضة، يأتي آخرها في زيمبابوي.

وجرى العثور على الأفيال الـ12 النافقة في زيمبابوي ممددة على بطونها، ما يعني أنّها "نفقت بشكل مفاجئ"، إذ كشفت الاختبارات التي أجريت حتى الآن إلى إصابتها بمرض يسمى تسمم الدم النزفي الذي تسببه عدوى بكتيرية، مستبعدا شبهات القتل بسبب وجود أنيابها سليمة بعد وفاتها، حسب وكالة "سبوتنك".

فيما جرى رصد واقعة أخرى في يوليو الماضي، بعد العثور على 350 فيلا كانت قد نفقت من مختلف الأعمار والأجناس بشكل مفاجئ في بتسوانا، وقال الدكتور نيال ماكان، مدير الإنقاذ بالحديقة الوطنية في بتسوانا، إن الأفيال نقفت لأسباب غير معروفة مع صور جوية تظهر جثثهم منتشرة عبر دلتا أوكافانغو والأجزاء الشمالية الأخرى من البلاد، ويخشى العلماء أن يكون هناك فيروس غامض وراء وفاتهم وقد ينتشر إلى البشر.

وذكر " ماكان"، أنه لم يكن هناك جفاف في المنطقة، كما جرى استبعاد الصيد الجائر والجمرة الخبيثة كأسباب محتملة للوفاة، لكن السموم الأخرى - مثل السيانيد - يمكن أن تكون تكون سببا مرجحا للوفاة، "من المهم للغاية استبعاد احتمال حدوث انتقال مرض من الأفيال للناس، من المحتمل أيضًا أن تكون أزمة صحية عامة، ولتحديد ذلك يجب أخذ عينات من البيئة بأكملها - النباتات والمياه والتربة"، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وجرى إرسال أجزاء من جثث الفيلة إلى زيمبابوي كعينات في محاولة لمعرفة المزيد حول ما يقتل المخلوقات، ستأتي مجموعة أخرى من نتائج الاختبار أيضًا من جنوب أفريقيا، ليظهر أمس أن السبب هو تسمم المياه بالبكتيريا القاتلة.

ما هي البكتيريا الزرقا؟

البكتيريا الزرقاء، التي يشار إليها أيضًا باسم الطحالب الخضراء المزرقة، هي كائنات مجهرية تعيش بشكل أساسي في المياه العذبة والمياه المالحة، على السطح وتحته، وعادة ما تتكاثر وتزدهر عندما يكون الماء دافئًا وراكدًا وغنيًا بالعناصر الغذائية (الفوسفور والنيتروجين) من مصادر مثل جريان الأسمدة أو فيضان خزان الصرف الصحين وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي".

يشار إلى النمو الزائد للطحالب باسم "تكاثر الطحالب"، وعادة ما يكون لون الازهار البكتيري الأزرق والأخضر، وعندما يحدث الازهار، قد تطفو حثالة (طبقة من المواد الغريبة الكريهة) على سطح الماء، ما يؤدي إلى رائحة نباتية فاسدة.

تحدث الإزهار عادةً خلال أواخر الصيف أو أوائل الخريف، ويكون تكاثر الطحالب الزرقاء ضار عندما تصل السموم (السموم الزرقاء) التي تنتجها في الهواء والماء إلى تركيزات تشكل خطورة على الناس والحياة البحرية والبيئة.

تأثير تعرض الحيوانات للبكتيريا 

يمكن أن تصاب الحيوانات بالبكتيريا التي تنتج سموما عصيبة وتؤدي للإصابة بالكبد الوبائي، عن طريق الابتلاع والاستنشاق وملامسة الجلد والتواصل البصري، ويمكن أن يحدث التعرض أثناء السباحة أو عن طريق لعق البكتيريا الزرقاء أو السموم من فروها أو شعرها.

غالبًا ما تكون الحيوانات هي أول من يتأثر بالإصابة بالبكتيريا، لأنها أكثر عرضة من البشر للسباحة أو شرب المياه الملوثة بمرض الكبد الوبائي، حتى لو كانت تبدو كريهة أو رائحتها سيئة.

أعراض الإصابة ببكتيريا الزرقاء

بين الحيوانات القيء والرغوة في الفم، كما يمكن أن يسبب التعرض أيضًا خمولًا وأعراضًا عصبية، بما في ذلك التعثر، وتغيرات السلوك، والارتعاش التشنجي، الهزات العنيفة، الشلل الجزئي، الشلل التنفسي، فقدان الطاقة أو الشهية، الإسهال، التشنجات، سيلان اللعاب المفرط، الرعشة.

جرى الإبلاغ عن التهاب الكبد، وتراكم السموم بالكبد، بالإضافة إلى الإصابة بالآفات الكبدية مع النخر، ونزيف القلب في الحيوانات. 

كيف يصاب البشر ببكتيريا الزرقاء؟

يمكن أن يصاب البشر ببكتيريا الزرقاء عن طريق ابتلاع المياه الملوثة أو تناول المأكولات البحرية الملوثة بالسموم، أو استنشاق السموم المتطايرة من الطحالب، أو التلامس المباشر مع المياه الملوثة عند السباحة أو ركوب القوارب.

أعراض الإصابة ببكتيريا الزرقاء

لدى البشر يمكن أن تسبب السموم الزرقاء، سمية الجهاز الهضمي أو العصبية أو الكبدية أو الجلدية.

وتشمل الأعراض أيضا، الغثيان، القيء، الإسهال، ارتفاع خفيف في إنزيم الكبد، عادة ما يكون وقت ظهور أعراض الجهاز الهضمي بعد التعرض عن طريق الفم من 3 إلى 5 ساعات ويمكن أن تستمر الأعراض من يوم إلى يومين.

ويمكن أن يتسبب التعرض في التهاب الملتحمة وآلام الأذن وتورم الشفتين، وعن الآثار التنفسية فتكون الالتهاب الرئوي غير النمطي ومتلازمة شبيهة بحمى القش، التهاب الأنف، التهاب الحلق، تشنج قصبي، التهاب الجلد، البثور.

كما يتسبب التعرض للبكتيريا أيضًا في اختلال توازن الكهارل، والصداع، والشعور بالضيق، وضعف/ ألم العضلات في المفاصل والأطراف، وفي بعض الأحيان فشل كبدي وكلوي.

العلاج

 لا يوجد ترياق ضد سموم البكتيريا الزرقاء، ولكن يجري إعطاء المريض الفحم المنشط إذا وصل إلى المستشفى في خلال ساعة إلى ساعتين، وأما العلاج الأخر فيشمل نزع الملابس الملوثة تماما وغسل الجسم بالمياه والصابون واستخدام مضادات الهيستامين والستيرويدات.