رفعت الصباح.. فارس التربية للعام 2020

2021-01-11 16:56:04

في عام 1985، كان رفعت الصباح مدير عام مركز إبداع المعلم؛ ناشطا طلابيا وعضو مجلس طلبة وبناء عليه تم سجنه، وسجن مرة أخرى في الانتفاضة (سجن 3 مرات اداري ستة أشهر في كل مرة)

تخرج الصباح في عام 1992، كان متزوجا ولديه اطفال، كما كانت سنواته في الجامعة طويلة، تجاوزت 4 سنوات، بسبب إغلاق الجامعة في الانتفاضة الأولى وبسبب سجنه لعدة مرات من قبل الاحتلال.

في أواخر دراسته؛ بدأ هو ومجموعة من الزملاء بتأسيس مجلة الغربال (مجلة ادبية) كانت كل توجهاته للأدب وكان رئيس تحرير المجلة، صدر منها ستة اعداد، وتعنى بالأدب الديموقراطي.

في بلدته برقين، خلال فترة الانتفاضة الأولى، ركز جزء من شغله في التعليم الشعب، ومن هناك برزت قضية اهتمامه بالتعليم، حيث ان في الانتفاضة الاولى تبين له خطورة فاقد التعلم لدى الطلاب لهذا السبب تم تطوير المناهج وتم تدريس الطلاب في الصفوف، وبسبب كونه ناشط سياسي في بلده؛ لعب دور في المحافظة على وجود الطلاب في المدرسة.

تطورت الفكرة لديه بأن فتح دار للنشر، وبتلك الفترة بين أعوام 1990 الى 1994، كان يهتم بطباعة الروايات لنجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف، حنمينا، وبتلك الفترة كان الجميع لديهم رغبة في القراءة.

وبالاتفاق مع دار نشر في رام الله، تم طباعة نسخ منها ليقوم ببيعها، حيث كان يطبع كل الروايات التي صدرت بما فيها روايات غسان كنفاني، وهذا اخذه أكثر الى قضية الادب والتعليم.

وبالصدفة، كان الصباح ذاهب الى مدرسة لبيع الكتب وجلس مع المدير، وقال له بان هناك مدرّسة (معلمة) متغيبة عن المدرسة وستتغيب لفترة طويلة، واقترح عليه ان يصبح مدرس بدلا عنها في غيابها، فقبل وتم تعيينه حتى عام 95 ومن ثم انتقل الى مدرسة اخرى.

يقول في حديث لبرنامج "ضيف الراية" عبر أثير "رايـــة": في خلال فترة 90 إلى 95، كان الاطفال على حافة الضياع، وكان الاسرائيليين يدفعون باتجاه تخريب الامور، بالإضافة إلى العزوف من قبل الطلاب، ولم تكن المدرسة هي حلم الشباب الذي يمكن ان ينمي شخصيتهم في تلك الفترة".

يضيف الصباح: "لم يكونوا مدرسيين عاديين لديهم وعي وطني وكان لديهم حالة نضوج من ناحية السبب، لهذا السبب كان يعمل في مدرسة روم ارثذكس كان من الصعب أن ترتاح في المدارس الحكومية بسبب ضرورة الحصول على موافقات امنية وهو أمر صعب جدا".

فكرة تأسيس مؤسسة ابداع المعلم، جاءت من منطلق بناء المؤسسات ضعيفة، لأن التخصصات كانت هي "تاريخ وعربي وعلوم"، وتم اتخاذ من المدرسة مقر لهم بدون رخصة، وكان مدير المدرسة يدعم هذا الاتجاه ولم يكن هناك مشكلة بهذا الخصوص.

وأكد أن تنظيم فتح رام الله لعب دور في نجاح التعليم، وكان داعم للمدرسين، يقول: "كانت تلك الفترة فترة سيئة حيث كان الطلاب يضربون المعلمين، كانت فترة (انفلات) كانت العلاقة بين المدرسين والطلاب علاقة صعبة".

وأوضح الصباح أن التركيز والرؤية والمخرجات الاجتماعية للمدرسة كانت ضعيف، والفكرة الاساسية هي كيف يمكن ان يتم تحويل وتطويع المعرفة التي بين ايديهم لتكون ذات ابعاد اجتماعية، مشيرا إلى أنه في تلك المرحلة تم انشاء جريدة الباشق من قبل الطلاب، "حرروها وكبتوها وهم أشرفوا عليهم وتم توزيعها مجانا في رام الله، كانت الفكرة بأن يشعر الطلاب أنهم جزء من النشر".

ولفت إلى أنه لم يكن هناك فكرة بترخيص المؤسسة حتى جاءت السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث تم مساعدتهم من قبل المناضل علي الخليلي من اتحاد الكتاب ومن وزارة الثقافة قام بنصيحتهم ومساعدتهم بالترخيص، حيث كان في البداية مركز ثقافي، ولاحقا وبعد الترخيص اصبحت مؤسسة لديها برامجها وسياساتها.

المؤسسين للمركز كانوا 5 مدرسين ومدرسات، والرواتب في تلك الفترة حسب الصباح؛ بلغت 400 شيكل، كانت بالكاد تكفي للصرف على أنفسهم، ولكن تم الاتفاق ان يقوم كل واحد فيهم بان يضع من معاشه، لدعم المؤسسة، حتى يتم عمل لقاءات وتدريبات، كان يتم التركيز على موضوع الحوار بين الطلاب والمعلمين، كانوا أميين في موضوع انشاء المؤسسة، ولم تكن لغتهم الانجليزي قوية في ذلك الوقت.

كان الاهتمام والحلم والتركيز على انشاء مدرسة فكرية تربوية، ركزوا على الجوانب الاجتماعية في التعليم وتحديدا على التربية المدنية، إلى أن قدّم أحد الاشخاص دعما ماليا، فتم عمل خطط استراتيجية من عام 1995 الى 1998 ، كلها نشاطات فردية وتطوعية ومساهمات من الاعضاء كانوا 5 أعضاء ثم بدأت بالزيادة، تم عمل اول دورة تدريبية جاء لها 200 شخص.

وبعد عمل خطة استراتيجية، بدأ المركز معروف كمؤسسة بدلا من نشطاء، وفي تلك الفترة كان هناك مدرسين من جامعة بيرزيت قاموا بمساعدتهم وساعدوا في بناء توجهاتهم الفكرية والتربوية في المؤسسة وكانوا محاضرين ايضا في المؤسسة، تم بدأ ادخال الاحزاب السياسية الى المؤسسة حتى يكون هناك قبول وطني واجتماعي.

وفي عام 1998 انطلقت المؤسسة بشكل رسمي، كمؤسسة غير حكومية، وهناك ثلاثة برامج تعمل عليها المؤسسة منها الحق في التعليم، برنامج التربية المدنية وبرنامج الدعم النفسي الاجتماعي.

هدف المؤسسة هو زيادة الانتاج المعرفي على المستوى التعليمي وتحسين نوعية التعليم، وصولا لجميع الاطفال بدون تمييز وبدون تفاوت اجتماعي، وهم ملتزمين بفكرة مجانية التعليم ورفاهية التعليم.

ماذا يميز رفعت الصباح

وفق أصدقاء الصباح، فهو شخص طموح عصامي مكابر يمتاز ببعد النظر ويتميز بالبساطة وعدم الغرور، لا يبني حواجز بينه وبين الاخرين وهو من القلائل الذين امتلكوا رؤية تشكلت عبر السنوات بحكم التجربة والسنوات والخبرة، وهو مؤمن تماما بما يقوم به على الصعيد التربوي،

كما أنه شخص يؤمن بالفكرة ويسعى وراء تنفيذها والمثابرة والقيادة، يتميز بإدارته وانه قائد ليس مدير يعطي كل شخص حسب امتيازاته ومؤهلاته المساحة التي يقوم بها بعمله، ليس بمركزي وواثق من نفسه ويؤمن بالفكرة ويسعى للوصول لها، والدليل على ذلك انه استطاع كمعلم مع مجموعة من المعلمين وصل اليوم للعالمية، ولها تأثير على المستوى المحلي ورسم السياسات التربوية ولها صوت مسموع داخل البلد والى جانب ذلك انه صادق في توجهاته وايمانه بالفكرة وفي التعامل مع كل الناس، والاهم من ذلك بانه شخص شعبي رغم انه وصل الى مناصب عالية جدا الا انه لم يتصرف في يوم من الايام على انه من النخبة بقي قريب من الناس، يفهم لغة الناس، يسمع للناس وهمومهم.

دوام الحال من المحال

وأوضح الصباح أن مؤسسة ابداع المعلم لا تقوم بفكرة مؤسسة تقوم بأنشطة ولكنهم حركة تربوية لا يقتصر دورها وطنيا؛ فهم منظومة دولية واقليمية، وجودهم على المستوى الاقليمي والوطني هو واجب وطني.

استطاع "ابداع المعلم" على المستوى الاقليمي من خلال ايمانه بانه حركة وطنية وتربوية وطنيا وعالميا، يسعون الى ضمان وصول جميع الاطفال الى تعليم دامج ونوعي وشامل مدى الحياة، وهناك قناعات بأن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه على المستوى الوطني بل يتم تحقيقه على المستوى العالمي، ويقوم اليونسكو بقيادة العالم كله بهذا الموضوع.

وتم تشكيل شبكة قبل الوصول الى العالمية تضم الدول العربية وتركز على المواطنة، وفي عام 2008 اجتمعت الهيئة العالمية للتعليم في البرازيل وتم الاكتشاف بانه لا وجود لاي شخص عربي في الحملة العالمية للتعليم وهي أكبر ائتلاف تربوي في العالم وأكثر ائتلاف تربوي مؤثر في العالم.

وأضاف الصباح، أن الاسبوع العالمي للتعليم يكون في شهر فبراير تنظمه الحملة العالمية للتعليم، لافتا إلى أنه تم التسجيل معهم وعمل نشاطات على المستوى الفلسطيني وقبول الائتلاف الفلسطيني كعضو رسمي في الحملة العالمية للتعليم، وتم الطلب من الحملة العالمية للتعليم لمساعدة الدول العربية في تأسيس ائتلافاتهم، ونتيجة وجودهم في الشبكة العربية للتربية المدنية ساعد بالوصول الى دول عربية منها مصر والاردن وجيبوتي والصومال وموريتانيا وتونس واليمن والمغرب والسودان.

وحول الإنجازات، قال إنه في عام 2008 و2009 تم تنظيم مؤتمر في صنعاء دعمته الحملة العالمية للتعليم، وتم دعوة كل الاشخاص النشطاء التربويين على صنعاء وهناك في صنعاء في شهر 5 تم اعلان انطلاق الحملة العربية للتعليم وتم تسميته بإعلان صنعاء الذي اسس فيها الحملة العربية للتعليم، كان بها مجلس ادارة وانتخابات.

رئيس حملة عالمية، حيث انتخب رئيسا للحملة العربية ومن ثم انتخب لمجلس ادارة الحملة العالمية ومن ثم نائب الرئيس، ولم يكن سهلا ان يصل الى منصب الرئيس بسبب الوضع الفلسطيني، حيث يستخدم الاحتلال اسلوب التخويف والترهيب، ولم يكن من السهل ان يخوض انتخابات حقيقية.