غزة.. صحفي يروي لراية كيف استقبل شقيقيه شهيدين خلال تغطية العدوان

لحظات مفجعة، عاشها صحفي شاب، أثناء العدوان على قطاع غزة، حفرت في ذاكرته إلى الأبد، حاله كحال جميع السكان أوقات القصف العنيف، لكنه لم يتوقع أن يستقبل شقيقيه الاثنين شهيدين أثناء تغطيته للأحداث في مستشفى شمال القطاع.

الصحفي محمد المنسي يروى لـ "رايـــة" تفاصيل الحدث؛ عندما تفاجأ برؤية أخويه شهيدين مدرجين بدمائهما؛ عندما كان يصوّر ويوثّق جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.

يقول المنسي، إنه عندما سمع صوت انفجار كبير في منطقة "قليبو" وهي منطقة سكن عائلته، تناول هاتفه بسرعة واتصل على شقيقه للاطمئنان عليه، لكنه لم يرد على اتصاله، فشعر بخوف وقلق كبيرين.

يضيف المنسي إن اللحظات الأولى لوصول عدد من الشهداء إلى المستشفى، هرع مسرعا لالتقاط مجموعة من الصور توثيقا لجرائم الاحتلال بحق المدنيين، لكنه صدم برؤية مدرجين بالدم، فصاح بحرقة "إخوتي إخوتي".

يشير المنسي إلى أنه في لحظات معدودة لم يستوعب فيها المشهد، ثم تمالك مشاعره ورفع هاتفه مرة أخرى ليتحدث للعالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عما حدث معه قبل عدة دقائق، ليلقى الفيديو المنشور مشاركات كبيرة وانتشار واسع بالإضافة إلى تضامن شامل معه.

ويرى أن وجوده في المستشفى لحظة وصول جثامين شقيقيه الشهداء، وقدرته على تصويرهم، فيه توثيق حي وقوي لجرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين أثناء العدوان على قطاع غزة.

ويأمل المنسي في حديث لـ "رايـــة" أن تصل الصورة واضحة إلى المجتمع الدولي، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في توثيق الجرائم التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية.

وأسفر القصف الإسرائيلي (أكثر من 30 غارة)، عن تدمير مسجد بالكامل، ودمار واسع في عدد من المباني والممتلكات في منطقة مسجد "قليبو" شمال القطاع.

يذكر أن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة الذي استمر 11 يوما؛ أسفر عن 255 شهيدا بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، اضافة الى 1948 اصابة بجراح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل وكافة القطاعات.

صورة من آثار الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي في منطقة "قليبو" شمال غزة