كارثة اقتصادية.. الحرب الرابعة تعصف بتجار غزة

2021-05-28 09:28:12

غزة – هدى الشمالي

لم يرحم العدوان الإسرائيلي الهمجي شيئا في قطاع غزة؛ بشرا أو حجرا؛ كبيراً ولا صغيراً، شيخاً ولا امرأة، ليطال البيوت الآمنة والأبراج السكنية، وتعدت على حرمة الأديان، وكان للمحال التجارية نصيباً ليس هينا.

هذا العدوان البربري كبّد التجار خسائر فادحة، وأعادهم إلى الوراء سنوات عديدة برفة عين، واختلفت الروايات بين أصحاب المحال التجارية المدمرة، ولكن المعاناة واحدة مع فارق حجم الخسائر من تاجرٍ لآخر.

المواطن شادي زيتونية مالك محلات زيتونية للأحذية والملابس لم يجف عرقه بعد من تجهيز محلاته التي لم يمضي على افتتاحها سوى 10 أيام قبل قصفه، إذ تعرضت للإبادة بلمح البصر جراء استهداف "برج الشروق" بحي الرمال والذي يحتوي على عشرات المحلات التجارية.

يقول زيتونية في حديث لـ "رايـــة": تدمرت محلاتي بشكل كامل واحترقت مخازن بضائعي الجديدة وكبدت خسائر تقدر بأكثر من 350 ألف دولار وأصبحت بين عشية وضحاها لا أملك شيئاً.

وأشار إلى أن هذا الدمار طال الفئات الهشة من العمال الذين يعتمدون على تلك المحلات التجارية لكسب قوت يومهم، وكانت تطعم عشرات العائلات، وهي الأكثر تضرراً في هذا الدمار.

لا يختلف حال زيتونية عن مالك محلات العشي التنكري للألعاب والملابس، المتواجد بنفس المكان الذي أصبح كومة من الحجارة، فكانت الخسائر كبيرة جداً خاصة بأن المحلات كانت مليئة بالبضائع الجديدة، فقد كانوا على أمل أن يعوضوا الخسائر التي لحقت بهم جراء جائحة كورونا، ولكن هذه الحرب تلت الأزمة مباشرة؛ الأمر الذي كبدهم خسائر مضاعفة.

من جهته، أكد مدير العلاقات العامة والاعلام في الغرفة التجارية ماهر الطباع، أن حجم الدمار الذى تعرض له القطاع التجاري هائل؛ جراء استهداف المئات من المنشآت الاقتصادية.

وناشد الطباع في حديث لـ "رايـــة"، المجتمع الدولي وكافة الدول المانحة بضرورة سرعة إعادة إعمار غزة من الحرب الأخيرة وكافة الحروب السابقة، مؤكدا أن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم سوف يتسبب بكارثة اقتصادية واجتماعية وإنسانية.

ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل سريع للضغط على إسرائيل لفتح كافة المعابر وإنهاء الحصار الظالم على قطاع غزة، وأضاف: "القطاع أصبح نموذجا لأكبر سجن بالعالم، بلا إعمار، أو معابر أو ماء أو كهرباء أو عمل، وبلا دواء، وبلا حياة، ودون تنمية".