تقرير: البيت الأبيض يطالب إسرائيل بموقف واضح ضد روسيا
طالب مسؤولون أميركيون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، من خلال "محادثات هادئة"، إسرائيل باتخاذ موقف أوضح حيال الحرب في أوكرانيا، خلافا لادعاءات مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الخميس، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ضالعين في هذه الاتصالات.
وادعى المسؤولون الإسرائيليون، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الخميس الماضي، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تدرك حاجة إلى إسرائيل إلى "السير بين النقاط" في الموضوع الأوكراني وإلى إجراء توازن بين رد فعل إسرائيل العلني وبين علاقات مع روسيا واستمرار التنسيق العسكري بينهما في سورية. كذلك ادعى المسؤولون في إسرائيل أنه لم تكن هناك أي مشكلة لدى الإدارة الأميركية تجاه هذه السياسة الإسرائيلية، لكن الواقع يبدو مختلفا في المحادثات الجارية بين الجانبين حول الموضوع من وراء الكواليس.
وأشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن دولا قليلة جدا، باستثناء الولايات المتحدة، قدرت أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيشن حربا شاملة ضد أوكرانيا ويغزو هذه الدولة. وأضافوا أن إسرائيل هي إحدى الدول التي أخطأت في تقديراتها الاستخباراتية بهذا الخصوص.
وكان رئيس دائرة أوروبا وآسيا في وزارة الخارجية الإسرائيلي، غاري كورين، قد اعترف بعد الغزو بأنه كانت في إسرائيل "تقديرات منقوصة" بشأن نوايا بوتين، وأنه "بعد أن غزا بوتين أوكرانيا، استغرق ذلك عدة دول وقتا حتى تم إدراك الوضع".
وبحسب "واللا"، فإن مسؤولين في البيت الأبيض "يعترفون" بأنهم يدركون المصالح الإسرائيلية المعقدة مقابل روسيا بكل ما يتعلق بسورية. إلا أنهم يقولون إنه بعد الغزو، أجروا محادثات يوميا مع مسؤولين إسرائيليين في مكتب رئيس الحكومة والسفارة في واشنطن ووزارة الخارجية، وطلبوا فيها أن تقف إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وضد الغزو.
ويوم الجمعة الماضي، امتنعت إسرائيل عن التعبير عن تأييدها لمشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي يندد بالغزو الروسي، بناء على طلب المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس – غرينفيلد، من المندوب الإسرائيلي، غلعاد إردان. وقال مسؤولون إسرائيليون إن توماس غرينفيلد أبلغت إردان بأن بايدن يتوقع دعما إسرائيل. وأيدت إسرائيل التنديد بروسيا في الجمعية العامة، أمس.
ونقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن موقف البيت الأبيض كان معتدلا أكثر من المندوبة الأميركية، ولم يمارس ضغوطا على إسرائيل في الموضوع الأوكراني، لكنه عبّر عن توقعه لأن "يتعالى صوت أخلاقي إسرائيلي" حيال الموضوع.
وتسببت تقارير إسرائيلية حول مطالبة رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، الوزراء بعدم التطرق إلى الحرب الروسية – الأوكرانية وعدم التنديد بروسيا في وسائل الإعلام، بتحويل خيبة الأمل الأميركية من إسرائيل إلى قلق، وفقا لـ"واللا". كما أن الإدارة الأميركية لاحظت أن بينيت حريص على عدم التعبير عن معارضة للغزو الروسي وعدم التنديد به.
وقال مسؤول في البيت الابيض إنه في أعقاب ذلك، توجهت إدارة بايدن إلى إسرائيل بواسطة عدة قنوات، يوم الأحد الماضي، وعبرت من خلالها عن قلقها من السياسة الإسرائيلية. وفي اليوم التالي، كرر وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لبيد، التنديد بالغزو الروسي وأعلن أن إسرائيل ستؤيد مشروع قرار التنديد في الجمعية العامة، من أجل تهدئة الإدارة الأميركية، بحسب "واللا".
ويوجه أعضاء حاليون وسابقون في الكونغرس الأميركي، وكذلك وسائل إعلام أميركية، انتقادات لإسرائيل بسبب عدم وقوفها بشكل واضح ضد روسيا وإلى جانب الولايات المتحدة.