جيش الاحتلال يزعم إحباط عشرات الهجمات السيبرانيّة الإيرانية

2022-09-21 16:35:19

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الأربعاء، أنه أحبط العام الماضي، عشرات المحاولات من الهجمات السيبرانيّة التي نفّذتها إيران، أو قراصنة إنترنت على صلة بها.

وزعم جيش الاحتلال أنّه رصد زيادة بنسبة 70% في الهجمات السيبرانية التي تشنها إيران ضد إسرائيل، خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن الهجمات السيبرانية "كانت تستهدف أنظمة الكمبيوتر العسكرية" التابعة للجيش الإسرائيليّ.

ووفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكترونيّ، فقد رصد الجيش الإسرائيليّ "أكثر من 20 وحدة إلكترونية تديرها إيران، نصفها تقريبًا متورط في محاولات تنفيذ هجمات (إلكترونية) ضد إسرائيل".

ولفتت "هآرتس" إلى أنّ المعطيات المذكورة، قُدِّمت خلال إحاطة للصحافيين، أجراها ضابط رفيع المستوى في الجيش، والذي لم تورد اسمه.

شخصان يحتميان خلف جدار بعد انطلاق صافرات في تل أبيب بسبب هجوم سيبرانيّ، العام الماضي (Getty Images)

وبحسب ضباط الجيش الإسرائيلي، فإن "الهجمات السيبرانية الإيرانية ضد النظام الأمني، ​​لم تتسبب في أضرار كبيرة حتى الآن، ولكن منذ عام 2020، تم تحديد عدة محاولات هجومية تمكنت من اختراق أنظمة دفاعية على البنية التحتية المدنية (في إسرائيل)، وهي مرتبطة بشكل مباشر، أو غير مباشر بإيران".

واستهدفت إحدى هذه الهجمات السيبرانية، مستشفى "هيليل يافيه" في الخضيرة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021. وقال المشفى حينها، إن الهجوم الذي عطّل أنظمة الكمبيوتر؛ أعاد المؤسسة الطبية لعقود إلى الأيام التي كان يتم فيها تسجيل المعلومات يدويًا.

وفي هذا الصدد، ذكرت "هآرتس" أن قسم الدفاع السيبراني، التابع لقسم تكنولوجيا المعلومات في الجيش الإسرائيلي، قد "اضطلع بدور كبير في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمستشفى في الهجمة (السيبرانية)، وقدرت وزارة الصحة في تموز/ يوليو الماضي، أن أضراره قُدِّرت بنحو 36 مليون شيكل".

محاولة "تدمير الأنظمة المدنية كجزء من جهود التأثير على الوعي العامّ"

واستهدف هجوم سيرانيّ آخر، في نيسان/ أبريل 2020، منشأة تحتوي على مضخات مياه تابعة لشركة "ميكوروت"، ووفقًا لتقرير نُشر في حزيران/ يونيو في صحيفة "فايننشال تايمز"، حاولت إيران رفع مستوى الكلور في مياه الشرب الإسرائيلية، ونُفذ الهجوم باستخدام "كود إيراني مر بين خوادم الكمبيوتر الأميركية والأوروبية، ليجعل من الصعب تحديد مصدره".

وقال رئيس "النظام السيبراني الوطني" الإسرائيليّ في ذلك الوقت، إيغال أونا، إنه "إذا لم يكتشف النظام الإلكتروني الهجوم في الوقت الحاسم، لكان الكلور والمواد الكيميائية الأخرى، قد اختلطت في مصادر المياه بنسب خاطئة، والنتيجة كانت ستكون ضارة ومدمرة".

ويرى ضباط في الجيش الإسرائيلي، أن "الإيرانيين يحاولون تدمير الأنظمة المدنية، كجزء من جهودهم للتأثير على الوعي العام في إسرائيل، على الرغم من أن هذه الأهداف ليس لها صلة فعلية بالجيش الإسرائيلي"، بحسب الصحيفة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الهجمات السيبرانية، التي يُنسب جزء كبير منها إلى إيران و"حزب الله"، ويتم تنفيذها بالتعاون بينهما، أصبحت أكثر كثافة في السنوات الأخيرة.

ونقلت "هآرتس" عن ضابط وصفته برفيع المستوى، القول: "أصبح الفضاء الإلكتروني بُعدًا قتاليًا جديدًا في العقد الماضي، وبسرعة جنونية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف أن "هناك نوعا من سباق التسلّح السيبرانيّ يجري هنا، حيث يتعين علينا أن نتقدم على العدو. علينا أن نكسب معركة التفوق في الفضاء الإلكتروني...، في الدفاع والهجوم على حدٍّ سواء. سيتعين علينا التدخل لأن أعداءنا يشاركون في هذا أيضا".

ووفقًا للمصدر ذاته، ستظل القذائف والصواريخ، المصدر الرئيسي للتهديد لإسرائيل، في السنوات المقبلة، ولكن على المدى الطويل، ستتطور الهجمات السيبرانية الإلكترونية تدريجيًا، إلى خطر أكبر على أمن الدولة.