ماذا يعني اليوم الثامن للإضراب؟ 

2022-10-02 08:28:36

الوقت في السجن أيضاً سجين، يمر دون خشيةٍ من فوات موعدٍ أو طائرة، لكنّه فجأةً يستردُّ في الإضراب خواصه الطبيعية، يحظى بأهميةٍ فوق العادة، فالإضراب عن الطعام يعني بعبارة أُخرى: الانتظار!
انتظار ردة فعل السجان، انتظار حملة التفتيش، انتظار انتهاء العزل، انتظار نتائج الإضراب.. انتظار العودة إلى البيت.
ثلاثون موعداً مؤجلاً في الزنزانة، ثلاثون حكايةً على ألسنة الرواة، ثلاثون انتظاراً، وثلاثون قيداً لن يحبسوا المدى.

ماذا يعني اليوم الثامن للإضراب؟ 
يعني أن ثلاثين قيداً وأبواباً موصدةً لن تمنع فطرة الخيل من الصهيل عند عتبة التلال.
يعني أنّ أخبار البلاد بدأت تتسلل من شقوق الجدارن إلى الزنزانة، ونقاشاً وأُمنيات. 
يعني أن يصبح المحامي مثل "بابا نويل" في الزيارة محمَّلاً بالأخبار والهدايا في زيارته الأُولى بعد الإضراب.
يعني، أيضاً، أنّ كل حجرٍ يُرمى في جنين وبيت لحم ورام الله يُصيب رأس السجان، ويقرع باب السجن.
أنّ كل خيمةٍ تنهض في ميدانٍ تُظلل سقف المعتقل، وكل أثيرٍ يبثُّ رسائل الحب يَصِل، وكل مقال.

ماذا يعني اليوم الثامن للإضراب؟ 
يعني أن المعركة واضحةٌ، دون تأويلٍ، بين الحريّة والسجن. 
يعني، أيضاً، أن يستعيد الشعار القديم حضوره الذهبيّ: نموتُ ولا نركع.