إلى يائير لابيد نيابة عن روح الطفل الفلسطيني ريان

2022-10-02 09:46:31

أتمنى رؤية وجه يائير لابيد رئيس حكومة منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية في هذه اللحظات لنقرأ ملامح الإنسانية التي لبس قناعها عندما انقلب فجأة من رئيس حكومة جريمة وإرهاب بحق أطفال فلسطين، إلى أضعف من كومبارس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث مثل دور الأب العطوف الحريص على حياة طفلته المصابة بمرض التوحد، وربما نسأله نيابة عن روح الطفل الفلسطيني البريء ضحية إرهاب دولته ريان سليمان: ألا تعلم أن جنود جيشك والمستوطنين الهمجيين لا يقتلون أطفالنا بالرصاص المتفجر، أو بالدهس أو بحرقهم أحياء وحسب، بل يقتلعون أكباد أمهات أبناء الشعب الفلسطيني بالإرعاب، فجنود جيشك الأخلاقي كما تزعم، باتت هيئة الإجرام على وجوههم، وأسلحة تسلب الحياة في أيديهم، وملاحقتهم لأطفالنا بشهوة سفك الدماء، كضباع تهمهم على ظبي وليد كفيلة بإيقاف قلوب أطفالنا للأبد، وتجميد دمائهم في عروقهم، ولعلمك يا لابيد وأنت الحريص على طفولة ابنتك كما صرحت -هذا حقك كوالد وأب- أن جنود جيشك بجرائمهم غير المسبوقة - وأنت تعلم وتأمر بذلك كما نعتقد – يغتالون الطفولة، ويسحقون المستقبل ببساطير همجية، تحرر الوحش منها، وبات بريئا من صفة الوحشية، بعد تحويلكم عالم الإنسانية إلى غابة، ولعلمكم أن المفترسات النبيلة كالفهد واللبؤة مثلا يا لابيد لا تفترس رضيع الماشيات على أربع، ما دامت رائحة الحليب تفوح من فمه، أما جنودك المحذوفة إنسانيتهم، والمستبدلة عواطفهم بوحشية المفترسات الوضيعة الخسيسة، فقد اجتثوا ربيع الطفل الفلسطيني ريان سليمان السابع من جذوره، وتراجعوا ولكن بعد إشباع غريزتهم وإمتاع نفوسهم الحقيرة، بفعل لا يأتيه إلا سافلون أسقطوا أنفسهم من قائمة الإنسانية، وشطبوا بجرائمهم ما كان قد وقع على أجدادهم من ظلم، يوقعونه على أطفالنا ونسائنا بأشد مما كان وأفظع.

 لا ننتظر منك يا لابيد اعتذارا، ولا لجنة تحقيق، ولا اعترافا أو إقرارا بالمسؤولية عن الجريمة، ففي رقبة ضباط وجنود جيشكم وحكومتكم آلاف الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، قتلتموهم بالرصاص الحي، وأحرقتموهم أحياء في القدس ومثلهم محمد أبو خضير، وفي قرية دوما في نابلس عائلة الدوابشة، وخلطت صواريخ طائراتكم الحارقة الخارقة لحمهم وعظامهم مع الركام والحديد والإسمنت في غزة أحدثهم 67 طفلا في حملتكم الهمجية على غزة – أم تراك لا تطلع ولا تقرأ الصحف الإسرائيلية والأميركية على حد سواء، حتى لعبهم ولهوهم على شاطئ غزة رأيتموه إرادة طيبة وجميلة للتعبير عن حب الحياة والسلام، فعاجلتموهم بقذيفة مدفعية قرب ميناء غزة كما فعلتم مع أبناء عائلة بكر إسماعيل وزكريا ومحمد وعاهد، أما قائمة جرائمكم بحق أطفال فلسطين تحديدا منذ وطئت أقدام رؤوس تنظيماتكم المجرمة أرض وطننا فلسطين فلا تعد ولا تحصى، وإن قدر لنا وضع صورهم في قاعة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فنعتقد نحن على يقين أننا نحتاج أضعاف المساحة وربما بعضا من شوارع نيويورك وساحاتها، لكننا وللأسف الشديد لم نشهد الإنسانية في غفلة وسبات عميق إلا عندما يتعلق الأمر بأطفال فلسطين، فنحن يا (لابيد) لا نحتاج إلا لصحوة ضمير.

أنتم يا لابيد تعلمون أن جرائم جنود وضباط جيشكم المحمية بغطاء سياسي لن ترعبنا، ولن تثنينا، ولن تذلنا، ولن تخضعنا، رغم الآلام العظيمة في قلوبنا ونفوسنا، ومن نزيف جراحنا، وصور المآسي والمعاناة التي سببتموها لنا، وأشدها احتراق أكبادنا على أولادنا أطفالنا الصغار، لكن لا بد من صرخة حق بوجوهكم خلاصتها: "كفى" فنحن لا نقوى على رد الجريمة بمثلها لأنها تخالف أخلاقنا وقيمنا ومبادئ كفاحنا ونضالنا، لكننا نقولها صريحة وإن أحببت خذها نصيحة: "إنكم بمثل هذه الجرائم تذهبون بأرجلكم وأنفسكم المستكبرة المتغطرسة للسقوط في الهاوية..ولن ينقذكم منها إلا لحظة توقف وتفكير بالسلام ولو لمرة واحدة بصدق كما فعلنا وما زلنا!..فأرحام أمهاتنا ستنجب ألف ألف ريان، وسنمضي بحياتنا على أرضنا المقدسة وسيطلع صبحنا الحر بعد ظلمكم وظلامكم.