الشباب نمور الإبداع

2022-10-03 15:15:48

أينما ذهبنا نجد موهباً مميزاً يضيء لنا بريق جديد ،لا يخلو زمان أو مكان من وجود موهوبين ومبدعين.  يوميا بين صفحات التواصل الاجتماعي يتناقل الحديث عن موهبين ومبدعين يضيئون شمعة جديدة بتاريخ البشرية ،  وكما زلنا نقرأ الكثير من تلك  القصص لمبدعين ناجحين  ممن لم يكن لم يحصلوا على الدعم  في حياتهم  في بداية انطلاقتهم. لا يخفى علينا أن الكثير من التجارب والدراسات أشارت إلى أن البيئات الحاضنة لها دور كبير في تفريخ الموهوبين والمبدعين والمبتكرين.

إننا نشهد عالما جديدا مبنيا على التكنولوجيا في حياتنا ، في الحقل الطبي يشهد تطور عالم جديد من النهوض بالتكنولوجيا ، نشهد يومياً تطبيقات  تلامس مباشرة كل الاعمال المنزلية عن طريق الروبوتات، ولقاءات الانترنت التى أصبحت بديلا عن التفاعل الانساني؟ وما هي خيارتنا القادمة والبديلة؟ فهل تم توفير البيئة المناسبة والمناخ الحضاري لإستيعاب المبدعين ؟

 لا يزال الإبداع الفلسطيني  بعاني حالة الفقر من الرعاية والتكريم كباقى فئات المجتمع الأقل حظاُ، على الرغم من تألقة في كافة المحافل المحلية والدولية . شعبٌ راسخ تحت الاحتلال الغاشم منذ قرون ، مع ذلك مبدعون  تحدى الأزمات وتخطى الصعاب، وسجل تفوقاً ملحوظاً في مختلف المجالات، يستحق دائماً أن تُسجَّل إنجازاتُه في سجلات الشعوب كما تُسجّل تضحياته.  المثلث الفلسطيني الذي يجب أن يكون رسالتنا للعالم ، ويجب أن يسطر في الخطابات الرسمية  إنة مثلث : الظلم- المقاومة والابداع.

ما نحن بحاجته هذه الايام، يمثل تحديا حقيقيا للوطن والمواطن، كيف " نوطن الابداع والمبدعين" ونؤسس لمستقبل الريادين وخلق بيئة حاضنة للمهارات والكفاءات في نظام التربية والتعليم والثقافة والشباب والمجتمع المدني ؟ كيف سنقوم بتحفيز المبدعين والمبتكرين وكيف سنجعل مؤسساتنا ووطننا تربه خصبه لجذب الابداع وليس بيئة طاردة للشباب المبدع والمفكر ومسربة له نحو التصدير وهجرة العقول للعالم الغربي، بكافة المجالات ولا يقتصر على المجالات العلميه، بل مختلف المجالات الاكاديميه والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية ؟

ومن الأقوياء بالعمل، المبدعين الذين إذا ما تولوا ملفاً أو قضية فإنهم يتألقون. والإبداع ليس له سقف. المحور المهم هو كيف سنقوم بخلق مناخ جديد يغير المناخ العام الراهن السلبي والضاغط ، وكيف سنستطيع ان نساعد في نقل فايرس العدوى الابداعية في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المؤثره، وكيف نحول توجهات الشباب وتفكيرهم الى الانتاجيه والابداع والتطور بدلا من الغضب والاحتقان والتشاؤم وهنا يجد القائد الضعيف نفسه أمام تحدي «السيطرة» أو الهيمنة من أجل الهيمنة. وينسى أن القيادة بطبيعتها تواجه شخصيات متعددة. ولذلك قيل «لا تكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر».

وأرى أن ان تكلفة التغير اصبحت متدنية، اعتمادا على مجموعة من العناصر اهمها العقل وقدراته، ومن الواضح ان اقتصاد المعرفة من اهم عناصر التغير، وهذا قد يعيدنا الى قيمه البحث العلمي المهدورة وضرورة تخصيص جهود اكبر للأبحاث العلميه وربطها بالاقتصاد وتأطيرها بما يتناسب مع الاحتياجات.

 هم من سيديرون التغيير،هم أيقونة العمل الجماعي. فهم باختصار "نمور الإبداع" يجب أن نكون خلاقين بكيفية تحفيزهم، وتطويرهم، وتبني مقترحاتهم، وتطعيمهم بفريق عمل يسرع من وتيرة إنجازهم. بجب خلق الحاضنة الوطنية لهم، يبدو أن هناك طرفين مسؤولان عن عملية الكشف والاستثمار في المبدعين والمبتكرين. الطرف الأول المبدعون والمبتكرون أنفسهم فعلى المبدع أن يؤمن بنفسه وقدراته وأن يسعى هو بنفسه لإظهار شغفه ومشاركة إبداعه مع العالم مهما كان الطريق وعراً وشاقاً فكم من موهوب، وجد نفسه مغموراً في إدارة نائية أو هامشية، وتم إشغاله في عمل روتيني؛ فتم وأد إبداعاته. وينسى هؤلاء أن الإبداع فيه قوة دفع هائلة، فهو ينقلنا إلى الحلول برشاقة، وبسرعة خارقة، وبأقصر الطرق. والمبدعون مع الأسف قلة، فضلاً عن أن صبرهم سرعان ما ينفد، لأن خياراتهم في هذه الحياة عديدة. فهم أكثر من تستقطبهم المؤسسات الحية والجادة في تحقيق أهدافها واحتواء الموهوبين.

 إن ضعف الامكانات المادية المتوفره لدى الحكومة الفلسطينية لتعويض الافراد والعمال والرياديين والمؤسسات والشركات الصغير منها في مجال الصناعه او الزراعة اسوة بباقي الدول القريبة والمحيطة والمتقدمة منها، هذا لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها ولا يكفي الحديث عن انشاء صناديق متنوعة تشارك الحكومة و ممثلو القطاع الخاص "القادرين"، وفلسطينو الشتات والمغتربين في تمويلها، في ظل عدم وضوح بالموازنات والكيفيه، ومتى، واين .... وكل الاليات الاجرائيه للبدء بالعمل.

ولا بد في ختام المقال ان اؤكد على ضرورة التركيز على قطاعين رئيسيين: القطاع الزراعي / التصنيع الغذائي و تكنولوجيا المعلومات وذلك لدعم السلسلة الغذائية ودعم واستياعب البطالة القادمة وتوطين المبدعين والشباب بفلسطين :

اولا:  نجو إبداع بالقطاع الزراعي وتشجيع القطاع الخاص واستقطاب مستثمرين للاستثمار في السلسة العنقودية بالقطاع الزراعي والعمل على تجنيد الاسواق العالميه من خلال السفارات الفلسطينية المنتشرة في كل انحاء العالم، والعمل على تشجيع تصدير المنتجات الزراعية والاسمده العضويه منها والمنتجات الزراعيه المصنعة بعد تلبيه حاجة السوق المحلية .

ثانيا: العمل على انشاء مرجعية رسمية لتعزيز المبادرات الريادية بمجال تكنولوجيا المعلومات وتحديديا بصناعه البرمجيات والعمل على التشبيك مع مؤسسات عالمية ودولية لاصدار شهادات جودة تمكنهم من غزو اسواق العالم وابقاء المبادر الفلسطيني محتضنا بوطنه.

فلنبدأ سريعا ، لانه لا احد يدري ماذا يخبيء لنا المستقبل! وكيف سيكون شكل حياتنا ؟ فلنكن بلد الرياديين ولنعمل طعم طيب لحياة شياينا المبدع فلا نعلم ماذا ينتظرنا مستقبلا !