ترقّب النتائج النهائية للانتخابات النصفية الأميركية

2022-11-10 17:39:30

يترقّب الأميركيون، اليوم الخميس، النتائج النهائية لانتخابات منتصف الولاية الرئاسية الأميركية، فيما أشاد الرئيس، جو بايدن، بما عَدّ أنه نجاح حزبه الديمقراطي في صدّ "موجة حمراء" جمهورية، في حين باتت التشكيلة النهائية للكونغرس حاليا، بانتظار حسم ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ عن ولايات أريزونا ونيفادا، حيث قد يستغرق فرز الأصوات عدة أيام إضافية، وجورجيا، حيث ستُجرى جولة ثانية في السادس من كانون الأول/ ديسمبر.

وقال بايدن أمس الأربعاء، في أول تصريحات أدلى بها منذ انتهاء التصويت: "لم يحصل ذلك... أعتقد أنه كان يوما جيدا بالنسبة للديمقراطية".

وبدا فوز الجمهوريين بالغالبية مقاعد مجلس النواب مرجّحا، لكن ليس بالحد الذي كانوا يأملون به أو توقعته الاستطلاعات.

وإذا صحّت التوقعات، فستشكّل الانتخابات التي جرت، أوّل من أمس، الثلاثاء، أفضل أداء لرئيس في منصبه منذ عقدين، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

انتظار حسم ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ

وفي مجلس الشيوخ، فاز الديمقراطيون بمقعد تشتد حدّة المنافسة عليه، وهو مقعد بنسلفانيا الذي كان من نصيب جون فيترمان، بعد جولة انتخابات تشريعية اعتُبرت الأكثر كُلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وباتت التشكيلة النهائية للكونغرس حاليا، بانتظار حسم ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ عن ولايات أريزونا ونيفادا، حيث قد يستغرق فرز الأصوات عدة أيام إضافية، وجورجيا، حيث ستُجرى جولة ثانية في السادس من كانون الأول/ ديسمبر.

ولم ينتظر بايدن صدور النتائج النهائية للاحتفال بنجاح الديمقراطيين في تجنّب انتكاسة أكبر كانت متوقعة، بعدما ركّز الجمهوريون حملتهم على فشله في التعامل مع ارتفاع معدلات التضخّم.

وقال كبير موظفي البيت الأبيض، رون كلين: "لا تستهينوا قطّ بحجم الاستهانة بفريق بايدن".

وفي وقت لاحق الأربعاء، شدد بايدن في تصريحات أدلى بها للصحافيين في البيت الأبيض على "نيّته" الترشح لولاية ثانية عام 2024، متعهّدا التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد "مطلع العام المقبل".

كما استغل بايدن الفرصة لمد يده إلى المعارضة الجمهورية، مؤكدا انفتاحه على جميع "الأفكار الجيّدة"، على حدّ قوله.

وفي وقت مبكر من مساء أمس الأربعاء، اتصل بايدن بزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن ماكارثي الذي يُتوقع بأن يتولى رئاسة المجلس في حال استعاده حزبه، وفق ما أعلن البيت الأبيض؛ لكن يُتوقع بأن تصطدم مناشدات بايدن للتعاون بين الحزبين بجدار جمهوري.

وحتى إذا نالوا أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، سيحظي الجمهوريون بسلطة رقابية كبيرة تعهّدوا باستخدامها لإطلاق تحقيقات تستهدف بايدن والمقرّبين منه.

ويسعى الجمهوريون لاستغلال أي خطأ يرتكبه المعسكر الديمقراطي، بينما يضعون انتخابات 2024 الرئاسية نصب أعينهم.

وقالت النائبة المقرّبة من الرئيس السابق، دونالد ترامب، والتي تمثّل ولاية جورجيا في الكونغرس، مارغوري تايلور غرين، في بيان: "سأقود المعركة للتأكد تماما من عدم إخفاق حزبي".

لكن الأنظار تتركّز من الآن على انتخابات 2024 وحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأمس الأربعاء، أقر ترامب الذي كان يراهن على تحقيق أنصاره فوزا كبيرا للإعلان عن قراره الترشّح للانتخابات مجددا، بأن نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت "مخيّبة للآمال نوعا ما".

لكنه أضاف عبر منصته الإعلامية "تروث سوشال": "من وجهة نظري الخاصة، كان الانتصار كبيرا للغاية".

وتعهّد الرئيس السابق بـ"إعلان كبير جدّا" في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، ساعيا على ما يبدو لإضعاف خصومه المحتملين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وهو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس. لكن نتائج انتخابات منتصف الولاية ستعزز موقع ديسانتيس.

وقال الحاكم البالغ من العمر 44 عاما: "ما زال أمامنا الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به. بدأت معركتي للتو".

ولدى سؤاله أمس عن التنافس بين ترامب وديسانتيس، قال بايدن: "سيكون من المسلي مشاهدتهما يتعاركان".

بايدن يعود إلى الساحة الدولية بثقة

ويعود بايدن الى الساحة الدولية متسلحا بثقة بعد فوز حزبه في انتخابات منتصف الولاية، التي يرى أنها تثبت أنه في المنافسة العالمية بين الديمقراطية والاستبداد، فإن الديمقراطية تتقدم.

ومن المقرر أن يغادر بايدن واشنطن، اليوم، لحضور قمة المناخ "كوب27" في مصر، في اليوم التالي، وقمة إقليمية لـ"آسيان" في كمبوديا في نهاية الأسبوع، ولقاء لمجموعة العشرين في إندونيسيا الأسبوع المقبل.

وتركت حملة انتخابات منتصف الولاية العالم يتساءل بأي وضع سيحضر بايدن، فهل سيكون ضمن شعار "أميركا عادت" باعتبار أن دور الولايات المتحدة حتمي لتوجيه الديمقراطيات من خلال المنافسة مع دول مثل الصين وروسيا، أم هل سيكون في موقع أضعف حين يستقل الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، مع احتمال عودة دونالد ترامب للرائسة، أو انهيار الديمقراطية الأميركية.

ولا يزال بايدن يواجه اضطرابات إذا تأكد فوز الجمهوريين بغالبية في مجلس النواب بفارق ضئيل؛ لكنه يجادل بأن حلفاء الولايات المتحدة يمكن أن يتنفسوا الصعداء مرة أخرى، بعد انتخابات سلسة في الغالب ونتائج قوية للديمقراطيين، ما يحدّ الخسائر في مجلس النواب، ويحتمل السيطرة على مجلس الشيوخ، ومعاقبة تيار ترامب المتشدد "اجعلوا أميركا عظيمة مجددا".

وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي: "باقي دول العالم تنظر إلينا". وأضاف: "هم قلقون لمعرفة بأننا لا نزال ديمقراطية مفتوحة كما كنا، وأن لدينا قواعد وأن المؤسسات مهمة".

وتابع: "مع أصواتهم، يكون الشعب الأميركي قال كلمته وأثبت مرة جديدة أننا نحن الديمقراطية".

"اختبار" لسياسة بايدن ذات المسار المزدوج

وخلال قمة مجموعة العشرين، سيلتقي بايدن الحلفاء الأوروبيين والآسيويين الرئيسيين، بالإضافة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي عزّز موقعه كحاكم بلا منازع للقوة العظمى بولاية ثالثة كرئيس.

وقال آش جاين من مركز أبحاث Atlantic Council إن القمة ستثبت "نوعا من الاختبار" لسياسة بايدن ذات المسار المزدوج، لتعزيز المعسكر الديمقراطي مع التفاوض مع الأنظمة الاستبدادية من موقع قوة.

وأضاف أن دولا مثل الصين وروسيا "تنظر بسرور إلى الخلل الوظيفي" في السياسة الأميركية، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

ترامب خرج ضعيفا من انتخابات منتصف الولاية

في المقابل، كان يُفترض أن تفتح انتخابات منتصف الولاية الطريق أمامه لإطلاق ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، لكن بدلا من ذلك انتهت الأمسية الانتخابية بخيبة أمل للرئيس السابق، بعدما عززت النتائج موقف منافسه الجمهوري الرئيسي.

والرئيس السابق الذي وضع ثقله شخصيا في الحملة الانتخابية، كان يحلم بانتصار ساحق للجمهوريين قبل "إعلانه الكبير جدا" الذي وعد به الأسبوع المقبل، والذي قد يكون ترشيحه للانتخابات الرئاسيية.

ولكن "المد الأحمر" المتوقع لم يتراجع كثيرا، رغم أن الجمهوريين انطلقوا لانتزاع الغالبية في مجلس النواب، لأن السيطرة على مجلس الشيوخ تبقى غير أكيدة.

أداء "سيئ" للمرشحين المدعومين من ترامب

وكان الانتصار المدوي من جانب الجمهوريين، فوز رون ديسانتيس الذي أعيد انتخابه حاكما لفلوريدا. وأصبح أبرز خصم محتمل لدونالد ترامب في السباق للانتخابات التمهيدية للجمهوريين عام 2024.

ويرسّخ فوزه الكبير، وضعه كالنجم الصاعد في الحزب الجمهوري. ومن الآن وصفته مقالة نشرتها "فوكس نيوز" صباح أمس، بانه "الزعيم الجديد للحزب الجمهوري".

وقبل الانتخابات، عبّر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل عن قلقه من "نوعية" المرشحين الذين دفعهم ترامب إلى الواجهة، فقد فشل الجراح النجم التلفزيوني محمد أوز، الذي رشحه الرئيس السابق في الفوز بمقعد أساسي لعضوية مجلس الشيوخ في بنسلفانيا، حيث هزم أيضا المرشح المحافظ جدا والمناهض للإجهاض دوغ ماستريانو، الذي كان موجودا أثناء الهجوم على مبنى الكابيتول، في معركة منصب حاكم الولاية.

وقد يكون ترامب فقد هالته كـ"صانع ملوك"، رغم استثناء واضح في أوهايو مع فوز جي دي فانس بمنصب سيناتور.