عندما اكتشف الإسرائيليون أننا «لا نحبهم»

2022-11-28 10:57:26

اكتشف الإسرائيليون في قطر أننا لا نحبهم، المراسلون ثقيلو الظل الذين يتجولون بين جماهير المونديال في الدوحة وعلى مداخل الملاعب والأسواق ينقلون المعلومة إلى جمهورهم في إسرائيل كمن يلقي مفاجأة غير متوقعة لجمهور من المستوطنين وعصابات الفاشيين وحرس الحدود وجيش الاحتلال وشرطة السجون وأصحاب السوابق واليسار المنفصم، وجماهير فريق "بيتار/القدس" التي تهتف في المدرجات "الموت للعرب"، بقلق شديد.
ملامح الإحباط والصدمة التي ترتسم على وجوه مبعوثي الإعلام الإسرائيلي وهم يروون بدهشة وذهول تصرف سائق سيارة الأجرة القطري الذي رفض مواصلة الطريق بالصحافي الإسرائيلي وأنزله في "اللا مكان"، حسب تعبيره، بمجرد أن اكتشف هويته، حتى أنه رفض أخذ الأجرة التي عرضها عليه، يضيف الإعلامي المصدوم لجمهوره بمرارة.
"لا أحد يحبنا هنا"، يجمع الإعلاميون الإسرائيليون، لا المغاربة ولا السعوديون ولا الإيرانيون ولا التوانسة ولا القطريون ولا اللبنانيون ...كما أن هنا الكثير من الفلسطينيين والأعلام الفلسطينية، تقريبا في كل مكان، لا أحد يرغب في الحديث معنا. تكاد تكون هذه مضامين الرسائل التي يبثها الإعلاميون الإسرائيليون الذين وصلوا قطر ضمن قوانين "الفيفا" وشروطها على أي دولة تنظم هذا الحدث.
في إسرائيل يواصلون، في الوقت نفسه، الهجوم على قطر وعلى الحدث ضمن حملة غربية تشوبها شبهة العنصرية. "الدولة" التي لم تنظم دوري خارج "حدودها"، "الحدود أمر مجازي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل"، ولا تملك فريقا في "المونديال"، وتمارس أبشع السياسات ضد اللاعبين العرب من الذين يحملون "جواز سفرها"، "الدولة" التي يقتل جنودها اللاعبين الفلسطينيين في الضفة وغزة وتمنعهم من السفر والتدريب تواصل طرح سؤال "الضحية": لماذا لا يحبوننا!
في تتبع "الصدمة" وممراتها ومصادرها تكمن الثقافة العنصرية التي يتشربها المجتمع في إسرائيل، الثقافة التي تمنح أحزابا تتفاخر بفاشيتها وكراهيتها لكل ما هو غير يهودي 15 مقعدا في برلمانها، وتنتخب عنصريا فاسدا لقيادتها، وتمنح أصواتها لمجموعة من أفراد العصابات، ثقافة مؤسسة على الإقصاء والتفوق العرقي، وتتغذى على الكراهية.
الصدمة قادمة من هنا، من نواة العقيدة التي أسست "الدولة"، ومن تجاهل الآخرين ومن الجهل أيضا، الجهل الذي يصنعه الإحساس بالتفوق بحيث لا يرى حامله سواه. ومن اكتشاف العالم الذي يقع خارج أعراض المرض وتقديس الذات.
"المونديال" يتقدم في قطر، الفرق تواصل البحث عن النقاط للقفز نحو المرحلة الثانية، التنظيم مدهش والافتتاح كان مدهشا أيضا، الفرق العربية حققت حضورا مقبولا، والجماهير القادمة من كل أنحاء العالم يحملها الحماس وتأخذها الإثارة، فقط مراسلو الإعلام الإسرائيلي يتذمرون من غياب الحب ويطالبون بعناق.