الذكاء الاصطناعي يجبر غوغل على ضغط الزر الأحمر

2023-01-22 18:39:56

أصدرت شركة "ألفابت"، وهي المالكة لمحرّك البحث غوغل، توجيهات الإشارة الحمراء (لخطورة الموقف)، وذلك كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، في تقرير نشرته.

وقالت الصحيفة، إنّ الشركة طلبت من لاري بيدج وسيرجي برين المساعدة، وهما من المشاركين في تأسيس محرّك البحث وشركة غوغل، بخصوص مخاوف من أن يهيمن تطبيق "ChatGPT" الذي أصدر في الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022،، على محرّك البحث غوغل.

وفي كانون أوّل/ ديسمبر الماضي، عقد الرئيس التنفيذيّ لجوجل، اجتماعات لمناقشة إستراتيجيّة الذكاء الاصطناعي للشركة، بعد ملاحظة أنّ روبوت الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" بدأ يكتسب زخمًا سريعًا وضخمًا عبر شركة الإنترنت، وهو ما أدّى إلى إطلاق "الزرّ الأحمر" في الشركة.

وبعد اجتماعات مطوّلة، وافقت الشركة على إضافة بعض مميّزات تكنولوجيا "شات بوت" في محرّك البحث غوغل. ومن جهته، قال أحد ممثّلي شركة ألفابت، "نواصل اختبار تقنيّة الذكاء الاصطناعي لدينا، للتأكّد من أنّها مفيدة وآمنة، ونتطلّع إلى مشاركة مزيد من الخبرات خارجيًّا".

ونشر موقع "إنسايدر"، تقريرًا حول روبوت الدردشة الذي استطاع جمع مليون مستخدم في 5 أيّام. وجاء في التقرير، إنّ الروبوت يسهّل عمليّة البحث، ويمكنه أن يقوم ببعض المهام المعقّدة، مثل كتابة عبارات، أو كتابة كتاب للأطفال، أو تقديم النصائح، ما يشكّل مشكلة حقيقيّة لغوغل ومحرّك بحثها

ما علاقة الروبوت بتسريح العاملين في غوغل؟

وكانت شركة "ألفابت" قد أيّام، قد أعلنت عن تخلّيها عن نحو 12 ألف وظيفة في مختلف أنحاء العالم، وذلك استجابة "للوضع الاقتصاديّ للشركة"، وقال الرئيس التنفيذيّ للمجموعة في رسالة عبر البريد الإلكترونيّ، "طوال العامين الماضيين، شهدنا فترات من النموّ الهائل، ولمواكبة هذا النموّ… أجرينا مراجعة صارمة للأدوار الوظيفيّة، لضمان حدوث التوافق بين الأدوار والموظّفين، وأولويّات الشركة"، وتمثّل نسبة الوظائف هذه، نحو 6٪ من إجمالي القوّة العاملة لديها، وسوف يطال هذا التسريح "مختلف الأقسام والمناصب ومستويات المسؤوليّة".

وممّا جاء في تصريح الرئيس التنفيذيّ، إنّ تسريح هذه الأعداد من الموظّفين "سيعزّز من التركيز على أولويّات جديدة"، مركّزًا على ضرورة الزيادة في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

وقالت تقارير صحافيّة كثيرة، إنّ "غوغل" يواجه ضغطًا هائلًا بعد ظهور روبوت الدردشة، والذي وصفه كثير من المحلّلين على أنّه سيكون منافسًا شرسًا لغوغل، إذ يمكنه تسهيل عمليّات البحث.

وأعلنت شركات كثيرة عن إلغاء وظائف، ممّا أدّى ارتفاع أسهمها إثر ذلك، مثل شركة "ميتا" التي ارتفع سهمها بنسبة 35٪ بعد إعلانها عن التخلّي عن نحو 11 ألف وظيفة في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وشركة أمازون الذي ارتفع سهمها بعد إعلانها الاستغناء عن نحو 18 ألف موظّف هذا الشهر، وهو ما تثبته تقارير قالت إنّ مجموعات التكنولوجيا الكبرى، كانت طوال السنوات الماضية تنفق أكثر ممّا يجب، ولم تلحظ التباطؤ الحادث في الأفق. ومن جهته، قالت شركة "ويدبوش سيكيوريتيز"، إنّ الشركات القويّة في مجال التكنولوجيا، وظّفت بشكل مفرط وبوتيرة متسارعة وغير مستدامة، وهذا الاقتصاد القاتم، بدأ يفرض عمليّات التسريح هذه. وجاء في الأرقام التي نشرها موقع Layoffs.fyi، أنّه في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتّحدة فحسب، خسر نحو 194 ألف شخص وظائفهم، وذلك منذ مطلع عام 2022، وهذا العدد لا يشمل عدد الموظّفين من ألفابت والشركات الأخرى التي أخذت هذا الإجراء لاحقًا، ولا يوجد رقم محدّد لعدد الموظّفين المسرّحين في قطاع التكنولوجيا حول العالم.

وطوّر روبوت الدردشة، من قبل شركة أبحاث ذكاء اصطناعي تُدعى "أوبن إيه آي"، في مدينة سان فرانسيسكو، ومن داعميها شركة مايكروسوفت، ورجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك.

واستطاعت الشركة تدريب هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي، من خلال تزويده بكميّات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، إلى درجة أنّه أصبح قادرًا على إنتاج نصوص أشبه بالنصوص البشريّة، بالإضافة إلى الحديث، معتمدًا على خوارزميّات تقوم بتحليل البيانات بشكل مستمرّ.