السفير دبور يبحث وشيخ العقل التطورات الفلسطينية واعتداءات الاحتلال

2023-03-22 14:15:51

التقى شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة - فردان، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبّور، وجرى البحث بالقضايا والمواضيع المتصلة بالواقع الفلسطيني العام في فلسطين ولبنان.

 واكد السفير دبّور بعد اللقاء على ان "الزيارة الى هذه الدار الكريمة فهي الى بيتنا واستفدنا من فرصة اللقاء مع سماحة شيخ العقل، للاستماع الى آرائه وحكمته وتقييمه للواقع العام، وقد وضعنا سماحته في صورة التطورات الفلسطينية وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، من انتهاكات واعتداءات متكررة من المستوطنين على القرى وحرق المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ومنع الصلاة في المسجد الأقصى واقتحامات للمسجد، كما حصل صباحا. وقد شكرنا لسماحة شيخ العقل مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية".

شيخ العقل  

من جهة ثانية ادلى سماحة شيخ العقل اليوم بتصريح، حول ما سُمِّيَ حديثاً بـ"الديانة الإبراهيمية"، ورأى فيه، "أنَّه وإن كنّا نحرص على الانفتاح والحوار بين المؤمنين والتلاقي على المشتركات الإيمانية والأخلاقية وعلى حريّة الاختيار والتعاون في مواجهة التحديات ومعالجة القضايا الإنسانية والعالمية المشترَكة، إلَّا أنّنا نوكِّد استغرابنا لأية دعوة لدمج الديانات السماوية، انطلاقاً من اعتقادنا بأن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سُنّة كونية وفطرة طبيعية فطر الله الناس عليها، بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ...﴾ [هود، 118]".  

 اضاف: "إنَّنا نرى أن حريّة اختيار المعتقد لا تمنع التواصل الإنساني والتعاون على البِرِّ والتقوى والتعامل على أساس العدل والاحترام المتبادل، وأنه لا بدَّ من التمييز بين احترام عقائد الآخرين وبين الإيمان بها، وقد قال سبحانه وتعالى:﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48]، فمن غير الجائز القول بوحدة الأديان أو ما يُسمَّى (الديانة الإبراهيمية)، ومن غير المفهوم والمقبول إقامة دور عبادة مشترَكة أو في محيطٍ مشترَك، لأنّ ذلك يناقض خصوصية كل ديانة ولا يتّفق مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف".   وختم: "لقد دعا الله سبحانه المؤمنين إلى كلمةٍ سواء ولم يدعُ إلى شرعةٍ دينيةٍ واحدة، فالأحرى بالمهتَّمين بمجالات الحوار والتسامح وبناء السلام، بدلاً من بناء دور العبادة المتلاحمة أن يوجّهوا اهتمامهم لبناء مراكز ثقافيَّة واجتماعية، تحتضن تلك المهمَّات وتساهم في تلاحم العائلات الروحية وتظافر جهود أرباب الحوار لتعزيز تلك الثقافات ونشرها عبر برامج دينية وتربوية وتثقيفية واجتماعية وإعلامية راقية تكون المدخل الصحيح للقضاء على أسباب النزاعات والصراعات في العالم ولتحقيق التلاقي الإنساني الإيجابي، وتلك هي الغاية المرجوَّة".