تقرير: استخدام "بيغاسوس" للتجسس في أرمينيا

2023-05-25 19:55:27

تعرض نحو 12 صحافيا وعاملا في منظمات غير حكومية ومسؤولا أرمنيا، لعملية اختراق هواتفهم الخاصة، بواسطة برنامج "بيغاسوس" للتجسس التابع لشركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية، أثناء النزاع مع أذربيجان، وفق تقرير صدر اليوم، الخميس، عن منظمة "أكسيس ناو" (Access Now) الحقوقية.

ووفقا للمنظمة غير الحكومية التي تدافع عن حقوق مستخدمي الإنترنت، هذا هو أول استخدام موثق لبيغاسوس في نزاع عسكري دولي، وذلك خلال المعارك التي خاضتها أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان، للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ، المتنازع عليها، في عام 2020.

وأكد تحقيق "أكسيس ناو" الذي تم إجراؤه بالتعاون مع منظمات غير حكومية ومجموعات بحث أخرى، استهداف البرنامج الذي يمكّن التحكم بهاتف ذكي والوصول عن بُعد إلى البيانات والميكروفون والكاميرا الخاص به، 12 شخصا بين تشرين الأول/ أكتوبر 2020 وكانون الأول/ديسمبر 2022.

ومن بين المستهدفين مسؤولة حقوق الإنسان الأرمينية، كريستين غريغوريان، وعدة صحافيين من إذاعة أوروبا الحرة وممثل عن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الناطقة باسم وزارة الخارجية الأرمينية أثناء النزاع، آنا نغداليان. وكانت شركة آبل قد حذرت الأخيرة في 2021 من احتمال تعرض هاتفها للاختراق.

وقالت نغداليان، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إنه "للمرة الأولى شعرت بأني ضعيفة وقلقة بشأن سلامة معلوماتي الشخصية والمهنية".

وقالت "أكسس ناو" إنها ليست متأكدة من الجهة التي نفذت عملية التجسس، لأن كل من أرمينيا وأذربيجان قامتا بنشر أنظمة مراقبة في الماضي؛ وأوضحت المسؤول في المنظمة، جوليو كوبي، أنه "بالرغم من أن الطبيعة السرية (لهذه التقنيات) تعني أنه لا وجود دائما لآثار واضحة تؤدي إلى جهة معينة، إلا أن الوقائع والسوابق تشير إلى السلطات الأذربيجانية".

وشددت المنظمة على ضرورة "وقف بيع مثل هذه البرامج طالما أنها لا تتوافق مع القانون الدولي". وكتبت في تقريرها: "تزويد سلطات أي من البلدين ببرنامج ‘بيغاسوس‘ للتجسس في سياق نزاع عنيف، ينطوي على مخاطر كبيرة في المساهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بل وحتى جرائم حرب وتسهيلها".

ورفعت عدة دعاوى قضائية بحق شركة "إن إس أو" الإسرائيلية التي طورت هذا البرنامج الذي استخدم على نطاق واسع من قبل أنظمة وسلطات بعضها استبدادية، خصوصا من قبل "آبل" وشركات أخرى. وفي تموز/ يوليو 2021 كشف تحقيق عن قائمة تضم أكثر من 50 ألف اسم قد تم التجسس عليهم عبر نظام "بيغاسوس" وبينهم رؤساء دول.