مجدلاني يعقد اجتماعا طارئا مع مجموعة عمل قطاع الحماية الاجتماعية لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة
عقد وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني وفريق من المختصين والادرايين في وزارة التنمية الاجتماعية اجتماعا طارئا في مقر الوزارة برام الله مع مجموعة عمل قطاع الحماية الاجتماعية المُشكلة من شركاء دوليين مثل الاتحاد الآوروبي واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة العمل الدولية، وذلك لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على أبناء شعبنا.
مجدلاني أطلع المشاركين الدوليين في الاجتماع الذي عقد عبر خاصية التناظر الرقمي، على طبيعة الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني خلال العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة وسائر الاراضي الفلسطينية، حيث قدم عرضا مفصلا بالأرقام عن أعداد الضحايا وطبيعة الواقع الإنساني الراهن في القطاع بفعل إلقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 12 ألف طن من المواد المتفجرة على السكان، والذي أدى لاستشهاد أكثر من 6500 فلسطيني يشكل الأطفال منهم ما نسبته 40% من الضحايا، فيما نسبة النساء والمسنين بلغت 30%من الضحايا حسب الاحصائيات الموثقة، ناهيك عن وجود 1500 شخص تحت الانقاض من بينهم 800 طفل، تم الابلاغ عنهم ولم تستطع فرق الإنقاذ والأهالي إخراجهم حتى الآن.
ووصف وزير التنمية الاجتماعية ما جرى خلال 19 يوماً منذ بداية العدوان الاسرائيلي بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مشيرا إلى أن الاحتلال استخدم شتى أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، مبينا أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في قطاع غزة الذي وصل عدد النازحين فيه إلى مليون و 400 ألف نازح تقريبا، أي ما نسبته 70% من سكان القطاع جلهم بات بلا مأوى بعد تدمير 45% من الوحدات السكنية هناك، فيما مراكز الإيواء أو منازل الأهالي المضيفين لهم تمر في وضع كارثي لكونها باتت تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الأساسية كالمياه والكهرباء والغذاء وانقطاع الإمدادات وشح المواد الإغاثية التي تدخل لهم عبر معبر رفح، ناهيك عن إنهيار البنية التحتية للقطاع الصحي وعجز المستشفيات عن تقديم الخدمات الصحية حسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية، وهو ما ينذر بكوارث إنسانية وصحية خاصة عند المرضى والمسنين وذوي الإعاقة.
واستنكر مجلادني في كلمته موقف الاتحاد الآوروبي الذي أبلغ به الجانب الفلسطيني شفويا بوقف برنامج التحويلات النقدية في غزة CTP، وهو ما فُهم فلسطينيا، حسب مجدلاني، بأن الإتحاد الآوروبي لا يعتبر قطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية وهو خارج نطاق الحاجة للبناء والتنمية، وأن دور الإتحاد هناك سيقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية فقط، وهو ما يكرس قطاع غزة كمنطقة صراع بحاجة للإغاثة مع استمرار معاناته، خاصة في ظلدعم أطراف دولية لإسرائيل الذي يمنحها رخصة للانتقام من الأطفال والنساء ومن الشعب الذي يطالب بالحرية والاستقلال.
في هذا السياق، طالب مجدلاني المجتمع الدولي بالوقوف الى جانب شعبنا ووقف المجازر بحقه، وعدم التعامل بمعايير مزدوجة مع قضايا حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي، كما طالب الاتحاد الآوروبي والدول الآوروبية باستمرار تقديم المساعدات التنموية للضفة وغزة التي تساعد الحكومة الفلسطينية في بناء الدولة وتحقيق التنمية المستدامة، شاكرا المؤسسات الدولية التي تنسق بشكل مستمر مع الوزارة لتقديم المساعدات، داعيا المؤسسات الإنسانية الأخرى للقيام بخطوات مماثلة من أجل تحقيق العدالة في التوزيع وعدم الازدواجية في تقديم الخدمة.
وأوضح وزير التنمية الاجتماعية في هذا الإطار أيضا، أن أولويات الحكومة الفلسطينية الآن هي الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف التهجير القسري وتوفير الأمن والسلام للشعب الفلسطيني، وتأمين دخول المواد الإغاثية والطبية والوقود وإعادة إيصال الكهرباء وتشغيل محطات معالجة وتحلية المياه، لمواجهة الكارثة الإنسانية والصحية التي تواجه القطاع.
يذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية قامت منذ بدء العدوان وحتى اليوم بالتواصل والتنسيق مع الشركاء الدوليين والإنسانيين من أجل الاستجابة لاحتياجات المتضررين، كما تم تشكيل لجنة وطنية من الهلال الأحمر رئيساً وعضوية طاقم الوزارة في غزة ووزارة الصحة لاستلام وتوزيع المساعدات من الدول والحكومات المخت