هل استراح الأوغاد الآن بعد أن قتلت إسرائيل حسن اصليح؟

قلت ذات مرة، أن بحور العالم جميعا، ومعها بئر زمزم، لن تستطيع تطهير كل من تقاطعت روايته، مع رواية الاحتلال، في حرب الإبادة الجماعية، وذلك قبل أن تتجرأ قلة مشبوهة، ممن يصفون أنفسهم، بالنشطاء والمؤثرين، على الدخول في نظام المقاولة المفضوح، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتوفير المعلومات حول بعض الشهداء، وتغذية بنك أهداف إسرائيل، حتى لو كانت بسبب ضغائن شخصية، وتقديم المبررات لقتل مدنيين آخرين، قد يكونوا نشطاء مثلهم، وإعانة الاحتلال على استهداف المستشفيات والمدارس، من خلال تجهيز رواية، بات ينقلها عنهم أفيخاي أدرعي مثلا، وليس العكس !
الليلة تمكنت إسرائيل من قتل الصحفي الوطني المستقل، حسن اصليح، عبر استهدافه في مستشفى ناصر بخان يونس، حيث كان يتلقى العلاج، بعد محاولة اغتياله الأولى الشهر الماضي .. وحسن لمن لا يعرفه، غير منتم لأي تنظيم، ولم يشارك بالتنابز الذي أحدثه الانقسام البغيض، وكان وحده نموذجا ملهما، لصحفي نشأ في بيئة صعبة، وبنى نفسه من الصفر، واكتسب مصداقية بوصفه صحفي الشارع والميدان، حتى تابعه مئات الألوف. كما أنه لم يشارك في أي وصلة ردح، حتى مع أولئك، الذين حرضوا عليه إسرائيل بالقتل، لأسباب لها علاقة بطبيعة أدوارهم المناطة بهم إسرائيلياً، أو غيرتهم الشخصية منه، في أحسن الأحوال، ولكنهم ساعدوا إسرائيل، في اغتيال صحفي مرموق، يعد من أشهر المؤثرين، في صحافة المجتمع والشارع والميدان، على مستوى فلسطين على الإطلاق .. وبالتالي فإن حدث اغتياله يختلف عن اغتيال أي صحفي آخر، وأظن أن إسرائيل قد احتاجت لتمهيد يسبق قتله، حتى وهو في المستشفى، لتقدمه كإنجاز للمجتمع الإسرائيلي، وإلا فكيف سيتباهى أفيخاي أدرعي أو إيدي كوهين، بقتل صحفي فلسطيني شاب؟ وكيف سيظهر وزير الحرب يسرائيل كاتس، ليقول أنهم قد أغلقوا الملف ؟
كل أولئك الذين شيطنوا حسن اصليح، ونشروا ضده الفبركات والتلفيقات، حتى طالب أحدهم إسرائيل باغتياله علنا، جميعهم مشاركون في دمه .. وبالمناسبة، فإن كل محاولات أولئك العملاء الأوغاد، الاستفادة من واقع الانقسام، بالإيحاء زورا قربهم من تنظيم كبير أنتمي له باعتزاز، لتبرير مقتلة الناس في غزة، أو استهداف أشخاص بعينهم، وقصف أماكن مدنية كالمستشفيات، كلها محاولات باتت مكشوفة ووهمية وكاذبة، لأننا لم نزاملهم في تنظيم أو صحافة، ولم نعرفهم أبدا.
كما يجب على أولئك الأوغاد العملاء، الإدراك بأن أحدا لن يحميهم، ولن يدافع عنهم، بعد انتهاء الحرب، وستصبح مشكلتهم ذات بعد اجتماعي وعشائري وقانوني قبل كل شيء .. والأهم أننا تأكدنا، بأنهم عملاء بكل وضوح، كما أثبتت وستثبت تبعات قصة اغتيال الصحفي الشاب، حسن اصليح، الذي يمثل رحيله، خسارة فادحة للسردية الفلسطينية، التي كانت توثق مجازر وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء ..
رحمك الله يا حسن ولا سامح كل من شارك في دمك ..