ترمب... الزيارة "التاريخية"

2025-05-13 16:51:26

رأي مسار

 

 

تبدأ اليوم الزيارة التي وصفها الرئيس ترمب بالتاريخية، للسعودية وقطر والإمارات مع احتمال إضافة تركيا وربما إسرائيل.

التغطية الإعلامية التي سبقت الزيارة منذ الإعلان عن القيام بها وكانت الأكثر كثافة من كل ما حظيت به أهم الأحداث في المنطقة والعالم.

بديهي والحالة هذه أن تكثر التوقعات حولها، خصوصاً وأن المنطقة تمر بحالة غير مسبوقة في تاريخها المعاصر من خلال الاشتعالات التي إن هدأ بعضها، فبعضها الآخر ما يزال مستمراً ومتصاعداً.

أمريكا طرفٌ مباشرٌ في كل الاشتعالات، إذاً فهي وإن لعبت دور الوسيط في حرب غزة، إلا أنها في مسألة الحلول طرفٌ مقررٌ بحكم ما تملكه من نفوذ على إسرائيل أولاً، ومن علاقات مع باقي دول الشرق الأوسط.

الزيارة حملت توقعات كبرى وخصوصاً على الصعيد السياسي، ببعديها الراهن والمستقبلي.

الراهن، هو إطفاء الحرائق المشتعلة، وبؤرتها الأساسية غزة، وأداتها الأساسية إسرائيل، وفي هذا الصدد، تبدو توقعات إنهاء الحرب على غزة وفق المحددات والشروط الأمريكية، منطقية بحكم مقدماتها، وإلحاح الرئيس ترمب عليها، وما يفعله مبعوثه ويتكوف يؤكد ذلك، حتى الخلافات المعلنة مع نتنياهو وهي ليست مفتعلة أو مجرد مناورة، توحي باحتمال نجاح في هذه المسألة.

أمّا ما يندرج تحت عنوان المستقبلي، فهو تحريك مسارٍ سياسيٍ يفضي إلى حلول ربما تكون ذات طابع إقليمي للنزاعات الشرق أوسطية، وصلبها بالطبع القضية الفلسطينية.

الرياض تمارس عملاً متواصلاً في هذا الاتجاه، وإذا كان غير معروف لنا على وجه الدقة مدى التعاون الأمريكي معها في هذا الأمر، فما هو معروف وله دلالة هامة هو القيادة المشتركة بين السعودية وفرنسا لجهدٍ دولي عنوانه ومضمونه المباشر الدولة الفلسطينية، التي تسعى السعودية وفرنسا إلى نقل الاعتراف بها من خلال حل الدولتين إلى العمل بجدية لقيامها والتي تحتاج لاستكمال دائرتها إلى تعاونٍ أمريكي يكمّل الاحتشاد الدولي ويكسبه فاعلية مؤثرة.

الخلاصات التي كثرت التوقعات المسبقة حولها، ستحسم في هذه الزيارة إن لم يكن بقرارات نهائية بل بمقدمات جدية، وبالنسبة لأهل الشرق الأوسط فالزيارة تكون تاريخية حقاً حين تنتهي الحرب على غزة، وتهدأ باقي الجبهات بفعل هدوئها، والأهم من ذلك كله حين يفي ترمب بوعده بإنهاء الحروب في العالم وما يعنينا في الشرق الأوسط أولاً.. هو الحل الذي طال ابتعاده للقضية الفلسطينية، وهو الحل الذي يرضي الفلسطينيين والعرب والعالم.