خاص |77 عاماً على النكبة… واللاجئون يواجهون نكبات متواصلة
في الذكرى الـ77 للنكبة، وبينما يعاني قطاع غزة من الإبادة والدمار، وتواجه المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية تهجيرًا متواصلًا، يتجدد الحديث عن حق العودة وثوابت القضية الفلسطينية.
في حديث خاص لـ "رايــة"، أكد أنور حمام، وكيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أن ما يجري اليوم من تطهير ودمار هو امتداد لنكبة عام 1948، ولكن بأدوات أكثر عنفًا وهمجية.
قال أنور حمام إن "هذا العام تأتي ذكرى النكبة في ظل توحش صهيوني غير مسبوق، عبر ممارسات الإبادة والتهجير القسري والتطهير العرقي في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأكد أن "النكبة عام 1948 كانت محاولة لمحو شعب كامل من أرضه وبيوته ومصادر رزقه، لكن بعد 77 عامًا، لا يزال الفلسطيني موجودًا فوق أرضه، متمسكًا بحقوقه، وحيًّا في الجغرافيا والسياسة والطموح الوطني".
وأضاف أن "إسرائيل على مدار أكثر من سبعة عقود، نفذت نحو 50 مشروعًا لإنهاء قضية اللاجئين من خلال التوطين، تدمير المخيمات، التهجير والقتل، لكن هذه المشاريع فشلت، وشعبنا هو الوحيد الذي بقي رغم كل ذلك".
وأوضح أن "ما يجري اليوم في غزة يتجاوز من حيث الوحشية والإبادة، ما جرى عام 1948، فعدد الشهداء في النكبة آنذاك قُدر بـ15 ألف شهيد، أما اليوم، فنتحدث عن أكثر من 55 ألف شهيد في قطاع غزة، مع أرقام أولية فقط، ولا تشمل المفقودين تحت الأنقاض".
وأشار إلى أن "عدد الوحدات السكنية التي دُمرت في قطاع غزة يفوق 360 ألف وحدة، وأن عدد النازحين داخليًا بلغ 1.9 مليون نازح، وهي أرقام لم تصل إليها نكبة 1948 رغم فظاعتها".
وشدد حمام على أن "شعبنا رغم حجم الجريمة، لم يتنازل عن حقه في العودة أو عن طموحه في إقامة دولته المستقلة، بل إن الفلسطيني اليوم لم يطلب ملاذًا بديلًا، بل عاد حتى إلى الأطلال، إلى ما تبقى من بيته المدمر ليعيد الحياة".
وأكد أن "إسرائيل تريد تهجير شعبنا تحت غفلة من الزمن، ولكنها فشلت. فعندما فُتح معبر رفح مؤقتًا، لم يخرج أحد إلى الخارج، بل عادوا إلى شمال غزة، إلى بيوتهم المدمرة".
وتابع: "هذا المشهد يعيدنا إلى عام 1948، عندما شُرّد قرابة مليون لاجئ، وتمت إعادة إنتاج الهوية الفلسطينية داخل المخيمات في الضفة، وغزة، والأردن، وسوريا، ولبنان. فقد أُعيد إنتاج الهوية والثقافة الفلسطينية والتمسك بالحقوق رغم الخيام والعراء".
وأضاف: "نحن قادرون مجددًا على إعادة بناء قطاع غزة، كما أعدنا بناء المجتمع الفلسطيني بعد النكبة. سنعيد بناء مخيماتنا ومدننا المدمرة شمال الضفة، مهما حاولوا تدميرها".