خاص| جفاف العين: الأسباب، الأعراض، والمضاعفات التي لا تُهمل!

2025-05-14 14:08:22

في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية وتزايد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، يشهد العالم، ولا سيما في فلسطين، ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بـ جفاف العين، وهو مرض غالبًا ما يُساء فهمه أو يُستخف به رغم مضاعفاته الخطيرة. فمع الغبار، وتقلّب المناخ، والجلوس الطويل أمام الشاشات، باتت العيون عرضة لإجهاد مزمن.

فما هو جفاف العين؟ ما أسبابه؟ وهل يمكن علاجه؟ وهل هناك علاقة بين العوامل النفسية والبيئية وانتشاره؟

وفي حديث خاص لــ"رايــة"، قالت الدكتورة سلام صائب عريقات، أخصائية طب وجراحة العيون والمستشارة في أمراض الشبكية والالتهابات القزحية، إن جفاف العين يُصنّف كمرض شائع وليس عرضًا مؤقتًا كما يعتقد البعض، وهو ناتج إما عن قلة إنتاج الدموع أو عدم بقائها وقتًا كافيًا على سطح العين، مما يؤدي لعدم الراحة، وربما لتدهور النظر إن لم يُعالج.

وأضافت: "الدمعة ليست فقط ماء، بل تتكوّن من ثلاث طبقات: طبقة دهنية خارجية تمنع التبخر، طبقة مائية ترطّب وتغسل العين، وطبقة داخلية تلصق الدمع بالقرنية وتوزعه بشكل متساوٍ. أي خلل في هذه الطبقات يؤدي إلى جفاف العين".

وأوضحت أن من الغرائب التي تدهش المرضى هي أن بعض المصابين بجفاف العين يعانون من دموع مفرطة. وفسّرت ذلك بقولها: "العين الجافة ترسل إشارات للدماغ بوجود تهيّج، ما يدفع الغدد الدمعية لإنتاج دموع انعكاسية سريعة، لكنها تفتقر للعناصر التي ترطّب وتحمي العين، فيستمر الجفاف رغم كثرة الدمع".

الأعراض، بحسب الدكتورة سلام، تشمل الحكة، الحرقة، الشعور بجسم غريب داخل العين، الاحمرار، الحساسية من الضوء، وحتى غباش في الرؤية، وقد يعجز المريض عن ارتداء العدسات اللاصقة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية براحة.

حول الأسباب، بيّنت أن التقدم في العمر، التغيّرات الهرمونية، الجو الجاف، التكييف، الاستخدام المفرط للشاشات، وبعض الأدوية (مثل أدوية الحساسية والاكتئاب وحب الشباب) كلها من العوامل المؤدية لجفاف العين. كما نبهت إلى أن "عمليات تصحيح النظر مثل الليزك، وبعض الأمراض مثل متلازمة شوغرن، تسبب جفافًا قويًا".

وأكدت: "عدم علاج الجفاف قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهابات العين، خدوش القرنية، القرنية المخروطية، أو ضعف دائم في النظر. الوقاية والعلاج المبكر هما الأساس".

وفي ما يخص العلاج، أوضحت أن العلاجات متعددة وتبدأ من قطرات الترطيب، وتشمل أيضًا سدادات لمجرى الدمع، والعلاج بأشعة الليزر (IPL)، وأحيانًا أدوية مناعية أو بيولوجية في الحالات المتقدمة.

وختمت بقولها: "رغم صعوبة الظروف الجوية والمعيشية، خاصة في فلسطين، بإمكاننا التخفيف من الجفاف عبر نمط حياة صحي: شرب الماء، تجنّب التعرّض المباشر للمكيفات، تطبيق قاعدة 20-20-20 خلال استخدام الشاشات، وتفادي مسببات الحساسية في البيوت والعمل".