الوزير الميمي: مشاريع استراتيجية هامة مدرجة ولكن الاحتلال يسعى لتقويض جهودنا في تطوير القطاع المائي

عقد في مقر سلطة المياه اليوم الاجتماع الدوري لمجموعة العمل القطاعية العاملة في قطاع المياه برئاسة رئيس سلطة المياه د. زياد ميمي وبحضور ممثلي الجهات المانحة، ومنظمات الأمم المتحدة. والذي جاء للتأكيد على الدور الذي يتوجب على المجتمع الدولي القيام به للحد من التحديات التي تواجه قطاع المياه الفلسطيني نتيجة المعيقات التي يفرضها الاحتلال

حيث أكد د. الميمي في بداية الاجتماع على ان قطاع المياه والصرف الصحي يواجه تحديات كبيرة بأشكال مختلفة يتعمد الاحتلال القيام بها بهدف تقويض الجهود التي نبذلها ولعل أبرزها الاقتطاعات الأحادية من أموال المقاصة التي يفرضها الاحتلال، والتي بات يضع ذرائع مختلفة بحجج واهية فقط لنهب هذه الاموال ان في الوقت الذي يتعمد فيه عرقلة وتعطيل الموافقات على المشاريع الاستراتيجية التي نسعى من خلالها لتطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، الى جانب تعمده غير المسبوق لتدمير البنية التحتية للقطاع المائي بشكل متعمد.

مؤكدا في هذا السياق أهمية دور المجتمع الدولي في التدخل لوقف مثل هذه الانتهاكات التي يتعمدها الاحتلال ، مؤكداً على أن يكون هذا الدور فاعلاً وحاسما لضمان الاستمرار في تطوير قطاع المياه والصرف الصحي وفق الاحتياجات الفعلية والتي ايضا تتطلب تعزيز الدعم المالي لتعويض هذه الاقتطاعات والخسائر، وفرص الاستثمار الضائعة.
 

برنامج إصلاح قطاع المياه

قدمت مسؤولة برنامج الاصلاح م. روان اسعيد ومدير عام الإدارة العامة للتطوير زياد الفقهاء الخطوات التي اتخذتها سلطة المياه فيما يخص خطة الإصلاح للقطاع، والتحديات ذات العلاقة بتنفيذ هذه الخطة، حيث استعراضا الخطوات المتبعة والإنجازات المحققة في هذا المجال، إلى جانب التحديات التي تواجه عملية الإصلاح على مستوى إنشاء وتشغيل شركة المياه الوطنية وانشاء مرافق المياه الإقليمية.

وتناول العرض عرضاً مفصلاً للتطورات في إجراءات تطوير دائرة مياه الصفة الغربية، بالإضافة إلى الخطط الرامية لخفض المديونية وتسوية ديون الهيئات المحلية، بما يساهم في ضمان الاستدامة المالية لشركة المياه الوطنية. وكذلك استعراض الإجراءات التي تتبعها السلطة لتطوير مقدمي خدمات المياه وإنشاء مرافق المياه الإقليمية، مع التركيز على الآليات الكفيلة بضمان الاستدامة المالية لهذه المرافق، بما يعزز من كفاءة الخدمة ويرفع مستوى جودة المياه المقدمة للمواطن من خلال الأهداف الرئيسية للخطة والمتعلقة ببناء مؤسسات قادرة ومستدامة ضمن إطار قانوني يحدد بوضوح الأدوار والمسؤوليات وعلاقات الأطراف المعنية.

مشاريع استراتيجية للمياه والصرف الصحي

استعرض م. زياد ضراغمة أهم المراحل التي تم العمل عليها ضمن مجموعة من المشاريع الاستراتيجية وهي مشروع صرف صحي شمال شرق رام الله الذي يخدم ١٤ تجمعا في منطقة شمال شرق رام الله بقيمة ٥٨.٥ مليون يورو ومشروع محطة معالجة مياه الخليل الذي يهدف لمعالجة المياه العادمة والحد من الاقتطاعات الاسرائيلية في هذه المنطقة والبالغة ٦٥ مليون شيقل سنويا، واخيرا مشروع نقاط الربط وتزويد المياه في شمال غرب رام الله الذي يهدف الى تزويد حوالي ٢٥ ألف متر مكعب يوميا للتجمعات المستهدفة ، ومشروع الجلمة الذي يتوقع البدء به خلال الأشهر القليلة القادمة

المياه ومياه الصرف الصحي العابرة للحدود

تطرق المستشار الفني د. معاذ أبو سعدة الى السياسات الممنهجة التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاقتطاع الجائر من أموال المقاصة الفلسطينية بذريعة معالجة مياه الصرف الصحي العابرة للحدود، والتي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق خلال العام الجاري، مع وجود تهديدات بخصميات إضافية خلال الأشهر القادمة. مؤكداً أن مجموع الخصومات خلال السنوات الثلاث الأخيرة (2022–2024) بلغت ما مجموعه 386.9 مليون شيكل، مؤكدا انه تم خصم ما مجموعه 159.6 مليون شيكل (41% من اجمالي الاقتطاعات): معالجة مياه الصرف الصحي. و 78.1 مليون شيكل (20% من اجمالي الاقتطاعات): معالجة مخلفات الربو الصناعي في منطقة الخليل.الى جانب 149.2 مليون شيكل (%39 من أجمالي الاقتطاعات): تتحت ذريعة التخطيط، إنشاء خطوط نقل وتجميع، مكافحة الآفات، وتحديثات في محطات المعالجة.

غزة وآثار العدوان

كما أكدت مسؤول فريق عمل قطاع غزة م. هديل فيضي على ان حجم التحديات التي يواجهها قطاع غزة كبير جدا في ظل الاستهداف المستمر للمنشآت المائية، وحجم الدمار الضخم الذي طال البنية التحتية لخدمات المياه والصرف الصحي الذي أدى إلى انخفاض كبير جدا في كميات المياه المزودة بالإضافة إلى انقطاع شبه كامل لخدمات الصرف الصحيموضحة أن هناك أولويات تتطلب التدخل العاجل من قبل المؤسسات الدولية الشريكة، لا سيما ما يتعلق تأهيل البنية التحتية من خلال إعادة بناء شبكات المياه والصرف الصحي، و وتسهيل دخول المواد الأساسية اللازمة لصيانة وتشغيل أنظمة المياه.

من جانبهم استعرض ممثلي المؤسسات الدولية طبيعة تدخلاتهم والمشاريع الممولة من قبل قبلهم لدعم قطاع المياه والصرف الصحي، الى جانب تأكيدهم على دعم سلطة المياه في مطالبها وأهمية الدور السياسي الداعم لجهودها في الحد من التحديات المفروضة على ارض الواقع.

في ختام اللقاء أكد د. الميمي على أهمية أن يكون هناك دعما سياسيا واضحا يضمن أولا وقف الاقتطاعات الإسرائيلية ويتيح لسلطة المياه تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق نقلة نوعية في قطاع المياه والخدمات المقدمة للمواطنين .